انتخابات ٦ نوفمبر .. معركة مصيرية لعهد ترامب
واشنطن – «صدى الوطن»
لا شك بأن انتخابات الكونغرس النصفية المقررة يوم السادس من تشرين الثاني (نوفمبر)، هي انتخابات مفصلية في تاريخ الولايات المتحدة، حيث إما تواصل البلاد سيرها على الطريق الذي يخطه لها الرئيس دونالد ترامب، أو ينجح الديمقراطيون في انتزاع الأغلبية من الجمهوريين في مجلس النواب أو الشيوخ، مما سيكون كفيلاً بتعطيل وكبح أجندة الرئيس الأميركي تشريعياً خلال السنتين المتبقيتين من ولايته الأولى.
وتقام الانتخابات النصفية في منتصف ولاية الرئيس الأميركي، ويتم خلالها انتخاب كامل أعضاء مجلس النواب الـ٤٣٥ (لمدة سنتين)، وثلث أعضاء مجلس الشيوخ (لمدة ست سنوات)، حيث تشهد هذه الدور انتخاب ٣٥ سناتوراً من أصل ١٠٠ يشكلون المجلس بواقع سناتورين لكل ولاية من الولايات الأميركية الخمسين.
وعلى الرغم من الحديث عن «موجة زرقاء» منتظرة في الانتخابات المقبلة، إلا أن حظوظ الديمقراطيين تنحصر واقعياً في مجلس النواب حيث يحتاجون لانتزاع ٢٣ مقعداً من الجمهوريين للفوز بالأغلبية في المجلس القادم.
أما في مجلس الشيوخ حيث يتمتع الجمهوريون بأغلبية طفيفة (٥١–٤٩) فإن حظوظ «الحزب الأحمر» بتعزيز حصته تبدو وافرة، لاسيما وأن الانتخابات تُجرى على 9 مقاعد يشغلها جمهوريون، مقابل ٢٦ مقعداً يشغلها ديمقراطيون، مما يعني أن فرصة حفاظ الجمهوريين على الأغلبية أكبر من فقدانها.
وفي ظل اقتراب انتخابات الرئاسة المقبلة في 2020 يود الديمقراطيون الاستفادة من أغلبية أحد المجلسين في تمرير تشريعات تزيد من شعبيتهم قبل الاستحقاق الرئاسي لتعزيز فرصهم في إيصال مرشح للبيت الأبيض.
وفي حين تتداول وسائل الإعلام مصطلح «الموجة الزرقاء» في إشارة لسعي الديمقراطيين لانتزاع الأغلبية في الكونغرس، لكن الرئيس ترامب يرى أن الجمهوريين بإمكانهم صنع «موجة حمراء» في الانتخابات المقبلة.
مجلس النواب
في مجلس النواب، يحظى الجمهوريون حالياً بأغلبية 236 نائباً مقابل 193 نائباً ديمقراطياً في ظل وجود ستة مقاعد شاغرة. ويحتاج الحزب الذي يسعى للأغلبية في المجلس إلى الفوز بـ218 مقعد على الأقل، وهو أمر متاح للديمقراطيين إذ سيتم الاقتراع على كل مقاعد المجلس.
وإلى جانب التمويل الانتخابي الوفير للمرشحين الديمقراطيين في الدوائر المتأرجحة، تشير استطلاعات الرأي إلى تقدمهم في أكثر من عشرين دائرة يمثلها حالياً نواب جمهوريون، وذلك في ولايات مثل كاليفورنيا ونيويورك ونيو جيرزي، إضافة إلى ميشيغن حيث يتطلع الديمقراطيون إلى انتزاع مقعدي الدائرتين «٨» و«١١».
وفي المجمل هناك نحو 40 مقعداً متأرجحاً في انتخابات ٦ نوفمبر.
وإذا فاز الديمقراطيون بما لا يقل عن 23 مقعداً إضافياً، فسينتزعون السيطرة على مجلس النواب ليصبح لهم دور أكبر في رسم سياسة الإنفاق وصياغة التشريعات في إطار تحديهم لبرنامج الرئيس دونالد ترامب حول السياسات الداخلية والخارجية.
في المقابل، سيسهل انتصار الجمهوريين في هذه الانتخابات جداً خلال النصف الثاني لولاية ترامب، الذي سيجد منفذاً سلسلاً لتنفيذ تشريعاته، مثل التشديدات في قوانين الهجرة وبناء جدار حدودي وإصلاح نظام الرعاية الصحية.
مجلس الشيوخ
تبدو فرص الديمقراطيين بانتزاع الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي ضئيلة للغاية، لاسيما وأن معظم المقاعد المتنافس عليها (٢٦ من ٣٥) خلال هذه الدورة الانتخابية يتولاها أصلاً مشرعون ديمقراطيون، عشرة منهم يخوضون السباق في ولايات صوتت لصالح ترامب ضد منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية لعام ٢٠١٦.
وفي حال تمكن الجمهوريون من انتزاع عدد من تلك المقاعد فإن أغلبيتهم ستزداد بشكل ملحوظ، وقد تصل إلى أكثر من ٥٥ سناتوراً، وفقاً لاستطلاعات الرأي.
والمعارك الأشد تنافساً هي في ولايات نورث داكوتا ومونتانا وإنديانا وميزوري وأريزونا ونيفادا وفلوريدا ووست فيرجينيا وتكساس، في حين تظل المنافسة مفتوحة نسبياً في بعض الولايات الأخرى مثل ميشيغن وأوهايو وبسلفانيا وويسكونسن ونيوجيرزي.
وفي أبرز تلك المعارك، التنافس حول مقعد السناتور الجمهوري جيف فليك الذي قرر عدم الترشح للاحتفاظ بمقعده، وتحاول الجمهورية مارثا مكسالي أن تخلفه في ظل منافسة من الديمقراطية كيرستن سينيما.
وفي فلوريدا سيحاول السناتور الديمقراطي بيل نيسلون الاحتفاظ بمقعده في مواجهة شرسة أمام حاكم الولاية الجمهوري ريك سكوت.
وفي نيفادا يتنافس السناتور الجمهوري دين هيلر مع النائبة الديمقراطية جاكي روزين.
ولعل المعركة الأكثر جذباً للاهتمام ستكون في تكساس، حيث يدافع السناتور الجمهوري البارز والمرشح السابق في الانتخابات التمهيدية للرئاسة تيد كروز مع رجل الأعمال الديمقراطي الشاب بيتو أورورك. وفي وست فيرجينيا حيث يسعى السناتور الديمقراطي جو مانشين إلى الاحتفاظ بمقعده بمواجهة المرشح الجمهوري باتريك موريسي.
إقبال كبير على التصويت المبكر
وفي مؤشر واضح على أهمية الانتخابات المرتقبة، تشهد عمليات التصويت المبكر في عدد من الولايات الأميركية إقبالاً كبيراً من الناخبين، قبل حوالي أسبوع من الموعد الرسمي للاقتراع.
وبحسب دراسة أجراها الباحث في «جامعة فلوريدا» مايكل ماكدونالد، فإن عدد الأشخاص الذين صوتوا مبكراً في أربع ولايات أميركية، هي ديلاوير وإنديانا ومينيسوتا وتينيسي، تجاوز العدد المسجل في كل عمليات التصويت المبكر في الانتخابات النصفية السابقة عام 2014.
ويعمل المرشحون من الحزبين الرئيسيين، الجمهوري والديمقراطي، على حث الناخبين على التصويت مبكراً في الانتخابات المزمع إجراؤها في السادس من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري.
وسجلت ولايات نورث كارولاينا وجورجيا ومينيسوتا وتكساس وفلوريدا ونيفادا ضعفي (على الأقل) عدد الأصوات المسجلة في مثل هذه الانتخابات عام 2014.
وتسمح قوانين بعض الولايات، للناخبين بالتصويت المبكر قبل موعد الانتخابات الفعلي لتسهيل عملية التصويت الذي يختلف موعد بدئه في كل ولاية.
أبرز الدوائر المتأرجحة في سباق مجلس النواب الأميركي
– كاليفورنيا (١٠، ٢٥، ٣٩، ٤٩، ٥٠)
– نيويورك (١٩، ٢٢، ٢٤)
– نيو جيرزي (٣، ٧، ١١)
– فيرجينيا (٥، ٧، ١٠)
– فلوريدا (١٥، ٢٦)
– تكساس (٧، ٣٢)
– ميشيغن (٨، ١١)
– كنساس (٢، ٣)
– بنسلفانيا (١، ٧)
– آيوا (٣)
– مينيسوتا (١)
– نورث كارولاينا (١٣)
– نيو مكسيكو (٢)
– واشنطن (٨)
أبرز السباقات المتأرجحة لعضوية مجلس الشيوخ الأميركي
■ أريزونا
– الجمهورية مارثي مكسالي
– الديمقراطية كيرستن سينيما
■ نيفادا
– السناتور الجمهوري دين هيلير
– الديمقراطية جاكي روزن
■ مونتانا
– السناتور الديمقراطي
جون تستِر
– الجمهوري مات روزينديل
■ نورث داكوتا
– السناتور الديمقراطية
هايدي هيتكامب
– الجمهوري كفين كرايمر
■ ميزوري
– السناتور الديمقراطية
كلير مكاسكيل
– الجمهوري جوش هاولي
■ إنديانا
– السناتور الديمقراطي
جون دونيلي
– الجمهوري مايك براون
■ فلوريدا
– السناتور الديمقراطي
بيل نيلسون
– الجمهوري ريك سكوت
■ وست فيرجينيا
– السناتور الديمقراطي
جو مانشين
– الجمهوري باتريك موريسي
■ تكساس
– السناتور الجمهوري تيد كروز
– الديمقراطي بيتو أورورك
■ نيوجيرزي
– السناتور الديمقراطي
بوب ميننديز
– الجمهوري بوب هاغين
Leave a Reply