«هنا ديربورن»، قالها ناشر «صدى الوطن» الزميل أسامة السبلاني على مواقع التواصل الاجتماعي معبّراً عن فخره وفخر العرب الأميركيين بنتيجة الانتخابات البلدية التي جرت في ديربورن يوم الثلاثاء الماضي في الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) والتي حملت سابقة تاريخية كبيرة بفوز المحامية سوزان دباجة عضو لجنة العمل السياسي العربي الاميركي (أيباك) برئاسة المجلس البلدي لأول مرة في تاريخ المدينة متخطية الرئيس الحالي للمجلس توم تافلسكي (المدعوم ايضا من «أيباك») وذلك بفارق 32 صوتاً فقط مما يعزز المقولة الثابتة ان صوتك محسوب.
دباجة تحتفل وسط أنصارها في قاعة «لابيتا» غرب مدينة ديربورن. (عدسة نافع أبوناب) |
المفاجأة الثانية في السباق الانتخابي والتي تعد سابقة تاريخية جديدة أيضا هي فوز أربعة مرشحين ذوي أصول عربية، من أصل سبعة، بعضوية المجلس البلدي وهم اضافة الى دباجة، مايك سرعيني وروبرت أبراهم وديفيد بزي.
وكانت عملية فرز 98 بالمئة من الأصوات وحتى الساعة العاشرة ليلا عشية الانتخاب قد أظهرت تعادلا بين دباجة وتافلسكي بحصول كليهما على 9299 صوتا، الى أن تم الفرز النهائي للأصوات من آخر قلم اقتراع لكي يعطي دباجة «ضربة التفوق» ويضعها في المرتبة الأولى بفارق 32 صوتاً.
ولكن رغم هذا النصر التاريخي الا ان اليوم الانتخابي الطويل أفصح عن وجود حماس اكبر وسط المتطوعين منه في أوساط الناخبين الذين كان اقبالهم على التصويت متدنياً -حسب التوقعات التي نشرتها «صدى الوطن» في العدد السابق- وبلغ 30,21 بالمئة فقط، الى درجة ان عدد المتطوعين في بعض اقلام الاقتراع كان اكبر من عدد المقترعين!
وقد قام المتطوعون طيلة النهار بجهود كبيرة لاستمالة الناخبين وكانوا يحاولون أن يتحدثوا الى المارة ويوزعون عليهم هدايا مجانية تراوحت ما بين الاقلام والمنشورات وقناني الماء وحتى مبرَد الأظافر المطبوع عليه اسم المرشح. وبرغم عدم وجود منافسة جديدة له، شوهد رئيس البلدية جاك أورايلي يجول على اقلام الاقتراع في الصباح يلبس مئزرا ويوزع القهوة وكعكات «الدونات» ويستخدم «الفان» في تنقلاته التي قصد منها الترويج للائحته الخاصة التي يدعم فيها مرشحين للمجلس البلدي والتي تضمنت كل الفائزين ومن بينهم دباجة وسرعيني وأبراهام وبزي وبراين أودونل ومارك شوشانيان، ما عدا تافيلسكي.
وفي نهاية اليوم الانتخابي كان أورايلي الرابح الأكبر أيضاً لاحتفاظه بمقعده وفوزه الساحق على منافسه إدوارد بينكلي، بالاضافة الى فوز جميع الذين دعمهم وتراجع تافلسكي الى المرتبة الثانية وراء دباجة.
وكان أورايلي قد أبلغ «صدى الوطن» صبيحة يوم الانتخاب أنه يأمل ان يكون الاقبال على التصويت أكثر من 30 بالمئة لان الاقبال الكثيف على الاقتراع «يؤدي الى افضل نتائج ديمقراطية». بالاضافة الى انتخاب المجلس البلدي، وافق الناخبون على مقترحين لتمويل مدارس ديربورن العامة وكلية «هنري فورد» بنسبة كبيرة ومريحة وشوهد وجود طاقم موظفي وداعمي الكلية في أقلام الاقتراع يطلبون من الناخبين التصويت لصالح المقترحين.
وخلال جولة «صدى الوطن» على اقلام الاقتراع تبيّن أن قلمي مدرسة «ميللر» الابتدائية كان فيها مقترع واحد يصوت هو يمني أميركي يدعى غازي الذي قال بعد قيامه بالتصويت: «أشعر بالقوة بعد المشاركة واذا لم نصوّت فاننا نفوّت حقوقنا».
أما في مدرسة «سالاينا» حيث يوجد أيضا قلما اقتراع فقد أدلى 420 ناخبا بأصواتهم بحدود المساء وهذه نسبة اقبال متدنية مقارنة مع اقلام اقتراع ديربورن البالغة 56 قلماً (بريسنت)، الا أن المدير التنفيذي للجمعية الخيرية اليمنية الاميركية (يابا)، علي بلعيد المكلاني، الذي كان يوزع مناشير «أيباك» طوال اليوم، فقد قال إنه مسرور بالاقبال على التصويت وكان النهار قد شهد في بدايته ارتباكا عندما وزعت لجنة العمل السياسي اليمني الاميركي (وايباك) لائحة انتخابية تدعم فيها ثمانية مرشحين يتنافسون على مقاعد المجلس البلدي السبع، مما ضلّل بعض المقترعين الذين ظنوا انهم بامكانهم التصويت لثمانية مرشحين وقال المكلاني إنه سارع الى احتواء الموقف عندما علم بالأمر وقرر تمرير لائحة «ايباك» الأصلية بدلا من «وايباك» وعمم على المتطوعين ضرورة إعلام الناخبين أن الاقتراع لثمانية بدلاً من سبعة سوف يبطل الصوت الانتخابي ويؤذي المرشحين فتم تسوية الموضوع وتصحيحه وسحبت «وايباك» لائحتها في منتصف اليوم ولكن ليس قبل إبطال 75 صوتاً انتخبت ثمانية مرشحين.
وتبين لأول مرة وجود موظفين ثنائيي اللغة انتدبتهم سكرتارية البلدية ودربتهم على مهمات هذا اليوم لمساعدة الناخبين الذين يحتاجون الى ترجمة أو إرشادات للإدلاء بأصواتهم بشكل صحيح، الموظفون هم سقية البنا وسمر الرياشي ونوف الموري، لكن المندوبين الانتخابيين والمتطوعين اعربوا عن خيبة املهم من نسبة الاقتراع الضئيلة سيما في «سالاينا» بمنطقة ديكس.
وفي قلم اقتراع «ماكدونالد» أدلى 250 شخصا بأصواتهم قبل اقفال القلم وهو رقم أعلى من مدرسة «سالاينا» الا انه يبقى دون مستوى الانتخابات السابقة عندما كان المركز الانتخابي في «ماكدونالد» غير مسبوق من حيث نسبة الاقبال الكبيرة.
جاكي زيدان التي رابطت خارج مدرسة «ماكدونالد» طيلة اليوم الإنتخابي القت باللوم على التراشق الكلامي بين المرشحين خلال الاسابيع الأخيرة من السباق، وقالت: «لقد تحدثت الى الناس وهم اصدقاء من الجزء الغربي والشرقي من المدينة ومعظمهم امتعضوا من الحملات الشديدة والهجمات السلبية للمرشحين ضد بعضهم وكانوا متفاجئين من كمية الاموال التي جمعت وكمية الاحتكاك التي حصلت بينهم فقط من أجل مقعد في المجلس البلدي». واعربت زيدان التي كانت توزع مناشير «أيباك» للمصوتين عن خيبة أملها لرؤية منشور كان يوزع على المقترعين ويتضمن تأييداً ودعما لثلاثة مرشحين عرب فقط هم دباجة وسرعيني وبيضون، وضعه «اتحاد الطلبة العرب» في «جامعة ميشيغن- ديربورن» وثانوية «فوردسون» العامة.
وتضمن المنشور صورا للمرشحين الثلاثة مع شعار «هذا هو وقتنا» وحاز على مشاعر مختلطة حول جدواه من قبل المندوبين الانتخابيين والمتطوعين وقد شعر بعضهم انه مهم من اجل رفع وتيرة الاقبال على الانتخاب اما البعض الآخر فقد أصر على أنه لا يجب فقط دعم المرشحين العرب بل أيضاً الحلفاء من الأميركيين لأن المنافسة هي على سبعة مقاعد وهناك مؤهلون غير عرب يستحقون التأييد العربي والفوز.
وحول هذا الموضوع، قال الناشط رشيد بيضون إن الاتحاد الطلابي قرر القيام بهذه الخطوة ليدعم المرشحين الثلاثة بعد اجتماع معهم أواخر تشرين الاول (أكتوبر) الماضي استنادا الى ادائهم خلال مناظرة جمعتهم مع مرشحين آخرين استضافهم الإتحاد قبل أيام.
الا ان رئيسة «أيباك» مريم بزي قالت لـ«صدى الوطن» إن قرار اللجنة بدعم سبعة مرشحين كان الرهان الافضل لسكان ديربورن وأضافت: «إن عمر «أيباك» هو 16 عاماً واعتقد اننا عبّرنا عن أنفسنا ونحن منظمة تعمل من اجل المصلحة الافضل لكل جاليتنا وهناك خطر محدق كبير اذا بدأنا نعمل لأفراد فقط واعتقد ان التصويت لسبعة مرشحين كان العمل المناسب للجالية العربية والعمل الصائب للمرشحين العرب الاميركيين المدعومين على لائحتنا».
وكان الناشطون والعشرات من متطوعي «أيباك» قد رابطوا في العديد من المراكز الإنتخابية عبر المدينة لتوزيع المنشورات اضافة الى آلاف المنشورات الثنائية اللغة التي وصلت عبر البريد الى بيوت العرب الناخبين المسجلين قبل اسبوعين من الانتخابات في مناطق ديربورن وديربورن هايتس وديترويت وهامترامك حيث كان للجنة مرشحون.
مصطفى حمود، احد متطوعي «أيباك» في مركز مدرسة «وودورث» قال إن الناخبين هناك كانوا يهاجَمون ويحاط بهم من كل جهة من قبل عدد كبير من مندوبي المرشحين العرب، حالما يصلوا الى باب المدرسة وأضاف «لدينا أعداد كبيرة من المتطوعين لا نستخدمها في سبيل تحقيق هدف موحّد. والملاحظ ان بعض المقترعين كانوا يطلبون الحصول على منشور «أيباك» بالتحديد وهذا دليل على مصداقية اللجنة التي تمكنت العضو فيها، دباجة، من تصدر سباق المجلس البلدي.
وبغض النظر، ففي المحصلة الانتخابية النهائية كان الاقبال العربي الاميركي دون المستوى ومحبطا، ففي مدرسة «مايبل» أدلى 430 شخصاً بأصواتهم مما حدا بالمندوبين هناك الى التعبير عن استيائهم من قلة اهتمام الجالية العربية وعلقت بزي على ذلك بالقول: «ان الاقبال كان ادنى من المتوقع والمأمول».
مندوب المرشحة دباجة، لوي موسى، قال: «ان العرب الاميركيين لديهم نقص في الاهتمام ونقص بالإيمان بالعملية الانتخابية في الولايات المتحدة فالإقبال لم يكن كافيا وهم ببساطة لا يريدون الظهور والتصويت لانهم لا يؤمنون بذلك.. هذه هي الحقيقة»! وأضاف «40 بالمئة من سكان ديربورن هم من العرب الاميركيين لكن عددهم لا ينعكس على مراكز الاقتراع وينقصهم الاهتمام والايمان بالنظام.. وفي كل سنة تتكرر القصة نفسها».
ودليلا على ما قاله موسى فإن الاقبال في الجزء الغربي من ديربورن كان أعلى من الجزء الشرقي حيث يتركز العرب، ففي مركز الكنيسة المعمدانية الاولى في «ثانوية ديربورن» غرب المدينة أدلى 600 شخص بأصواتهم مقارنة مع 400 صوت في مدرسة «وودورث» في شرق ديربورن.
وجاءت نتائج سباقات ديربورن على الشكل التالي:
سباق المجلس البلدي (فوز أو سبعة)
١- سوزان دباجة (٩٣٩٨)
٢- توم تافيلسكي (٩٣٦٦)
٣- مايك سرعيني (٨٧٢٣)
٤- براين أودونل (٧٩٢٩)
٥- ديفيد بزي (٧٨٠٩)
٦- بوب إبراهام (٧٤٧٧)
٧- مارك شوشانيان (٧٤٠٧)
٨- باتريك ميلتون (٧٠٢١)
٩- طارق بيضون (٦٢٨٠)
١٠- شارون دولماج (٥٦٠١)
١١- كريستن تايلور (٥٣١٥)
١٢- جاين أهيرن (٥٢٢٥)
١٣- كوليت ريتشاردز (٤٢٣١)
١٤- ستيفن دوبكاوسكي (٣٥٥١)
رئيس بلدية ديربورن:
– جون (جاك) أورايلي (١٣٨٨٣)
– إدوارد بينكلي (٣١٠٢)
سكريتارية ديربورن (سيتي كليرك)
١- كاثي بودا (١٢٣٤٧)
٢- خليل دخل الله (٤٠٢٦)
الموافقة على تمويل
مدارس ديربورن وكلية «هنري فورد»
وافق أكثر من ثلثي الناخبين يوم الثلاثاء الماضي على مقترح تمويل مدارس ديربورن بالموافقة على اقتراح يسمح للمنطقة التعليمية باستدانة ٧٦ مليون دولار مغطاة بالضريبة العقارية التي يدفعها أصحاب المنازل في المدينة. وقد صوت ١٢,٠٢٤ ناخباً لصالح الإبقاء على الضريبة المخصصة للمدارس العامة عند مستوى 5,35 مل (المل=يساوي واحداً بالألف من قيمة المنزل)، في حين عارض المقترح ٥,٦٢١ ناخباً.
يذكر أن المنزل الذي تصل قيمته السوقية 100 ألف دولار، يتم تقييمه من قبل البلدية بـ50 ألفاً، وبالتالي يدفع صاحبه 50 دولاراً عن كل مل، ومع موافقة الناخبين على الإبقاء على الضريبة سيتوجب على صاحب المنزل بهذه القيمة دفع ٢٦٧ دولاراً وخمسين سنتاً سنوياً لصالح المنطقة التعليمية.
وبجسب المسؤولين التربويين، ستخصص العائدات لتمويل أمن المدارس وصيانتها الى جانب التجديدات والتطوير والتكنولوجيا والحافلات المدرسية، مع العلم أن هذه التفاصيل لم تذكر في الاقتراح المطروح على اوراق الاقتراع. ويؤكد الإداريون وأعضاء المجلس التربوي أن هذه النواحي ضرورية وليست نوعاً من الرفاهية.
كما أقر الناخبون يوم الثلاثاء الماضي مقترحين لتمويل كلية هنري فورد في ديربورن بفارق كبير.
فقد وافق ١٢,٧٥٨ ناخباً على إقرار المقترح الأول الذي يسمح بتخصيص ٣ مل من الضريبة العقارية لصالح تمويل الكلية لمدة عشر سنوات مقابل معارضة ٥,١٩٤ صوتاً. لكن نسبة التصويت لصالح المقترح الثاني كانت أقل عند ١٠,٧٧٨ صوتاً مقابل ٧,١٢٨ عارضوا تخصيص مل إضافي للكلية لمدة خمس سنوات.
وبنتيجة الإقتراع سوف تحظى كلية هنري فورد بتمويل إضافي سيساعدها على اجتياز محنتها المالية وإعادتها الى سكة النجاح، بحسب المسؤولين فيها. وتعاني كلية «هنري فورد» من نقص في عدد الطلاب الملتحقين بها ومن تراجع المساعدات المقدمة لها من حكومة الولاية
ديربورن هايتس: باليتكو يحتفظ برئاسة البلدية
أما في ديربورن هايتس التي تضم ٢٧ قلم اقتراع، فقد شهدت إقبالا منخفضاً أيضاً حيث لم يدل سوى ٧١٢٧ ناخباً بأصواتهم يوم الثلاثاء الماضي. وقد تمكن رئيس البلدية الحالي، دانيال باليتكو، من الإحتفاظ بمنصبه بعد تفوقه بفارق كبير على منافسته رئيسة المجلس البلدي الحالية جانيت بادلو.
كما شهدت المدينة انتخاب أربعة مرشحين لعضوية المجلس البلدي الذي يضم سبعة مقاعد، وقد تمكن النائب السابق في كونغرس الولاية، بوب كونستان، من تصدر السباق بفارق ٩٥ صوتاً عن عضو المجلس الحالي مارغريت هورفاث التي حلت ثانية. وقد تنافس خمسة مرشحين على المقاعد الأربعة، وكانت المرشحة ليزا فارنز الخاسر الوحيد، فيما احتفظ جوزيف كوسينسكي وتوم بري بمقعديهما.
يذكر أن مدينة ديربورن هايتس شهدت أيضاً التصويت لصالح مقترح انتخابي يقضي بتخصيص ضريبة ٠,٩٥ مل واحد لتمويل مكتبات المدينة العامة. وقد نجح المقترح بفارق ٢٢٥ صوتاً (٣٤٧٩ مقابل معارضة ٣٢٥٤)
وجاءت نتائج سباقات ديربورن هايتس البلدية على الشكل التالي:
المجلس البلدي (أربعة مقاعد)؟
١- بوب كونستان (٤٦٥٠)
٢- مارغريت هورفاث (٤٥٥٥)
٣- جوزيف كوسينسكي (٤٥٥٠)
٤- توم بري (٤١٤٢)
٥- ليزا فارنز (٣٦٧٨)
رئيس البلدية:
١- دانيال باليتكو (٤٥٠٥)
٢- جانيت بادلو (٢٤٦٥)
«سيتي كليرك»
١- والتر بروزويتز (٥٧٤٣) بدون منافس
أمين الخزانة
١- جون رايلي (٦٠١٠) بدون منافس
هامترامك
لم ينجح المرشح عبد الكريم الغزالي في أن يصبح أول عربي أميركي يتولى رئاسة بلدية هامترامك، حيث تفوقت عليه رئيس البلدية الحالية كارين ماجوسكي بفارق ٩٨ صوتاً (١٤٩٧ مقابل ١٣٩٩ لغزالي).
Leave a Reply