بيروت - هنيبعل معمر القذافـي فـي قبضة القضاء اللبناني.. ويعترف أن والده معمر القذافـي خطف الامام موسى الصدر ورفـيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافـي عباس بدر الدين.
الاوساط القضائية الرسمية والقضائية وكذلك السياسية فـي لبنان تدرس سبل الاستفادة من توقيف القذافـي المسمى «صهر لبنان» (زوجته لبنانية من آل سكاف) لدفع قضية خطف الإمام ورفـيقيه الى ناصية الحقيقة.
المهم، انها المرة الأولى منذ 37 عاماً، التي يقرّ أحد أفراد عائلة معمر القذافـي بواقعة خطف الإمام الصدر ورفـيقيه، وبمسؤولية النظام الليبي المخلوع عن الجريمة.. وصولاً الى القول أمام القضاء اللبناني إن مصير الصدر ورفـيقيه غير محسوم حتى الآن. فقد تحول هنيبعل القذافـي من شاهد الى مدعى عليه، مع إصدار المحقق العدلي فـي القضية القاضي زاهر حمادة، مذكرة توقيف وجاهية فـي حقه بجرم إخفاء معلومات، ومحاولة تضليل العدالة فـي ملف الإمام الصدر ورفـيقيه.
وإذا كان القبض على هنيبعل فـي الأراضي السورية بداية كانون الاول (ديسمبر) الجاري، قد شابه الكثير من علامات الاستفهام، خصوصاً أن عملية استخباريّة كهذه تحتاج الى تسهيلات وإمكانيات كبيرة بحجم دول لا أفراداً، فإن لحظة دخوله الى قصر العدل فـي بيروت، جعلت القضية تسلك مسارها القانوني الصحيح.
المفاجىء أن هنيبعل القذافـي رفض تقديم أية معونة قضائية اليه برغم الإلحاح عليه، وقال للقاضي إنه يستطيع الدفاع عن نفسه ولا يحتاج الى أي محام. فعلى مدى خمس ساعات، قدّم هنيبعل القذافـي إفادة بدت غير متماسكة وأحياناً متناقضة، ولكنها أظهرت العناصر الآتية:
أولاً، الإقرار بمسؤولية والده معمر القذافـي عن الجريمة، فضلاً عن أدوار آخرين بينهم شقيقاه سيف الاسلام والمعتصم بالله (أكثر المطلعين على الملف بعد والده بصفته رئيس جهاز الأمن الوطني الذي يمتلك كنوزاً أمنية) و «الرجل الثاني» فـي النظام الليبي المخلوع الرائد عبد السلام جلود الذي كان قد أبعد عن دائرة القرار فـي مطلع التسعينيات، ووضع قيد الإقامة الجبرية، وترك ليبيا بعد انهيار النظام، واختار الاقامة فـي العاصمة الايطالية روما، علماً أن هنيبعل نفسه أقرّ بأنه تبوأ فـي نهاية التسعينيات منصب مستشار اللجنة الأمنية العليا التي كانت تدير ملفات أمنية واستخبارية كثيرة.
ثانياً، الإقرار بأن الامام الصدر ورفـيقيه لم يغادروا الأراضي الليبية نهائياً.
ثالثاً، الاقرار بأن عدداً من ضباط استخبارات النظام من ذوي الرتب العالية، وبينهم مسؤول أمني ليبي كبير، كانوا مسؤولين عن ترتيب قضية تزوير سفر الصدر ويعقوب (الى روما) وبدر الدين (الى مالطا)، وتردد أن هنيبعل قدم اسما مشتبها به للشخص الذي انتحل اسم الصدر وحمل جواز سفره من طرابلس الغرب الى فندق «هوليداي ان» فـي روما.
رابعاً، الإقرار بنقل الامام الصدر الى مكان ما (سجن أو منزل) فـي طرابلس الغرب، وبعدم وجوده مع يعقوب وبدر الدين فـي مكان واحد.
خامساً، عدم تأكيد تصفـية الإمام الصدر ورفـيقيه حتى الآن، الأمر الذي يبقي التحقيق مفتوحاً على احتمالات شتى (قال أحد الممسكين بالملف إنه لا يستبعد أن يكون الثلاثة على قيد الحياة).
سادساً، تكوّن انطباع لدى المحقق العدلي بأن التحقيق يحتاج الى فترة أطول ربطاً بالتحقيقات السابقة وما تكون من معطيات وأدلّة، خصوصاً أن الساعات الأولى من التحقيق أظهرت وجود تناقضات فـي إفادة الموقوف.
سابعاً، محاولة استدراج القضاء الى معادلة إطلاق سراحه مقابل قيامه بإجراء اتصالات مع بقايا النظام من أجل اماطة اللثام عن القضية!
Leave a Reply