واشنطن – حذر مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية من أن التهديدات الإرهابية التي تواجهها الولايات المتحدة أصبحت أكثر خطراً من ذي قبل، بسبب تزايد أعداد الإرهابيين في الداخل، والتنوع الكبير في الأهداف وأساليب الهجمات، بشكل قد يجعل من الصعب تجنب حدوثها.
وقالت وزيرة الأمن الداخلي، جانيت نابوليتانو، أمام لجنة الأمن القومي في مجلس الشيوخ الأميركي الأربعاء الماضي، إن التهديدات “تتنوع وفقاً لمصادرها، وتتنوع وفقاً لتكتيكاتها”، وتابعت بقولها إن “نتائج هذا التغير في أساليب الهجوم، تقلص فرص اكتشاف وإجهاض المؤامرات الإرهابية”.
وخصصت اللجنة جلسة الاستماع إلى مناقشة التهديدات الإرهابية التي واجهتها الولايات المتحدة على مدى السنوات التسعة الماضية، منذ هجمات “11 أيلول”، على كل من نيويورك وواشنطن.
وأكدت نابوليتانو، إضافة إلى كل من مدير مكتب التحقيقات الفدرالي، روبرت موللر، ومدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب، مايكل لايتر، أن عدد الهجمات الإرهابية ضد الولايات المتحدة تزايدت بشكل كبير خلال الـ15 شهراً الماضية.
وأشار المسؤولون الأمنيون إلى أن من أبرز تلك الهجمات، إطلاق النار داخل قاعدة عسكرية للجيش الأميركي في “فورت هود” في ولاية تكساس، وكذلك محاولة تفجير طائرة ركاب أميركية ليلة عيد الميلاد، وكذلك محاولة تفجير سيارة مفخخة في ميدان “تايمز سكوير” في مدينة نيويورك.
من جانبها، اعتبرت السيناتور الجمهورية عن ولاية ماين، سوزان كولينز، تلك التهديدات المتزايدة بأنها “تنبيه خطير وذو دلالة”، وتابعت “لقد علمتنا السنتين الماضيتين، عبر دروس قاسية، أننا بكل بساطة يجب علينا أن نزيد جهودنا”.
وذكرت نابوليتانو أن طبيعة الهجمات الإرهابية ما زالت تشهد المزيد من التغيرات، وأشارت إلى أن الهجمات الأخيرة تظهر أنها تأتي بشكل أسرع، و”بمستوى أقل من التخطيط المسبق لتنفيذها، مقارنة بالمحاولات السابقة، وأقل ارتباطاً بمنظمات إرهابية دولية”.
وقالت في بيان مكتوب: “هناك تهديد متزايد من هجمات يمكن تنفيذها باستخدام عبوات ناسفة من النوع الخارق للدروع، ومتفجرات أخرى، وأسلحة صغيرة”، وأوضحت أن “مثل هذا النوع من الهجمات أصبح شائعاً في المناطق الساخنة حول العالم لبعض الوقت، ولكننا لاحظنا أن هناك بعض هذه المحاولات في الولايات المتحدة”.
وأشارت إلى أنه على عكس هجمات “11 أيلول”، التي تم التخطيط لتنفيذها بدقة واستغرق الإعداد لها فترة طويلة، يبدو أن الهجمات الأقل حجماً تتطلب في الوقت الراهن “تخطيطاً أقل، وكذلك عدداً أقل من الخطوات التي تسبق تنفيذها”.
وتابعت وزيرة الأمن الداخلي قولها “وكنتيجة لذلك، فإن هناك فرصا أقل لتعقب هجوم من هذا النوع وإحباطه قبل حدوثه”.
وفيما ذكر المسؤولون الأمنيون الأميركيون أن تنظيم “القاعدة” ما زال يشكل أكبر تهديد إرهابي دولي، فقد اتفقوا على أن الجماعات الإرهابية الدولية الأخرى، والتي ترتبط بـ”القاعدة” أو تتبنى نهجها، قد تزايد عددها.
وكانت نابوليتانو قد ذكرت، بعد يوم من الذكرى التاسعة لهجمات “١١ أيلول”، أن الأمن القومي للولايات المتحدة الأميركية “لن يكون في مأمن تام مطلقاً” من التهديدات الإرهابية.
وشددت نابوليتانو على أن الولايات المتحدة أكثر أمناً حالياً مما كان عليه الوضع سابقاً، غير أنها استبعدت عدم تعرض مدن أميركية لهجمات إرهابية أخرى، منوهة “لا توجد ضمانات 100 بالمئة بأننا لن نتعرض لضربات مجدداً”.
وتحدثت نابوليتانو عن تحول شريحة بسيطة من المواطنين الأميركيين نحو “التطرف العنيف” لكنها أكدت بأن الحالة “ليست فريدة من نوعها”، ولا تقتصر على الولايات المتحدة دون سواها.
Leave a Reply