ديترويت – خاص “صدى الوطن”
طردت تركية عواضة مولين من وظيفتها كمديرة تنفيذية لمطار ديترويت الدولي، وذلك بقرار من هيئة المستشارين المسؤولة عن إدارة المطار التابع لمقاطعة وين، وكانت الهيئة نفسها قد أقرت تعيين مولين بالإجماع قبل أقل من شهرين.
ولم يمض على تعيين مولين في المطار سوى بضعة أسابيع حتى ثارت حولها عاصفة من الشكوك بشأن تلقيها تعويضاً غير مستحق بقيمة 200 الف دولار (أعادته لاحقاً) غداة تركها منصبها كمديرة للتنمية الاقتصادية في مقاطعة وين، ما سبب “فضيحة” لحكومة المقاطعة لا زالت اصداؤها تتفاعل، حيث تجرى تحقيقات من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) مع محافظ المقاطعة روبرت فيكانو ومسؤولين في إدارته، مع ما تبع ذلك من منح عدد من كبار المسؤولين في المقاطعة اجازات غير مدفوعة إضافة الى طرد آخر.
مولين، التي تم الاعتراض على عيينها كمديرة تنفيذية في مطار ديترويت الدولي، فُصلت من وظيفتها في اجتماع خاص لهيئة المستشارين في إدارة المطار، عقد الاسبوع الماضي، جاءت نتيجة التصويت فيه (٢-٥) لصالح إبعادها عن منصبها. وجاء هذا القرار على خلفية شبهات حول صفقات بيع اراض وعلاقات مشبوهة بين مسؤولين في المقاطعة ومقاولين.
وكانت هيئة المطار صوتت على عجل لعقد اجتماع مغلق استثني من حضوره مولين ومحاميها راي ستيرلينغ، ما اعتبره هذا الاخير إجراءً غير قانوني، وفق قانون الاجتماعات المفتوحة في ميشيغن، فيما قال اعضاء الهيئة بأن الاجتماع كان مخصصا للتشاور مع محاميهم حول مسألة التقاضي، وهو استثناء لعقد جلسة مغلقة يسمح بها القانون. وتم في الاجتماع تقديم عضوة الهيئة سوزان هول قرارا بطرد مولين من وظيفتها، استنادا الى فقرة اخلاقية في العقد يحظر فيها “خيانة الامانة، السرقة، السلوك الشائن، واستغلال المنصب” دون الإشارة الى أي مخالفة ارتكبتها مولين.
وبسؤال عضو الهيئة صاموئيل نوهان عن ماهية السلوك الشائن الذي ارتكبته مولين، ردت عليه هول بالقول “قراري يتعلق بتلك الفقرة من العقد، وهذ جل ما اقوله”. ورد عليها نوهان “هذا القرار كان مبهما وغامضا وظالما” بحق مولين.
وكان غريباً قيام الهيئة بالتصويت بهذه النتيجة علما أن أعضاءها أنفسهم صوتوا بالإجماع لصالح مولين قبل فترة قليلة ما دفع الى التساؤل حول حيثيات “تغيير رأي” خمسة أعضاء.
وأضاف نوهان “تركية كانت ولاتزال اختياراً ممتازاً كمديرة للمطار”، وقال “إنها لم ترتكب أي خطأ، وهذا القرار سيعرّض الهيئة لمطالبات بملايين الدولارات على شكل نفقات قانونية واحكام قضائية”.
وبعد جملة مشاحنات صوت اعضاء الهيئة (5-2) لصالح القرار الداعي لفصل مولين. وما ان انتهى الاجتماع حتى سارع الاعضاء جميعاً بالمغادرة، حينها قالت مولين ان قرار فصلها كان تعسفيا وانها ستلجأ للقضاء. وقال محاميها أن مولين، إن ثبت أن فصلها كان ظالما فستحصل على تعويضات بقيمة 700 الف دولار على الأقل، تمثل مستحقاتها لثلاث سنوات من الخدمة.
محامي فيكانو: لن يواجه موكلي اتهامات جنائية
وفي سياق آخر، توقع محامي الدفاع عن محافظ وين روبرت فيكانو ان لا توجه اتهامات جنائية لموكله، في ضوء تحقيقات يجريها مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) مع حكومة المقاطعة. وقال المحامي ستيف فيشمان، وهو محام لامع في ديترويت، انه يتوقع تحقيقات طويلة، وكاملة سيجريها مكتب التحقيقات ومكتب الادعاء العام الفدرالي، وفي نهاية المطاف لن يدان روبرت فيكانو.
وكانت حكومة هذا الاخير سلمت مذكرات استدعاء من الـ”أف بي آي” على وقع صرف 200 الف دولار لتركية مولين قبيل تسلمها مهام منصبها مديرة تنفيذية لمطار ديترويت الدولي. ومنذ ذلك الحين، وبعد هجمة إعلامية واسعة، أصدر فيكانو قرارات بوقف ثلاثة من كبار مساعديه عن العمل، بينهم نائبه العربي الأميركي عزام الدر، وقام بطرد موظف تم التعاقد معه مؤخراً ووضعت عقود التوظيف من ساعتها تحت مراقبة صارمة. واتهم فيشمان وسائل الاعلام بتحشيد الموقف والتحريض على حكومة المقاطعة، وطالبها بالكف عن الحشد الاعلامي وترك الـ”أف بي آي” يجري تحقيقاته.
وبسؤاله عن السبب وراء اختيار فيكانو له للدفاع عنه باعتباره محامياً مشهوراً وضليعاً في ديترويت، قال فيشمان “انها حكومة الولايات المتحدة, واذا كنتم لا تعرفون قوتها ونفوذها.. اسألوا صدام حسين”.
Leave a Reply