واشنطن – ذكرت أسبوعية “دير شبيغل” الألمانية أن مسؤولين أميركيين كبارا يسعون الآن لاحتواء فضيحة نشر صور لجنود في الجيش الأميركي وهم يلهون بجثث مدنيين أفغان قتلوهم بلا مبرر. وقالت المجلة إن وزارة الدفاع الأميركية نشرت الاثنين الماضي اعتذارا مكتوبا عما قام به جنودها، ووصفت الصور بالمنفرة والمنافية لقيم الجيش الأميركي.
وأشارت المجلة إلى أن كشف هذه الصور سبب حرجا بالغا لإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لأنه جاء في وقت تتفاوض فيه مع كابل على شروط إقامة قواعد عسكرية أميركية دائمة في أفغانستان بعد خروج قوات التحالف الغربي من هناك.
وأضافت “دير شبيغل” “اتصل جوزيف بايدن نائب الرئيس الأميركي ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ومستشار أوباما للأمن القومي بالرئيس الأفغاني حامد كرزاي وكبار مسؤوليه بهدف التخفيف من ردات الفعل الغاضبة المتوقع أن تثيرها فضيحة الصور المنشورة لدى المواطنين الأفغان”.
وشككت المجلة في نجاعة الاعتذارات الرسمية الأميركية في تهدئة مشاعر الغضب الأفغاني المنتظر، ونقلت عن جنرال أميركي في قوات المساعدة الدولية على إرساء الأمن بأفغانستان (إيساف) توقعه باندلاع موجات غضب شعبي أفغاني قد تشمل أعمال عنف ضد قوات الحلف الغربي عند جبال الهندوكوش.
وقالت دير شبيغل إن الصور الثلاثة المنشورة في عددها منتقاة من بين آلاف من الصور المماثلة التي يتداولها الجنود الأميركيون في أفغانستان في ما بينهم، وتظهرهم وهم في أوضاع مختلفة بجوار جثث لقتلى مدنيين أفغان. وأشارت المجلة إلى حيلولة الجيش الأميركي دون نشر المزيد من هذه الصور ومصادرته أربعة آلاف صورة مماثلة للصور المنشورة مؤخرا، إضافة إلى سيناريوهات يروي فيها جنود أميركيون ما قاموا به من عمليات قتل في أفغانستان.
وذكرت المجلة الألمانية أن الصور الثلاثة المنشورة تتعلق بثلاثة مدنيين أفغان قتلوا عام 2010، وأشارت إلى أن الجنود الأميركيين الماثلين في الصور هم أعضاء بمجموعة مكونة من 13 جنديا ومعروفة باسم “فرقة الإعدام” ومتهمة بقتل مدنيين أفغان بلا أدنى مبرر.
ولفتت إلى أن هؤلاء الجنود سيمثلون الأسبوع القادم أمام محكمة عسكرية أميركية بتهم عديدة تشمل، إلى جانب قتل المدنيين الأفغان، انتهاك حرمة الموتى وتعاطي المخدرات أثناء الخدمة.
Leave a Reply