اكتشف فريق من الباحثين الألمان، أن التمثال النصفي للملكة الفرعونية نفرتيتي، التثمال الأكثر شهرة بين جميع آثار الحضارات القديمة، يتكون من طبقتين متلاصقتين بطريقة متقنة. وباستخدام طرائق مسح حديثة تمكن الفريق البحثي بقيادة البروفيسور ألكسندر هوبرتز، من معرفة أن الطبقة الأولى هي منحوت حجري يمثل وجه الملكة نفرتيتي، وأن الطبقة الثانية عبارة عن نسخة جصية مماثلة، إلا أنها تحمل تغييراً في بعض مواصفات النسخة الأولى (النواة) خاصة عند زوايا الفم وأرنبة الأنف.
وجاء في تقرير الباحثين: “إن عملية المسح الاستكشافي على التمثال أظهرت هذا السر الذي لم يكن معروفاً من قبل، وكان الافتراض الأول لهذا الأمر.. أن الطبقة الحجرية الداخلية استخدمت لتكون دعامة لتثبيت الطبقة الجصية التي حملت الملامح النهائية لوجه نفرتيتي”.
لكن التغييرات الطفيفة بين نسختي الوجه (الداخلية الحجرية والخارجية الجصية) تقودان إلى الافتراض، بأن تلك التعديلات قد تكون مقصودة بهدف إضفاء مسحات جمالية قام بها النحاتون الملكيون بهدف تخليد الملكة نفرتيتي، زوجة الفرعون أخناتون (١٣٠٠ قبل الميلاد) وأكد البروفيسور هوبرتز “أن التعديلات قد جرت بدون شك وأن بعضها كان إيجابياً وبعضها الآخر لم يكن كذلك”.
وفي معرض تعليقه على هذا النبأ، أكد جون. هـ تايلور، المشرف على المتحف البريطاني في لندن (قسم مصر القديمة والسودان): “أن المسح والنتائج التي وصل إليها يطلق أسئلة ذات مغزى حول الهدف من إجراء تلك التعديلات”، مضيفاً “أن الأجوبة لن تكون حاسمة على الأرجح..”.
جدير بالذكر، أن مكتشف تمثال الملكة نفرتيتي، هو عالم المصريات الألماني لودفيج بروشارد (العام ١٩١٢) الذي كان قد قام بضم هذا التمثال إلى مجموعة الآثار المصرية في متحف برلين، ومنذ ذلك العام مازال تمثال نفرتيتي (مع مجموعة أخرى من الآثار) محط خلاف بين الألمان والمصريين الذين طالبوا بإعادته وضمه إلى المتحف المصري، بدون جدوى.
يذكر أيضاً، أن السلطات المصرية كانت قد قامت في العام ٢٠٠٧ بتقديم طلب إلى إدارة متحف برلين، لاستقدام هذا التمثال من أجل المشاركة في أحد المعارض المصرية، لكنها طلبها قوبل بالرفض بدعوى أن التمثال هش وقد يتعرض للأذى من جراء عمليات الانتقال من مكان إلى آخر.
Leave a Reply