ديربورن – لحظة الإفطار ليلة الاثنين في «مركز بيت حنينا للتواصل المجتمعي» بادرت إمرأة الى التعريف بنفسها لرجل كان جالسا الى ذات المائدة قالت: أنا عراقية، انت من اين؟ احاديث من هذا النوع تجري كل ليلة في المركز، حيث تقوم «منظمة حياة للاغاثة والتنمية» بالتعاون مع «جمعية الشارقة الخيرية الدولية» بتقديم وجبات إفطار مجانية للفقراء طيلة شهر رمضان المبارك.
متطوعوا منظمة «لايف» يقدمون وجبات الإفطار للصائمين (عدسة: عماد محمد) |
أصبح المركز اكثر من مكان يقدم فيه الافطار، اصبح مكانا للتعارف وبناء الصداقات والتواصل بين الناس، قالت فتاة (17 عاماً) والتي تأتي مرارا الى المركز بصحبة والدتها وشقيقتها «جئت من سوريا لاجئة قبل حوالي عام» واضافت «لم نكن نعرف أحداً هنا ولكن مع ترددنا على المركز اصبحنا نشعر ان لنا اصدقاء ومعارف كما لو اصبح لنا عائلة ومجتمع ننتمي اليه» هذا الشيء أدخل البهجة في نفس والدتي خاصة وانها لا تستطيع تحضير افطار بهذه النوعية لنا في البيت.
وقال منسق شؤون الايتام في منظمة «حياة للاغاثة والتنمية» علي زقزوق بأن مركز «بيت حنينا» للتواصل المجتمعي تبرع مجاناً للمنظمة باستخدام المركز لتقديم وجبات الافطار للمحتاجين طيلة الشهر الفضيل، كما ان المركز يعمل على اطلاق حملة مساعدات غذائية للمحتاجين في الفترة المقبلة.
وقالت مها مصطفى وهي احدى المتطوعات في المركز بأن هذا المكان مفتوح لاؤلئك الذين لا أسر لهم ولا يجدون من يشاركونهم تناول الإفطار، وهو مفتوح ايضا «للاخوة والاخوات المسلمين الذين قد يكونوا الصائمين الوحيدين في أسرهم ولا يجدون من يتناول الافطار معهم». وتقوم المنظمة ايضا بتوزيع وجبات الافطار يوميا لمجمع سكني للمحتاجين في الجوار. ويتم توزيع الطعام الزائد عن حاجة المركز في المساجد في منطقة ديترويت، بما في ذلك سانت كلير شورز، روشستر هيلز، وورن، وديترويت. ويقوم المتطوعون كذلك بإيصال الوجبات الى مستحقيها في منازلهم للذين لا يستطيعون القدوم للمركز لاسباب صحية، ويصل مجموع المستفيدين من الوجبات يوميا حوالي 200 شخصاً.
وقد استعان منظمو الافطارات الرمضانية بمنظمات خيرية مثل «زمان انتر ناشونال» و«خدمات العائلة المسلمة» لابلاغ المحتاجين حول توفر وجبات الافطار الرمضانية في المركز، حيث قالت امرأة تعاني من شلل الاطفال بأن منظمة زمان هي من ابلغتها بإفطارات المركز واصفة اياها بانها «نعمة» وقالت إنها لم يكن بمقدورها شراء المواد الغذائية وتحضير وجبات مثل هذه المقدمة في المركز.
متطوعو المنظمة ومعظمهم صائمون يحرصون يوميا وعقب يوم من العمل المضني أو الدراسي على توزيع وجبات الإفطار على المحتاجين قبل تناولهم الافطار، وهم بالطبع يفعلون هذا مجانا ويرفضون حتى اخذ ثمن البنزين، بحسب زقزوق. وقال متطوعون انهم يخططون من الآن للإفطارات الرمضانية للسنة المقبلة، وذلك في ضوء زيادة عدد اللاجئين الذين تدفقوا الى جنوب شرق ميشيغن. وقال مصطفى «نعلم أن العديد من عائلات اللاجئين ليس بمقدورهم تحضير وجبات الافطار، لا نريد احدا من هؤلاء يبقى بدون افطار، علينا كجالية مساعدتهم».
تجدر الإشارة الى أن الافطارات اليومية في المركز مدعومة من عديد المنظمات والجمعيات والمراكز الخيرية في الجالية، إضافة الى المهنيين العاملين، وتتولى منظمة «حياة للاغاثة والتنمية» مسؤولية التمويل في حال غياب الداعمين، وقد تحملت منظمة خيرية مقرها الامارات العربية المتحدة وجبات الافطار في الايام الاولى من الشهر الكريم. وقال مصطفى «بادر عدد من الاطباء والصيادلة في الجالية الى التبرع بالافطار في احد الايام الرمضانية» وقال اذا رغب احد بتقديم الدعم ما عليه سوى التبرع لمنظمة «حياة للاغاثة والتنمية». وقالت مها «هذا البرنامج ليس مقصورا لمساعدة المسلمين وإنما ابوابنا مفتوحة للجميع من المحتاجين، فنحن جميعنا اخوة والجميع مرحب به».
Leave a Reply