ديربورن – أضاء تقرير للقناة المحلية الرابعة في ديترويت، على تجربة فريدة لامرأة عربية أميركية حققت سبقاً تاريخياً كأسرع بحّارة تحصل على رتبة «قائد أعلى للتجنيد» (ماستر تشيف) في سلاح البحرية الأميركية، ما أهّلها للإشراف على آلاف البحارة المجندين والمتطوعين سنوياً قبل تقاعدها مؤخراً من الخدمة.
وأفاد التقرير الذي بُثّ الأسبوع الماضي بأن هيذر شرارة سجلت إنجازاً مثيراً للإعجاب لنجاحها في الوصول إلى أعلى رتبة في برنامج تجنيد القوات البحرية التي تشكل النساء 30 بالمئة من أفرادها فقط، لافتاً إلى أن أقل من 1 بالمئة من المجندات ترفعن إلى رتبة «ماستر شيف» عبر تاريخ سلاح البحرية الذي تأسس عام 1794.
وقال تقرير القناة التابعة لشبكة «أن بي سي»: «إذا ما أخذنا بالاعتبار أن النساء يشكلن 30 بالمئة من قوات البحرية، وأن نسبة ضئيلة جداً منهن وصلن إلى رتبة «ماستر تشيف»، فإن هيذر شرارة التي تتحدر من مدينة ديربورن تشكل نموذجاً نسائياً يحتذى به».
تولت الإشراف على آلاف المجندين سنوياً .. وعادت إلى مسقط رأسها «لرد الجميل»
وكانت شرارة، ذات الأصول اللبنانية، قد انضمت للبحرية الأميركية في عام 2000، وأثبتت خلال خدمتها العسكرية جدارة استثنائية في أداء المهام الموكلة إليها كمجندة وضابطة ومسؤولة عالية الرتبة رغم صعوبة العمل في بيئة لا تقتصر مصاعبها على النساء فقط، وإنما تطال الرجال أيضاً.
وفي هذا السياق، أكدت شرارة (41 عاماً) بأن خدمتها في البحرية على مدار عقدين لم تخلُ يوماً من الصعوبات والتحديات، موضحة بأن «بيئة الخدمة العسكرية شاقة على الجميع، بمن فيهم النساء والرجال على حد سواء»، منوهة بأنها كانت تأخذ عملها ومسؤولياتها دائماً «على محمل الجد».
وبينما أشارت شرارة إلى أن الحافز الأكبر الذي ساعدها على تخطي جميع العراقيل والصعوبات المحتملة يتمثل في إدراكها لأهمية «تمثيل النساء في المناصب القيادية»، وصفها التقرير التلفزيوني بأنها «امرأة قيادية بالفطرة».
وكانت شرارة قد تطوعت في البحرية وهي في سنّ التاسعة عشرة ضد رغبة والدها كايسي شرارة، الذي ظهر أيضاً في التقرير، قائلاً: «لقد تفاجأت في البداية بقرار تطوعها في البحرية، ولعلمي بأنها كانت تتمتع بشخصية قيادية في طفولتها، فقد تقبلت ذلك القرار».
وأضاف: «كلما فكرت في هذا الأمر، قلت مفاجأتي»، لافتاً إلى أنه يلتقي بالعديد من البحارة الذين يعرفون ابنته ويكنّون لها كامل الاحترام والتقدير
وتابع كايسي بالقول: «أسألهم من أين لكم معرفتها، فيجيبون بأنهم خدموا تحت قيادتها في كاليفورنيا أو فلوريدا أو باقي الولايات الأخرى».
وبعد تقاعدها، تعتزم هيذر شرارة العودة إلى مدينة ديربورن للاستقرار مع زوجها المستقبلي، وهو مهندس نووي من أصول عربية أيضاً، واضعة نصب عينيها «رد الجميل» لمسقط رأسها «من خلال إرشاد وإلهام الأجيال الجديدة على تحقيق أحلامهم».
وقالت: «أرغب بمساعدة الشباب على تحقيق ما يصبون إليه، ليس فقط في مجتمعي الصغير، وإنما في عموم المجتمع الأميركي»، مضيفة: «لقد كنت مثلهم، ولم أعتقد لوهلة بأنه سيحدث معي ما حدث، ولكن تطوعي في الخدمة العسكرية ساعدني على تكوين عائلة بحرية في 27 بلداً حول العالم».
شرارة التي كانت في زيارة لعائلتها في مدينة ديربورن بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة، أردفت بالقول: «كل يوم، عندما أذهب إلى النوم، أشعر بأنني نجحت في صنع فارق كبير عبر مراكمة فوارق صغيرة بمرور الفترات المتعاقبة».
وأكد التقرير بأن هيذر، وهي الأكبر بين إخوتها الستة، هي «قائدة حقيقية»، وأن «أسلوبها في القيادة يتمثل في تكريس نموذج يستقطب الآخرين»، وأضاف: «في كل مكان تذهب إليه، يراها الآخرون، ويشعرون أن بإمكانهم أن يحققوا ما حققته».
وأضاف التقرير، بأن شرارة أنهت خدمتها في البحرية الأميركية وفي جعبتها «إرث كبير» –رغم صغر سنها– وأنها كامرأة تتحدر من مدينة ديربورن، ونجحت بقيادة آلاف البحّارة سنوياً، فهي تشكل مصدر «إلهام وفخر» كبيرين لعموم منطقة ديترويت الكبرى.
نبذة مهنية
البروفايل الشخصي للقيادية العربية الأميركية في الموقع الرسمي للبحرية الأميركية، يشير إلى أن شرارة من مواليد ديربورن في 24 كانون الثاني (يناير) عام 1981، وأنها تطوعت في البحرية عام 2000، حيث حضرت التدريبات الأساسية في ولاية إيلينوي.
رقّيت إلى رتبة ضابط التحكم بالأضرار من الدرجة الثالثة عام 2002، وضابط التحكم بالأضرار من الدرجة الثانية عام 2003، وقد شاركت في العديد من عمليات الدعم البحري خارج الولايات المتحدة.
انضمت في 2004 لمنطقة تجنيد البحرية في ميشيغن كمجندة وضابطة مبتدئة، وتمت ترقيتها بجدارة إلى الدرجة الأولى في مكافحة الأضرار في عام 2006 ، ثم ترفعت إلى مستشار بحري في عام 2007.
نالت العديد من الأوسمة والجوائز الشهرية والفصلية، بينها جائزة المجند المبتدئ لعام 2004، وجائزة أفضل 10 بالمئة من المجندين لعامي 2005 و2006، وجائزة المجند الصاعد لعام 2007، ومجند التنوع لعام 2007، وجائزة محطة كبيرة (لارج ستيشن) لعام 2008، وبحار العام في برنامج تجنيد القوى البحرية في عام 2008.
شغلت شرارة منصب رئيس التجنيد في منطقة تجنيد البحرية في ميامي من تشرين الأول (أكتوبر) 2016 ولغاية أيار (مايو) 2019، حيث تم اختيارها لمنصب رئيس التجنيد في المنطقة الغربية، لتكون مسؤولة عن تسعة قادة (كوماندر) و2,400 بحّار.
وحصلت خلال مسيرتها المهنية على وسام الثناء الجدير بالتقدير، وميداليات الثناء البحرية (5 جوائز) وميداليات الإنجاز البحري (6 جوائز) إضافة إلى ميدالية عملية العراق والحرية الدائمة، وميدالية الخدمة العسكرية المتميزة للمتطوعين، إلى جانب العديد من الجوائز المتعلقة بالخدمة البحرية والعسكرية.
حصلت شرارة على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من «جامعة ماريلاند»، كما حصلت على شهادتين جامعيتين ابتدائيتين (أسوشيتد دغري) من كلية «كوستلاين» العامة بولاية كاليفورنيا، وتسعى حالياً لتحصيل شهادة جامعية من «جامعة أركنسو».
Leave a Reply