واشنطن – قال البيت الأبيض الثلاثاء الماضي إن إدارة الرئيس دونالد ترامب تعمل على تصنيف جماعة «الإخوان المسلمين» تنظيماً إرهابياً أجنبياً، وهو ما قد يؤدي إلى فرض عقوبات أميركية على التنظيم وتشعباته الدولية.
وقالت سارة ساندرز المسؤولة الإعلامية بالبيت الأبيض في بيان عبر البريد الإلكتروني إن ترامب يبحث القضية وفق مسار داخلي مع فريقه للأمن القومي، كما بحثها مع قادة آخرين يشاطرونه القلق من تنظيم «الإخوان».
وقال مسؤول أميركي كبير لصحيفة «نيويورك تايمز» يوم الثلاثاء الماضي، إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي طلب التصنيف من ترامب خلال اجتماع خاص أثناء زيارة لواشنطن يوم التاسع من نيسان (أبريل) الماضي.
وأضاف أن مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جون بولتون، ووزير الخارجية مايك بومبيو، يؤيدان التصنيف إلا أن مسؤولين بوزارة الدفاع (البنتاغون) ومواقع أخرى يعارضونه ويسعون لإجراء محدود بشكل أكبر، لاسيما وأن تنظيم «الإخوان» لديه انتشار دولي وحركات ومؤسسات متفرعة في مختلف أنحاء العالم.
وكانت الإدارة الأميركية الحالية قد ناقشت مسألة تصنيف «الإخوان المسلمين» تنظيماً إرهابياً بعد وقت قصير من تولي ترامب، السلطة في كانون الثاني (يناير) عام 2017.
وتأتي جهود تصنيف الجماعة تنظيماً إرهابياً هذه المرة في ظل التعقيدات القائمة في علاقة واشنطن مع تركيا، حليف الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي (ناتو). حيث أن لـ«الإخوان المسلمين» علاقات وثيقة بـ«حزب العدالة والتنمية» الحاكم الذي ينتمي له الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وفرّ كثير من أعضاء الجماعة إلى تركيا بعد حظر أنشطتها في مصر إثر الإطاحة بالرئيس المصري السابق محمد مرسي.
وتركيا مهددة بالتعرض لعقوبات أميركية إذا واصلت مساعيها لشراء منظومة الصواريخ الدفاعية الروسية «أس–400» التي لا تتماشى مع أنظمة حلف «الناتو».
وتصنّف دول بينها مصر والسعودية والإمارات، «الإخوان المسلمين» التي أسسها حسن البنا عام 1928، منظمة إرهابية وتجرّم التعامل معها.
وفي حال أدرجت واشنطن «الإخوان» على قائمة المنظمات الإرهابية، فإن ذلك سيجعلها هدفاً للعقوبات الاقتصادية وحظر السفر.
كما من شأن التصنيف أيضاً أن يحظر على الأميركيين تمويل الجماعة ومنظماتها، ويمنع البنوك من التعامل المالي معها، فضلاً عن منع من يرتبطون بالتنظيم من دخول الولايات المتحدة، وتسهيل ترحيل مهاجرين عملوا أو يعملون لصالحها، وفق قناة «الحرة» الأميركية.
في المقابل، انتقد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في الدوحة يوم الأربعاء الماضي سعي الولايات المتحدة لتصنيف «الإخوان المسلمين» تنظيماً إرهابياً. وقال للصحفيين «الولايات المتحدة ليست في وضع يؤهلها بأن تبدأ في تصنيف الآخرين كمنظمات إرهابية ونحن نرفض أية محاولة أميركية فيما يتعلق بهذا الأمر… الولايات المتحدة تدعم أكبر إرهابي في المنطقة، وهي إسرائيل».
Leave a Reply