أوباما يؤكد أن العالم سيكون “أكثر أمانا” بعد “قمة الأمن النووي”
نيويورك، واشنطن – اتفق زعماء 47 دولة في قمة واشنطن النووية الثلاثاء الماضي على العمل لضمان أمن المواد النووية في العالم في غضون اربع سنوات لمنع ارهابيين من الحصول على بعض منها والتسبب بـ”كارثة”.
وجاء هذا التعهد في القمة غير المسبوقة تلبية لدعوة الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي قال ان العالم مليء بالمواد الانشطارية غير المحمية بشكل جيد والتي يمكن ان تستخدمها جماعات مسلحة لانتاج سلاح نووي مرعب. وفي المؤتمر الصحافي الختامي، رحب اوباما بنتائج القمة واعتبر ان “الشعب الاميركي سيصبح اكثر امنا، والعالم كذلك، بفضل الاجراءات التي اتخذناها”، حتى وان كانت قرارات القمة غير ملزمة.
ودعا اوباما المجتمع الدولي الى التحرك “بشجاعة وسرعة” لفرض عقوبات جديدة على ايران على خلفية برنامجها النووي المثير للجدل متعهدا ان تكون هذه العقوبات “شديدة”. وطالب الرئيس الاميركي كوريا الشمالية بالعودة الى طاولة المفاوضات السداسية، لافتا الى الانعكاسات السلبية لهذا الامر على شعبها. من جهة اخرى، ابدى اوباما ثقته بالتدابير الامنية لحماية الترسانة النووية لباكستان، واعرب عن امله ان تنضم اسرائيل الى معاهدة حظر الانتشار النووي.
مفاعل بوشهر
ومن ناحية أخرى، أكد رئيس هيئة الطاقة الذرية الروسية سيرجي كيريينكو الأربعاء الماضي، أن المفاعل النووي الذي تبنيه بلاده في محطة الطاقة الإيرانية في بوشهر، من المقرر أن يبدأ تشغيله في آب (أغسطس) المقبل. في وقت شككت فيه وزارة الخارجية الأميركية في فرص نجاح أي محاولة حوار جديدة مع طهران بشأن برنامجها النووي، لكنها شددت على حق أي دولة أخرى في أن تحاول تبني نهج الحوار مع إيران، في إشارة للموقف التركي الذي لا يزال يعتقد بإمكانية إحياء اتفاق تبادل اليورانيوم الذي عرضته الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقال كيريينكو للصحفيين أثناء زيارة للأرجنتين “تدشين المفاعل من المقرر أن يكون في آب. نحن نسير وفق الجدول المحدد”، مضيفاً “بوشهر لا يهدد نظام منع الانتشار النووي بأي شكل من الأشكال.. لا أحد لديه مخاوف بشأن بوشهر”. وذكر المسؤول الروسي أن أي عقوبات محتملة ضد طهران بسبب برنامجها النووي ليس لها علاقة ببوشهر.
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون انتقدت خطط روسيا لبدء تشغيل محطة الطاقة النووية قائلة إنها سابقة لأوانها. ووافقت روسيا على بناء المفاعل الذي تبلغ قدرته 1000 ميغاوات في بوشهر قبل 15 عاماً لكن تأجيلات عطلت المشروع الذي تبلغ قيمته مليار دولار.
من ناحيته، صرح المتحدث باسم الخارجية الأميركي فيليب كراولي “لن نتفق مع القائلين، انتظروا قبل اقتراح عقوبات، لأننا لا نزال نعتقد أن ثمة حلاً لتسوية الأزمة عبر التفاوض”. لكنه تدارك رداً على سؤال حول جهود أنقرة، حليفة واشنطن التي تبدي تردداً حيال فكرة فرض عقوبات جديدة على النظام الإيراني “إن من حق أي بلد أن يحاول إقناع إيران بتغيير موقفها”. وأضاف “لا نزال نأمل أن تنجح قنوات الحوار، لكننا نؤمن أيضاً، في هذه اللحظة بالذات، بأنه حان الوقت للتقدم بقرار عقوبات قوي، يؤدي إلى نتائج فعلية”.
وأبدى كرولي تشككه في أن طهران مستعدة فعلاً لإحياء الاتفاق. وقال “التفاصيل مهمة فعلاً… تبدي إيران علانية… قدراً أكبر من المرونة لكن وراء الستار لا يوجد شيء حقاً”.
وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوجلو أبلغ الصحفيين بأنه لمح تغيراً في الموقف الإيراني على مدى الأشهر القليلة الماضية التي قال إنه زار خلالها طهران نحو 6 مرات كانت أحدثها أوائل آذار (مارس) الماضي. وقال “يوجد تطور إيجابي وتغير في النهج…لدينا فرصة ما وإذا واصلنا هذه الجهود الدبلوماسية أعتقد أن بإمكاننا التوصل إلى حل”.
قنبلة نووية
وتأتي هذه التطورات على خلفية تأكيد مسؤولين بارزين بوزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” أمام لجان متخصصة في الكونغرس، أن إيران قد تنتج يورانيوم مخصباً بدرجة عالية كاف لصنع قنبلة نووية واحدة في حدود عام واحد تقريباً، بيد أنها تحتاج على الأرجح لما بين 3 أو 5 سنوات لصنع سلاح نووي “قابل للاستخدام”.
ويجئ الاطار الزمني الجديد للخطر اللنووي الإيراني الذي طرح أمام الكونغرس في وقت يمارس فيه الرئيس الاميركي باراك أوباما ضغوطا على الصين المترددة لحثها على تأييد فرض عقوبات إضافية عاجلة على طهران وتحاول أجهزة المخابرات الاميركية الانتهاء من إعداد تقرير سري يقيم المدى الذي يتقدم به برنامج ايران النووي.
وقال اللفتنانت جنرال رونالد بيرغس رئيس وكالة مخابرات الدفاع الاميركية إن المعلومات المعلنة تفيد بأن أجهزة الطرد المركزي في منشأة تخصيب اليورانيوم في “نطنز” في إيران تنتج يورانيوم منخفض التخصيب ولم تستغل بعد في انتاج يورانيوم عالي التخصيب بالمستوى المطلوب لصنع اسلحة نووية. ويفيد مسؤولون بأن الولايات المتحدة تعتقد أن إيران لم تتخذ بعد قرارا بتغيير الإنتاج ليصير اليورانيوم عالي التخصيب. وبسؤاله كم من الوقت قد تحتاجه ايران لانتاج يورانيوم عالي التخصيب بالقدر الكافي لصنع قنبلة نووية واحدة لو اختارت القيادة هذا المسلك قال بيرغس أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ “ما يتفق عليه الجميع بشكل عام.. برغم أننا ما زلنا لا نعلم بدقة عدد أجهزة الطرد المركزي التي يمكننا رصدها فعليا.. هو اننا نتحدث عن سنة”. واتفق الجنرال جيمس كارترايت نائب رئيس هيئة الاركان المشتركة للجيش الاميركي في الرأي قائلا “لديهم يورانيوم منخفض التخصيب بما يكفي الان حتى أنهم لو استمروا في التصنيع والتخصيب فهذا يعني انه في عام… سيكون لديهم المادة الكافية لصنع قنبلة واحدة”.
وتراوحت التكهنات الواردة من أوساط المخابرات بشأن المدة التي ستستغرقها إيران كي تبني سلاحا نوويا. وأفاد تقدير المخابرات القومية الأميركية لعام 2007 “بقدر متوسط من الثقة” أن إيران ربما تكون قادرة فنيا على إنتاج ما يكفيها من اليورانيوم عالي التخصيب كي تنتج قنبلة في إطار زمني يتراوح بين عامي 2010 و2015.
“5 زائد 1”
وفي نيويورك، أكد سفراء الصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا لدى الأمم المتحدة، أن محادثات أجراها ممثلو مجموعة “5+1” ليل الأربعاء الماضي، بشأن فرض عقوبات جديدة على طهران، كانت “بناءة”، في حين حذر الرئيس البرازيلي لويس اناسيو لولا دا سيلفا الرئيس الإيراني محمود نجاد من أن بلاده، ستواجه عواقب وخيمة إذا سعت لامتلاك أسلحة نووية.
وأعلن السفير الصيني لي باودونغ عقب اجتماع لمجموعة “5+1” (فرنسا والولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وألمانيا) المعنية بالنظر في الملف النووي الإيراني، “عقدنا للتو اجتماعاً بناء جداً”. وأضاف “لدينا الآن معرفة أفضل بمواقف كل الأطراف. سنواصل مشاوراتنا”.
واعتبر السفير الروسي فيتالي تشوركين أن المحادثات كانت “بناءة جداً”، لافتاً إلى أن اجتماعات أخرى ستعقد “قريباً جداً”. وصرح السفير الفرنسي جيرار ارو “لقد بدأنا التفاوض على قاعدة النص الأميركي”، مشدداً على أن “كل الدول الست معنية.. إننا نعمل في العمق ونحقق تقدماً”. ويلحظ مشروع القرار الأميركي فرض حزمة رابعة من العقوبات على إيران. وتستهدف هذه العقوبات خصوصاً الحرس الثوري، وتشتمل على إجراءات تطال الأسلحة والطاقة والملاحة البحرية والمال، بحسب دبلوماسي قريب من الملف.
وقبل ساعات من الاجتماع، الذي عقد في مقر البعثة الأميركية لدى المنظمة الدولية، أقر وليام بيرنز المدير السياسي لوزارة الخارجية الأميركية، أنه سيكون من الصعب جداً ضم روسيا والصين إلى عقوبات جديدة تستهدف الواردات الإيرانية من الوقود والمنتجات النفطية الأخرى.
Leave a Reply