غزة، رام الله – وعد زعماء حركتي «فتح» و«حماس» المتنافستين الأسبوع الماضي بمناسبة انتهاء شهر رمضان بالسعي لإجراء محادثات وحدة في العاصمة المصرية القاهرة خلال الأسابيع القليلة القادمة ورأب الصدع بين الحركة التابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة «حماس» وهي خطوة ضرورية للتوصل الى اتفاق سلام مع اسرائيل في نهاية المطاف. لكن ليس هناك ما يشير الى فرصة قريبة لحسم الصراع او لتغيير موقف اي من الحركتين اللتين احتدم النزاع بينهما حين هزمت قوات «حماس» قوات فتح وطردتها من قطاع غزة وسيطرت عليه في حزيران (يونيو) عام 2007. وقال رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية إن الحوار الوطني الفلسطيني «لن يكتب له النجاح تحت سقف الاشتراطات المسبقة والاستقواء بالخارج بغرض تمرير أجندات محددة». وأكد هنية في كلمة له خلال ألقاها في خطبة صلاة عيد الفطر العيد في مدينة غزة، تمسك حكومته بالدعوة إلى حوار وطني فلسطيني «حقيقي وشامل وجاد»، والحرص على إنجاح الجهود المصرية والعربية لتحقيق المصالحة.
وقال «أننا نمد أيدينا إلي كل أبناء شعبنا الفلسطيني في مناسبة عيد الفطر بصدور وعقول مفتوحة وقلوب تنبض بالحب ونجدد دعوتنا إلى استعادة وحدتنا الوطنية وإلى لم شمل شعبنا في كل مكان لان وحدتنا سبيلنا للنصر والعزة». وأضاف «سنذهب إلى حوار القاهرة بكل حرص على إنجاحه كي يجد السبيل نحو إنهاء الانقسام الداخلي لكن وفق مرجعيات التوافق الفلسطيني الداخلي وعلى قاعدة الشرعيات الفلسطينية وليس لفرض شروط مسبقة أو بتدخلات خارجية». وشدد هنية على أن الحوار الوطني الفلسطيني «يجب أن يكون بقرار وطني خالص وتوجهات وطنية بما يخدم المصالح العليا للشعب الفلسطيني ويعزز من وحدته الداخلية».
وطالب رئيس الوزراء المقال بـ«احترام تغييرات موازين القوى على الساحة الفلسطينية الداخلية والكف عن مساعي تجريد الشرعيات الفلسطينية موقعها ومكانتها الدستورية». من جهة أخرى أعرب هنية عن أسفه لعدم اتخاذ السلطة الفلسطينية في رام الله خطوة مماثلة لتلك التي اتخذتها حكومته المقالة بالإفراج عن 53 معتقلاً من حركة فتح في غزة بمناسبة عيد الفطر وكبادرة حسن نية، منددا بـ«حملات الاعتقال المستمرة في الضفة الغربية». وطالب السلطة بالعمل الجاد والمسؤول على إنهاء ملف المعتقلين السياسيين وإطلاق الحريات العامة في الضفة الغربية.
كما احتفل عباس بعيد الفطر في رام الله مقر إدارته بوضع اكاليل الزهور على نصب الجنود القتلى، وأكد الرئيس الفلسطيني على مواصلته العمل من أجل عودة وحدة الوطن وإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي مهنأً كل الفلسطينيين في جميع أماكن تواجدهم بمناسبة حلول عيد الفطر. وقال عباس في تصريح صحفي بثته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) «إن الجهود متواصلة من أجل إنهاء حالة الانقسام التي يعاني منها الفلسطينيون عبر حوار وطني نريد له النجاح من خلال رعاية الأشقاء في جمهورية مصر العربية». وفيما يتعلق بقضية الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وعد عباس بمواصلة العمل والجهد من أجل إطلاق سراح كافة الأسرى من السجون الإسرائيلية، بالإضافة إلى مواصلة «درب الشهداء الذي من اجله قدم هؤلاء الأبطال أرواحهم». كما شدد الرئيس الفلسطيني على أن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين «حق مقدس». وهنأ عباس الفلسطينيين في الداخل والخارج بمناسبة حلول عيد الفطر «راجيا الله سبحانه وتعالى أن يعيده وقد تحررت بلادنا وقامت الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف». وقال نبيل ابو ردينة المتحدث باسم عباس ان الرئيس الفلسطيني والقيادة الفلسطينية يبذلان جهدا عظيما لانجاح الحوار الذي تديره مصر. وصرح بأن ابرام اتفاق في القاهرة سيمهد الطريق «لحوار وطني شامل» يعقبه اجتماع لوزراء الخارجية العرب. وأجرى عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية محادثات منفصلة مع الجانبين طوال شهر سبتمبر.والتقى بزعماء فتح الاسبوع الماضي وسيجتمع مع مسؤولي «حماس» في الثامن من تشرين الأول (أكتوبر).
Leave a Reply