علي حرب – «صدى الوطن»
أعلنت المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون، في رسالة خاصة لصحيفة «صدى الوطن» عن دعمها لحل الدولتين لإنهاء الصراع العربي-الإسرائيلي، مؤكدة حق الفلسطينيين في العيش حياة طبيعية بسلام وكرامة.
ويأتي هذا التصريح الذي يستحق الاهتمام في حمأة معركة رئاسية حامية الوطيس استخدمت فيها كل الأسلحة الكلامية بين كلينتون والمرشح الجمهوري دونالد ترامب. كما يأتي في سياق تردد الكثير من الناخبين العرب بمنح دعمهم لكلينتون، ويُعزى ذلك جزئياً لنهجها في السياسة الخارجية وخاصة بشأن الصراع العربي-الإسرائيلي. فقد يختلف العرب الأميركيون حول العديد من القضايا، ولكن حقوق الشعب الفلسطيني ومعاقبة دولة الاحتلال الإسرائيلي هو الجامع المشترك الذي يوحد الجالية رغم جيمع الخلافات في القضايا الأخرى.
وينتاب الناخب العربي الاميركي بشكل عام شعور بالخيبة من الإدارات الجمهورية والديمقراطية المتعاقبة التي تمادت وتنافست فيما بينها لتقديم الدعم غير المشروط للكيان الإسرائيلي رغم ممارساته الشنيعة وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني. حتى الرئيس الحالي باراك أوباما الذي استبشر به العرب الأميركيون خيراً، كان مخيباً لآمالهم، وقد برهن الأسبوع الماضي عن «سخاء» غير مسبوق بإقرار دعم عسكري هائل لإسرائيل على مدى العقد القادم، يفوق ما قدمه أسلافه من رؤساء أميركا بالرغم من خلافاته المعلنة مع رئيس الوزراء الاسرائيلي اليميني بنيامين نتنياهو على خلفية الاتفاق النووي مع إيران.
كما أن لغة وزارة الخارجية الاميركية الشديدة اللهجة في عهد أوباما، ضد التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية لم تردع سياسات كيان الاحتلال.
وفي مقابلة أجريت عبر البريد الإلكتروني (الايميل) مع كلينتون، قالت وزيرة الخارجية السابقة «إنَّ حل الدولتين فقط هو الذي يمكن أن يوفر للفلسطينيين الإستقلال والسيادة والكرامة، ويؤمِّن للإسرائيليين حدوداً آمنة ومعترف بها كدولة ديمقراطية يهودية».
وأضافت كلينتون «الآن، ليس سراً إذا أذعنا أن معظم الجهود التي بذلت مؤخراً للتقدم بالمفاوضات المباشرة الى الامام لم تسفر عن تقدم ملموس. ولكنني ما زلت مقتنعة كما من المهم لنا جميعاً ان نبقى مقتنعين، بأن السلام ممكن».
وأكدت على أنها متمسكة بتحقيق هدف إقامة «دولتين لشعبين»، حاثّة الإسرائيليين والفلسطينيين على اغتنام أي فرصة لإظهار التزامهم بالسلام مؤكدة أنَّ «التقاعس ليس خياراً».
وأبدت وزيرة الخارجية السابقة أيضاً معارضتها لاقتراح دولة واحدة، واصفةً الاقتراح هذا بأنه «ليس حلاً ومن شأنه أن يكون وصفة لصراع لا نهاية له».
وتابعت «الإسرائيليون يستحقون الأمن والاعتراف بهم، والحق بحياة طبيعية خالية من الإرهاب وكذلك يستحق الفلسطينيون أيضاً حياة طبيعية، وينبغي أن يكونوا قادرين على حكم أنفسهم في دولتهم، والعيش فيها بسلام وكرامة».
وأضافت «الآن بالنسبة لمعظم الأميركيين، من الصعب أن يتصوروا الواقع الذي يحياه الكثير من الفلسطينيين، ومؤخراً الإسرائيليين. ولذلك مهما اشتدت المصاعب من كل جانب، نبقى بحاجة إلى البحث عن فرص للمضي قدماً معاً».
وغمزت المرشحة الديمقراطية من قناة التوسع الاستيطاني الإسرائيلي بالقول إنه «من واجب الجميع أن يقوموا بعمل إيجابي يكون كفيلاً بإعادة بناء الثقة وتفادي الأعمال الضارة، بما فيها تلك المتعلقة بالمستوطنات».
ولفتت زارا رحيم، المسؤولة عن العلاقات الأميركية المسلمة في حملة «هيلاري لأميركا»، الى أن المرشحة الديمقراطية لم تتوان عن انتقاد إسرائيل عندما قامت بممارسات ضارة، بما في ذلك النشاط الاستيطاني»، واصفة كلينتون بأنها «بطلة قديمة لعملية السلام».
رحيم أيضاً في رسالة بالبريد الالكتروني إلى «صدى الوطن» أشادت بكلينتون بسبب إشرافها على الجولة الأخيرة من المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين بصفتها وزيرة للخارجية، ونسبت إلى كلينتون «فضل التفاوض شخصياً لوقف إطلاق النار في غزة عام 2012، مجنبةً احتمال وقوع المزيد من الضحايا من الجانبين».
واستطردت رحيم أنه «في عام 2009، أعلنت الوزارة عن تخصيص 300 مليون دولار كمساعدات إنسانية إلى قطاع غزة وقدمت 600 مليون دولار مساعدات للسلطة الفلسطينية وأعلنت أيضاً عن برنامج تربوي لتمكين الطلبة الفلسطينيين من الالتحاق في الجامعات التي قد تكون بعيدة عن متناول إمكانياتهم المالية. كما أنها ضغطت على إسرائيل لزيادة استثماراتها في الضفة الغربية والإفراج عن التحويلات المالية للفلسطينيين لمساعدتهم على الإحساس بأن لديهم مصلحة حقيقية وموقع في مستقبل أكثر إيجابية».
ويُذكر أنَّ كلا المرشحين الرئيسيين للرئاسة، كلينتون ودونالد ترامب، تحدثا في مؤتمر «لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية» (آيباك) في شهر آذار ( مارس) الماضي متعهدين، بمواصلة «التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل».
Leave a Reply