واشنطن – خلص التقرير الذي تصدره وزارة الخارجية الأميركية سنوياً حول الحريات الدينية الى تسجيل تصاعد ملحوظ في «معاداة السامية» و«الإسلاموفوبيا» إضافة الى استهداف الأقليات الدينية والمذهبية في العالم الإسلامي وفي أنحاء متفرقة من العالم.
وإنتقد التقرير مسؤولين حكوميين ودينيين في فنزويلا ومصر وإيران بسبب تصريحاتهم المعادية للسامية وخاصة الرئيس محمد مرسي والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. كما حذرت الولايات المتحدة من تنامي التفرقة والعداء ضد المسلمين في بقاع مختلفة من العالم.
وفي التقرير الخاص بعام 2012 ندد وزير الخارجية جون كيري أيضاً «بتزايد القمع الذي تتعرض له أقليات مذهبية إسلامية في دول مسلمة وأيضاً بالذي تتعرض له مجموعات دينية في آسيا وخاصة في الصين». وقال كيري وهو يعرض تقرير وزارته على الصحافيين إن «الحرية الدينية ليست اختراعا اميركيا لكنها قيمة عالمية يضمنها دستورنا وهي مترسخة في قلوب الكل». وشدد كيري على أن «حرية إعلان وممارسة العقيدة والإيمان او عدم الإيمان أو تغيير الديانة حق طبيعي لجميع البشر وهذا ما نؤمن به».
وحث كيري «كل الدول على التحرك لحماية هذه الحرية الأساسية». وأعلن كيري أنه قرر تعيين موفد جديد لشؤون معاداة السامية هو أيرا فورمان، الذي كان مسؤولا عن شحذ الأصوات اليهودية لصالح الرئيس أوباما في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
ومثل كل عام استعرض خبراء وزارة الخارجية الممارسة الدينية والعقبات التي يواجهها اتباع الأديان مع تركيز خاص في عام 2012 على الإسلام.
وذكرت وزارة الخارجية في هذا التقرير أن «الخطاب والأفعال المعادية للمسلمين تزايدت بوضوح وخاصة في أوروبا وآسيا. وأسفرت القيود الحكومية التي تتفق غالباً مع مشاعر عداء داخل المجتمع عن أعمال مناهضة للمسلمين كان لها تأثيرها على الحياة اليومية لعدد لا بأس به منهم».
ومثل العام الماضي انتقدت الولايات المتحدة «الحكومات التي تفرض قيودا على الملابس الدينية وخاصة ارتداء الحجاب في المدارس وخلال الوظيفة العامة والاماكن العامة» مشيراً إلى بلجيكا التي أقرت العام الماضي تشريعا يحظر النقاب.
وحمل التقرير أيضا على الهند بسبب القيود على ارتداء الحجاب في مدارس الدولة التي يشكل فيها الهندوس الأغلبية.
ولم تنس الخارجية الأميركية الحديث عن التوتر المذهبي في الدول الاسلامية «ذات الأغلبية السنية أو الشيعية» المتهمة بـ«قمع» الأقليات المذهبية مشيرة إلى المملكة العربية السعودية وباكستان وإندونيسيا والبحرين وكذلك إيران. وعلى غرار السنوات السابقة أفرد التقرير بشأن الحريات الدينية في العالم قسما كبيرا للصين حيث قامت الحكومة بـ«مضايقة واحتجاز وإدانة وسجن عدد من المسلمين». وانتقدت واشنطن أيضاً كوريا الشمالية وكذلك دولا أقرب منها دبلوماسيا مثل فيتنام وبورما خاصة بسبب طريقة معاملة الاقليات غير البوذية مثل المسلمين الروهينغا.
ولا تزال معادة السامية تثير قلق الولايات المتحدة حيث أعرب التقرير عن الأسف لكون هذه الظاهرة «تتنامى باستمرار في العالم» من خلال «انكار أو تمجيد الهولوكوست» أو عبر «معارضة السياسة الإسرائيلية لتبرير معاداة واضحة للسامية»!. وأشارت الوزارة إلى مظاهر عداء لليهود في جميع أنحاء العالم مثل أعمال تدنيس في أوكرانيا وروسيا كما نددت بحزب «يوبيك» اليميني المتطرف في المجر.
Leave a Reply