إسرائيل تواصل حصار غزة.. والأزمة تتفاقم غزة – واصلت إسرائيل الأسبوع الماضي حصارها المفروض على قطاع غزة والذي دخل أسبوعه الرابع مبررة ذلك باستمرار إطلاق صواريخ فلسطينية من القطاع. إلا أن بعض الدول العربية بدأت تتحرك لفك الحصار من خلال إرسال سفن محملة بالأغذية الى القطاع، مثل ليبيا وقطر.واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت الذي زار واشنطن، أن سكان قطاع غزة لا يواجهون أزمة إنسانية جراء إغلاق المعابر مع إسرائيل. وبرر أولمرت الثلاثاء الماضي إغلاق المعابر بأن إسرائيل لا تريد تحمل المسؤولية الأمنية عن الذين يعبرونها مع استمرار الصواريخ، معتبرا أن «إسرائيل لم تفعل شيئا تخجل منه في غزة» ومحملا حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المسؤولية عن ذلك.
وفي سياق متصل استنكر رئيس الوزراء في الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية استمرار الحصار على القطاع، واتهم في مقابلة خاصة مع «الجزيرة» جهات رسمية في السلطة الفلسطينية بالتورط في هذا الحصار. وقال «أستطيع أن أؤكد أن جهات فلسطينية ورسمية متورطة في هذا الحصار، متورطة في هذا الوضع الذي تمر به غزة، متورطة في إبقاء المعابر مغلقة». ورغم رفضه تحديد أسماء معينة، فإنه أشار إلى تورط مستويات فلسطينية قيادية قائلا «الرئيس أبو مازن (محمود عباس) لا أعفيه مما يجري على الأرض ولا أعفيه من هذا الحصار». ومن جانبها دعت حكومة تسيير الأعمال بالضفة الغربية الثلاثاء الماضي الدول العربية وكافة الأطراف الدولية إلى التدخل العاجل والضغط على إسرائيل لوقف الحصار المشدد المفروض على قطاع غزة. ووسط تفاقم للأزمة الإنسانية التي يعيشها نحو مليون ونصف مليون فلسطيني في القطاع، قالت الإذاعة الإسرائيلية إن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أصدر تعليماته بإبقاء المعابر بين إسرائيل وقطاع غزة مغلقة وذلك بحجة استمرار إطلاق الصواريخ الفلسطينية.وكانت إسرائيل قد سمحت بدخول كميات محدودة من الوقود والمساعدات إلى غزة لكنها لم تسهم في تشغيل محطة الكهرباء التي ما زالت متوقفة عن العمل.يأتي ذلك فيما تفيد التقارير الميدانية الواردة من غزة أن سكان القطاع بدؤوا يلجؤون للحطب مصدرا للتدفئة مع النقص الحاد في إمدادات الوقود، بينما بدأت المخابز في استخدام الدقيق المستخرج من حبوب تستخدم أصلا علفا للماشية والطيور لسد النقص في إمدادات الطحين. كما حذرت السلطات المختصة في القطاع من مغبة الشرب من مياه الآبار في القطاع الساحلي بسبب احتمال تلوثها إثر تراجع احتياطي الكلور ونفاد قطع غيار معدات تنقية المياه وانقطاع التيار الكهربائي.وحذر مسؤولون فلسطينيون من أن الأزمة الإنسانية ستتفاقم إذا بقيت إسرائيل مستمرة في غلق المعابر رغم النداءات الدولية لرفع المعاناة عن سكان القطاع.ووفقا لجماعات إغاثة دولية سيكون لدخول هذه المساعدات تأثير ضئيل لأن المعابر الحدودية أغلقت مدة طويلة، ما أدى إلى نفاد الاحتياطي من جميع السلع الأساسية. ووصف المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) كريستوفر جونيس الإجراءات الإسرائيلية بأنها ليست كافية. وأكد أن «أونروا» لا يمكنها العمل بشكل طبيعي دون تدفق مستمر من الإمدادات، ليس فقط الطعام بل كتب التلاميذ التي أوقفتها إسرائيل أيضا منذ أسابيع.من جانبه قال وزير الصحة في الحكومة الفلسطينية المقالة باسم نعيم إن القطاع واجه أزمة حقيقية لا يمكن تخفيف حدتها من خلال تلك الحيل «الصهيونية»، في إشارة إلى العدد المحدود من الشاحنات التي سمح بدخولها.
Leave a Reply