تضارب تصريحات المسؤولين العراقيين حولها
بغداد – في ظل تضارب تصريحات المسؤولين العراقيين حول الاتفاقية مع أميركا قال مسؤول اميركي رفيع ان الولايات المتحدة مازال يحدوها الأمل في التوصل لاتفاق أمني جديد مع العراق بحلول تموز (يوليو) مع أن مسؤولين عراقيين يقولون ان المفاوضات في هذا الشأن في مراحلها الاولى. وقد بدأ مسؤولون اميركيون وعراقيون مفاوضات في اذار (مارس) بشأن اتفاقين عن وضع القوات العسكرية الاميركية في العراق بعد عام 2008 واطار عمل للعلاقات الدبلوماسية.
وقال مسؤول رفيع في الحكومة الاميركية طلب ألا ينشر اسمه ان هدف الرئيس جورج بوش اتمام المفاوضات بحلول تموز مازال قائما. وقال المسؤول للصحفيين «المشاورات في هذه القضايا مكثفة جدا. ونحن نعتزم قطعا العمل بهدف المضي قدما بحلول تموز والجانب العراقي لم يبلغنا بشيء يناقض هذا».
وكانت هذه المحادثات اغضبت كثيرا من العراقيين الذين يشتبهون بأن الولايات المتحدة تريد الاحتفاظ بوجود دائم لها هناك. واستجاب ألوف الاشخاص الجمعة الماضية لنداء الزعيم الشيعي المعادي للولايات المتحدة مقتدى الصدر للاحتجاج على الاتفاق المزمع.
ودعا الصدر لاستمرار الاحتجاجات حتى توافق حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي على اجراء استفتاء على الوجود الاميركي في العراق.
وللولايات المتحدة حوالي 551 ألف جندي في العراق وتمثل مدة بقاء القوات الاميركية هناك قضية كبيرة في الانتخابات الرئاسية الاميركية.
وقال المسؤول الاميركي ان الاتفاقين اللذين يجري التفاوض بشأنهما يقومان على «الاعتراف بحقيقة سيادة العراق واحترامها».
ونفى انباء صحفية مفادها ان واشنطن تحاول إجبار العراق على القبول باتفاق وقال ان هذه الانباء تأتي بإيعاز من ايران او حركة الصدر.
واضاف قوله «هذه المفاوضات بين طرفين سياديين يملك كل منهما القدرة على ان يقول نعم او لا.
وقال ان الاتفاقات التي يتم التوصل اليها ستتسم بالشفافية وتعرض على البرلمان العراقي ولن يكون فيها محتوى سري. واضاف قوله «يتردد الكثير من التضليل والمعلومات الخاطئة عما نقترحه وعما يقبله العراقيون او لا يقبلونه».
الحكومة العراقية
من جهته، قال علي الدباغ الناطق باسم الحكومة العراقية إن الرؤى الخاصة بالاتفاقية الاستراتيجية طويلة المدى بين العراق وأميركا مازالت متباعدة وإن الحديث عن اتفاق مشترك مازال مبكرا في وقت قال وزير الخارجية العراقي إن المفاوضات بين الطرفين حققت تقدما كبيرا وخصوصا فيما يتعلق بوضع القوات في العراق.
وقال الدباغ في تصريحات للصحفيين في مقر الحكومة العراقية في بغداد إن المحادثات العراقية الأميركية بخصوص الاتفاقية طويلة المدى «لا تزال في مراحلها الاولى ولدى الجانب العراقي رؤية ومسودة تختلف تماما عن رؤية ومسودة الجانب الأميركي».
واضاف «الرؤى غير متطابقة بل هنالك ابتعاد بالرؤية والحديث الذي يدور في الداخل والخارج هو غير دقيق والمفاوضات لا تزال في مراحلها الاولى».
وسارعت قوى سياسية ودينية عراقية الى التنديد بالمعاهدة. وحذرت هذه القوى الحكومة العراقية من ربط العراق باتفاقات امنية وسياسية طويلة المدى مع أميركا تهدد امن واستقلال وسيادة العراق بينما دعت اطرف اخرى الى التريث لمعرفة ما قد ينتج عن هذه المفاوضات.
وقال الدباغ «من المبكر الحديث عن مواعيد للاتفاق أو بنود تم الاتفاق عليها مع الجانب الأميركي (…) وان ما يدور من حديث في الداخل والخارج عن الاتفاقية لا يعكس موقف المفاوض العراقي الذي يحرص كامل الحرص على عدم التفريط بأي حق من حقوق العراق والعراقيين».
واضاف «أن كل مرحلة من مراحل التفاوض يتم عرضها على المجلس السياسي للامن الوطني للاطلاع عليها».
من جهة اخرى اكد هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي الاحد في بغداد ان المفاوضات بين الطرفين «مستمرة وانها حققت تقدما كبيرا وخاصة ما يتعلق بوضع القوات (في العراق)».
ولم يعط زيباري اي تفاصيل او ايضاحات اضافية تتعلق بتفاصيل ما تم انجازه وتحقيقه حتى الان.
وكشف زيباري ان العراق بحاجة الى هذه الاتفاقية في الوقت الحاضر وان الحكومة العراقية قامت قبل فترة «بارسال اربعة وفود على مستوى الخبراء قاموا بزيارة المانيا وكوريا الجنوبية واليابان تم فيها الاطلاع على تجربة هذه الدول وخصوصا في الفترة التي تلت فترة الحرب ( العالمية الثانية)».
ورغم تأكيد زيباري في المؤتمر ان الوضع العراقي بالنسبة الى هذه الدول مختلف «وخصوصا ان العمليات العسكرية في العراق مازالت قائمة وهي تجري بتفويض، لكن هذا ليس معناه ان النهايات لهذه الاتفاقية ستبقى مفتوحة».
Leave a Reply