ديترويت – مع حلول موسم البرد والصقيع، تستعد المستشفيات في ولاية ميشيغن لزيادة هائلة في أعداد المصابين بفيروسات الشتاء، التي تشمل هذا الموسم، ثلاثة أنواع من الفيروسات الخطيرة سواء على الأطفال أو كبار السن، وهي: الإنفلونزا و«كوفيد–19» والفيروس المخلوي التنفسي RSV.
وشهدت ميشيغن بالفعل، زيادة كبيرة بحالات الإصابة والاستشفاء المتعلقة بالإنفلونزا و«كوفيد–19»، وسط تراجع طفيف في وتيرة الإصابات بالفيروس المخلوي التنفسي الذي يُعتقد بأنه بلغ ذروته في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، مخلفاً ضغوطاً مستمرة على مستشفيات الأطفال في الولاية.
وتتركز مخاوف الخبراء –تحديداً– على انتشار عدوى الإنفلونزا التي من المتوقع أن تتجاوز بأشواط، المعدلات المسجلة في مواسم ما قبل جائحة «كوفيد–19»، حيث تشير سجلات المستشفيات في منطقة ديترويت إلى ارتفاع أعداد مرضى الإنفلونزا خلال الأسبوع الثاني من شهر كانون الأول (ديسمبر) الجاري، إلى ما يعادل تسعة أضعاف الأرقام المسجلة خلال الأسبوع نفسه من العام 2019.
ويخشى الخبراء من أن تتسبب عدوى الإنفلونزا هذا الموسم، بإغراق مستشفيات الولاية بالمرضى خلال الأسابيع القادمة، لاسيما بعد أن شهدت البلدان الواقعة في نصف الأرض الجنوبي، أسوأ موسم إنفلونزا منذ خمس سنوات على الأقل.
يشار إلى أن عدوى الإنفلونزا «اختفت تقريباً»، بعد ظهور وباء «كوفيد–19»، حتى أنه في موسم 2020–2021، بلغت نسبة الاختبارات الإيجابية حوالي 0.15 بالمئة من أصل 1.5 مليون عينة تم فحصها من أجل الإنفلونزا، مقارنة بنسبة 17 بالمئة في موسم 2019–2020.
«كوفيد–19» مستمر RSV.. يتباطأ .. والإنفلونزا تعود بقوة
ويعزو مسؤولو الصحة العامة، الانخفاض التاريخي للإنفلونزا في الموسمين الماضيين إلى زيادة الإجراءات الوقائية بسبب جائحة كورورنا، مثل ارتداء الأقنعة والتباعد الاجتماعي والعزل الصحي عند الإصابة.
وعلى عكس التقارير الأسبوعية حول إصابات ووفيات «كوفيد–19»، لا تقوم وزارة الصحة في ميشيغن بنشر أية بيانات دورية حول الإنفلونزا. غير أن أحدث بيانات المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي)، تظهر ارتفاع نسبة اختبارات الإنفلونزا الإيجابية في ميشيغن، إلى 2.8 بالمئة، وهي نسبة من المتوقع أن تتضاعف بشكل شبه أسبوعي على مدى الشهرين القادمين.
وقد حددت أنظمة مراقبة الفيروسات في مياه الصرف الصحي بمدن وورن وآناربر وجاكسون، زيادة كبيرة في مستويات الإنفلونزا خلال الأسابيع الأخيرة، مما ينذر بارتفاع حاد في وتيرة تفشي المرض خلال الأيام المقبلة.
وفي خطوة استباقية لموسم الإنفلونزا الذي من المتوقع أن يبلغ ذروته في شباط (فبراير) القادم، أعلنت وزارة الصحة في ميشيغن، عن خطة لتلقيح ما لا يقل عن أربعة ملايين نسمة ضد الإنفلونزا الموسمية، غير أنها لم تتمكن –حتى الآن– سوى من تطعيم 2.73 مليون شخص.
وفي السياق نفسه، لا تبدو جائحة «كوفيد–19» في طريقها إلى الاختفاء قريباً، وذلك رغم تعدد اللقاحات المتوفرة ضد الفيروس التاجي، والتي حصل عليها 6.9 مليون نسمة من سكان ميشيغن، بمن فيهم 3.5 مليون تلقوا جرعات معززة.
وتشير أحدث بيانات وزارة الصحة في ميشيغن، إلى أن الفيروس التاجي تسبب بوفاة 149 شخصاً خلال الأسبوع الثالث من شهر ديسمبر الجاري، بينما ارتفع مجموع الإصابات بنسبة 10 بالمئة عن الأسبوع السابق، ليصل إلى 14,323 إصابة.
ومن المتوقع أن تشهد هذه الأرقام زيادة مضطردة خلال الفترة القادمة، لاسيما مع حلول موسم العطلات والاحتفالات بأعياد الميلاد ورأس السنة، علماً بأنه منذ ظهور الوباء عام 2020، تسبب «كوفيد–19» بوفاة 40,657 شخصاً في ميشيغن، وحوالي ثلاثة ملايين إصابة مؤكدة
ووفق «الجمعية الأميركية للسيارات» AAA، يقدر عدد سكان ميشيغن الذين يخططون للسفر خلال موسم الأعياد الحالي بنحو 3.5 مليون نسمة، مما ينذر بزيادة مخاطر انتشار العدوى بالفيروسات الثلاثة.
ومما يزيد الطين بلة –بحسب الخبراء– أن الارتفاع في إصابات الإنفلونزا، يأتي بعد طفرة غير مألوفة في انتشار الفيروس المخلوي التنفسي RSV، الذي وضع مستشفيات الأطفال في الولاية تحت ضغوط هائلة، جنباً إلى جنب مع استمرار عدوى «كوفيد–19»، حتى أن بعض المستشفيات يعاني حالياً من نقص في الأدوية مثل عقار «تاميفلو»، الذي يستخدم لتقليل قوة وطول عمر الإنفلونزا و«كوفيد–19».
وبحسب الخبراء، يميل فيروس RSV إلى التأثير أكثر على الأطفال، ويتسبب في دخولهم المستشفى، بينما تؤثر الإنفلونزا و«كوفيد–19» بشكل عام على كبار السن.
وبشكل عام، سيتسبب الانتشار الثلاثي لفيروسات «كوفيد» والإنفلونزا وRSV في حدوث فترات انتظار أطول في غرف الطوارئ، ونقص الموظفين في المستشفيات والمدارس، وفق تقرير للقناة المحلية السابعة، التابعة لشبكة «أي بي سي».
ففي الأسبوع الماضي، أغلقت مدارس آناربر العامة ثلاثة مبانٍ بسبب المرض ونقص الموظفين، كما أغلقت مدارس فان دايك في مدينة وورن، جميع مبانيها الثمانية ليوم واحد بسبب انتشار المرض.
ولإبطاء وتيرة العدوى، ينصح مسؤولو الصحة، باتخاذ كافة الاحتياطات والتدابير الاحترازية خلال العطلات، مطالبين كل من تظهر عليه أعراض الإصابة، بعدم الاختلاط مع الآخرين دون قناع، وإجراء اختبار «كوفيد» أو البقاء في المنزل إذا أمكن ذلك.
ومن أجل تخفيف الضغط على المستشفيات ينصح المسؤولون أيضاً، بغسل اليدين باستمرار وأخذ اللقاحات ضد «كوفيد–19» والإنفلونزا.
Leave a Reply