نزل خبر مقتل الشاب هولو طليس كالصاعقة على أبناء الجالية اللبنانية في منطقة ديترويت.
هولو طليس، ابن بلدة بريتال الراقدة في جوار مدينة الشمس التي لم تنفرد بحب ذلك الشاب الطموح صاحب الوجه البشوش الذي أجاد في صداقاته كما في خصوماته، فكان دائماً رجلاً، رغم قامته النحيلة.
أحب الحياة ولم يخف يوماً من الموت. لم يكن معصوماً ولا قديساً، بل كان إنساناً صادقاً مع نفسه ومع أهله وأصدقائه.
حمله طموحه الى بلاد العم سام مثل غيره، طامعاً بالحلم الاميركي الذي لم يكسفه، فسجل نجاحات في حقل الاعمال وصنع موقعاً لافتاً لأهله وذويه يعتاشون منه ويطورونه.
ضاقت به أرض أميركا وراح يشده الحنين.. والطموح للعودة الى بلاد أحبها وأراد ان يعطيها من نفسه وجهده، فكان له موقع في قلب الحدث واستطاع أن يجيد لعبة الكبار في بلد يصعب فيه اللعب. بلد تبتلع حيتانه حتى الأشياء غير القابلة للهضم.
عاد الى مقاعد الدراسة لأن الطموح بحاجة الى إعداد من نوع آخر، فحصل على بكالوريوس في إدارة الاعمال ثم عين نائبا لرئيس مؤسسة “إيدال” الحكومية والتي تعنى بتشجيع الاستثمار في لبنان في ظل حكومة الرئيس عمر كرامي الأخيرة، وبقي في هذا الموقع حتى وفاته في حادث مروع لا تزال فصوله غامضة.
مات هولو قتيلا في أحد شوارع العاصمة التي عشقها. بيروت التي كانت تتهيأ للاحتفال بزفافه. كمن له القدر قبل الفرحة بثلاثة أيام، لينقله الى جوار ربه وهو في ربيع الشباب.
هولو، هذا الصديق، الذي رفض أن يذهب دون وداع يليق بأصدقائه وأحبابه، فقام بزيارة خلال الشهر الجاري الى ديترويت التي أحبته، والتي تشهد له برجولته النادرة وكرمه.
وداعاً يا هولو، إلى جنات النعيم أيها الفارس المغدور!
“صدى الوطن”
Leave a Reply