واشنطن – لا شيء ينذر بنهاية قريبة للعالم، إلا ان للدولة العظمى دائما احتياطاتها لكل ما من شأنه أن يعكّر صفو أمنها و«يزلزل أرضها».
فقد عرضت القوات الجوية الأميركية لمحة نادرة من داخل الطائرة الرئاسية المسماة «نهاية العالم» Doomsday التي بنيت لحماية الرئيس الأميركي باراك أوباما والمقرّبين منه في حال حدوث بعض السيناريوهات الكارثية المتوقعة، كالحرب النووية أو سقوط نيازك على الارض.
وبإمكان هذه الطائرة أن تتحمل الانفجارات النوويّة واصطدام النيازك، كما يمكن أن تبقى في الهواء لأيام عدّة من دون أن تزوّد بالوقود، وكذلك فهي مجهزة بالكامل لإدارة البلاد حتى أثناء حرب عالمية، ولكن ذلك كلّه ينعكس على سعر الطائرة الذي يزيد عن 223 مليون دولار أميركي.
الطائرة مزوّدة بوسائل حماية إشعاعية ودروعٍ كهرومغناطيسية قادرة على الانطلاق في غضون دقائق، وهي على أهبة الاستعداد 24 ساعة في اليوم، 365 يوماً في السنة. وهي تختلف عن الطائرة المسماة Air Force One التي تعتبر وسيلة النقل العادية للرئيس، بخلاف طائرة «نهاية العالم» التي تمّ تصميمها خصيصاً لإدارة الحكومة والجيش من الجو في حال نشوب حرب نووية.
وبمقدور هذه الطائرة أن تحمل ما يزن ٧٤ كغم من الأجهزة، كما أنها مجهزة بأجهزة تكييف قوية للغاية لتعمل على إبقاء الجو بارداً بما يكفي لحماية هذه الأجهزة من التلف، اضافة الى فريق مدرب لتشغيل الأجهزة وصيانتها.
كذلك، فإنّ هذه الطائرة محميّة بدرع حراري ضد الإشعاع في حالة الضربات النووية، وعلى الرغم من حجمها الكبير إلا أنها خضعت لتعديل يجعلها تحلق لعدة أيام من دون التزود بالوقود، ومثل جميع الطائرات من نوع «٤ بي إي» فهي سريعة للغاية، ولكنّ طائرة «نهاية العالم» تصل سرعتها إلى 620 ميلاً في الساعة، أي بزيادة 40 ميلاً في الساعة عن أسرع نظيراتها من الطائرات التجارية.
ويمكن لمن على متنها التواصل مع أي مكان على سطح الأرض أو الماء، بل يمكن كذلك التواصل مع الغواصات تحت سطح الماء عن طريق مد كابل استقبال، حيث أن الطائرة بإمكانها أن تتواصل برسائل مشفرة مع الغواصات الأميركية، كما أنّ لها طاقم حماية خاصاً لحمايتها من الخارج والداخل عند إقلاعها، وهذا الطاقم يقطن بالقرب منها ليكون مستعداً في حالة الحاجة إلى الهروب السريع، كما أن الطائرة تحمل على متنها طياراً دائماً مستعداً للإقلاع.
غير ان هذه الطائرة لا تخلو من بعض الشوائب حيث ان دورات المياه داخلها صغيرة الحجم كما لا يوجد مكان للاستحمام وتخلو من النوافذ، وقد وصفت بأنها طائرة للتقشف في وقت الصعاب. والمرة الأخيرة التي انطلقت بها الطائرة إلى الأجواء وعلى متنها رئيس أميركي، كانت أثناء هجمات 11 أيلول عام 2001.
Leave a Reply