بيروت – نددت وزارة الثقافة اللبنانية الاثنين الماضي بـ«تشويه صورة» بيروت في الفيلم الجديد للمخرج الأميركي براد أندرسون الذي يصوّر العاصمة اللبنانية أثناء الحرب الأهلية ويخلو من أي ممثل لبناني.
وأطلق لبنانيون عريضة على الإنترنت طالبت السلطات اللبنانية بمنع عرض فيلم «بيروت»، واتهموا هوليوود بـ«إعادة كتابة التاريخ اللبناني»، ومقاربته «من دون أي عمق».
وحفلت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات منتقدة وصفته بأنه يقدّم صورة مغلوطة عن العاصمة اللبنانية.
وشجب وزير الثقافة الدكتور غطاس خوري تشويه صورة بيروت، وقال في تصريح: «من المتعارف عليه، حين يقدم أي كاتب أو مخرج على تنفيذ عمل ما، فإن توثيق المكان والتاريخ والموقع هو من باب البديهيات، ليأتي العمل صادقاً ومطابقاً للواقع المعاش».
وأضاف: «هذا المنحى متعارف عليه لإنتاج أي عمل جاد ورصين. إلا أن المخرج براد أندرسون في فيلمه «بيروت»، فاجأنا بخروجه عن هذه الوقائع، بحيث جاءت صورة هذه المدينة العظيمة مشوهة بطريقة متجنية وظالمة».
وتابع خوري: «هذه البيروت التي يعرفها القاصي والداني باسم سويسرا الشرق ومهد الأبجدية، عاصمة الثقافة وإحدى مناراتها على البحر الأبيض المتوسط، هذه البيروت المحفورة في التاريخ، المتأصلة في تتابعه والموجودة في كل أحداثه، لا يمكن أن تظلم أو تشوه صورتها في فيلم مصور في مكان يدعي مخرجه أنها بيروت، وتأتي اللهجة المحكية بحيث لا تمت بصلة لا من قريب ولا من بعيد إلى لهجة أهل بيروت المميزة والمحببة، وفي غياب أي ممثل لبناني».
ورأى «إن كان القصد من وراء النيات، فمن الواضح أن العمل أتى بنية الإساءة إلى بيروت وأهل بيروت، لغايات في نفس المخرج».
وختم: «في النهاية، يهمنا أن نعلن للقاصي والداني أن بيروت كانت وما زالت لؤلؤة الشرق ومنصته الثقافية المتقدمة. ولا يسعنا في هذه العجالة إلا أن نستنكر ونشجب هذا العمل الذي لا يتمتع بأي صدقية. وقد نفذ من دون أي منهجية علمية أو تاريخية صادقة ومنصفة».
وجاء موقف الوزير بعد أيام على صدور الشريط الدعائي الرسمي للفيلم الذي من المقرر أن يفتتح مهرجان «صندانس» الأميركي في 13 نيسان (أبريل) المقبل، والذي يصادف ذكرى اندلاع الحرب الأهلية في لبنان (1975–1990).
ويروي الفيلم الذي صوّر في المغرب قصة دبلوماسي أميركي فرّ من بيروت في العام 1972 بعد حادث مأساوي، ثم يعود بعد عشر سنوات بطلب من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية إلى البلد الغارق حينها في الحرب في مهمة لإنقاذ صديق مخطوف من تنظيم متطرف، بحسب ما جاء في الصفحة الرسمية للفيلم على موقع «فيسبوك».
Leave a Reply