كتب ديفيد اغناطيوس مقالاً نشرته صحيفة “واشنطن بوست” تحت عنوان “ايران وهوس الشيطان الأكبر”، قال فيه ان النقاش حول البرنامج النووي الايراني وصل الى طريق مسدود بعد شهر من الاعلان عن التوصل الى اتفاق بشأنه في جنيف. ولكن يبدو أن الايرانيين الآن يتراجعون عن موقفهم ويحاولون التنصل من الاتفاق الذي وافق عليه ممثلوهم. ويستشهد الكاتب برأي عباس ميلاني، الأستاذ بجامعة “ستانفورد” والمهتم بشؤون ايران، وقوله ان الشعور السائد الآن هو أن الايرانيين عاجزون عن اتخاذ القرار، وأنهم “يريدون التراجع عن الاتفاق”. ويرى الكاتب أن حقيقة تشجيع الرئيس الايراني المتشدد للتعامل مع أميركا تعكس مدى الاضطراب السياسي في ايران. حيث تعرض للهجوم من معارضيه -وبينهم بعض اصلاحيي الحركة الخضراء- بسبب استعداده المزعوم لتقديم تنازلات الى الغرب. ويوضح الكاتب أن المأزق الدبلوماسي يشكل عقبة أمام ادارة الرئيس أوباما التي جعلت من التقارب مع ايران أحد أهم أهدافها. اذ أصبح التوصل الى اتفاق مع ايران شبه مستحيل، لاسيما بعد توقف محادثات السلام الفلسطينية – الاسرائيلية. ويرى الكاتب أنه اذا استمر مأزق المفاوضات، فالخطوة القادمة هي حملة ضغط جديدة بفرض مزيد من عقوبات الأمم المتحدة، وان كانت الصين وروسيا ستثيران القلق من موقفهما الرافض للعقوبات. ويشير الكاتب الى أنه من بين النقاط الثلاث التي تضمنها اتفاق جنيف – للسماح بتفتيش مفاعل قوم السري وشحن أغلب المخزون الايراني من اليورانيوم المخصب الى الخارج والاستمرار في التفاوض بشأن البرنامج النووي وقضايا أخرى – لم يتحقق سوى فتح مفاعل قوم للتفتيش. والسؤال هنا؛ كيف يستطيع أوباما تحقيق ذلك دون التخلي عن المعارضة التي تعد ايران بالتغيير؟
Leave a Reply