ديربورن – ناتاشا دادو
رفضاً لإرهاب «داعش» والأحداث المأساوية التي شهدها العراق مؤخراً نظم إعتصام مساء السبت ٢١ حزيران (يونيو) الماضي أمام مبنى مؤسسة «إمام» في غرب ديربورن تحت شعار «لا لداعش، لا للإرهاب»، شدد فيه المشاركون على أهمية وحدة الطوائف العراقية في مواجهة ما يحاك لبلاد الرافدين.
جانب من المعتصمين أمام مبنى مؤسسة «إمام» في غرب ديربورن. |
زهير الخلطب واحد من بين ٣٠٠ شخص شاركوا بالإعتصام الذي نظم تلبية لنداء المرجع الديني السيد السيستاني، حيث وصف المشهد العراقي اليوم بقوله إن «المسيحيين والسنة والشيعة يقفون حالياً متحدين ضد إرهاب داعش»، في إشارة الى تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» الذي سيطر على أجزاء واسعة من غرب وشمال غرب البلاد. ولكن الخلطب أكد ثقته الكبيرة بقدرة العراقيين على الإقتصاص من مقاتلي التنظيم المتشدد، مؤكداً لا يخشى «إرهاب داعش ومجموعتها لأنني أؤمن بالشعب والجيش العراقي».
وتخلل الإعتصام إطلاق شعارات تنادي بالوحدة الشيعية السنية، كما رفعت يافطات تقول إحداها إن مسيحيي العراق يدينون الإرهاب في العراق ويتضامنون مع الشعب العراقي في معركته ضد الإرهاب» بالإضافة إلى شعارات أخرى تطالب بالتوقف عن تشويه صورة الإسلام.
كما تم تشجيع الحضور للمشاركة في حملة إلكترونية عبر موقع «تويتر» (هاشتاغ: no2isis) من أجل توصيل رسالة قوية للعالم أجمع عن رفض الشعب العراقي لإرهاب «داعش». وقد عبرت الناشطة في مجال حقوق الإنسان، الكلدانية الأميركية، نضال غارمو «كل العراقيين هم واحد، وكلهم يعانون».
وقالت غارمو إنها ولدت في العراق وهاجرت إلى الولايات المتحدة في العام ١٩٨٠ مشيرة الى أن الفترة التي عاشتها في العراق لم يكن فيها أي نوع من الصراع الطائفي والمذهبي بل منذ مئات السنين يعيش المسيحون والمسلمون في العراق جنباً إلى جنب بسلام ووئام.
يذكر أن تنظيم «داعش» منع لأول مرة منذ ١٦٠٠ عام إقامة قداس مسيحي في مدينة الموصل التي سيطر عليها قبل أسبوعين.
وقد تنوعت آراء وردات فعل المشاركين في الإعتصام حول أحداث العراق الأخيرة حيث وصف البعض الأحداث بأنها غير مفاجئة بسبب فشل الحكومة العراقية على مدار السنوات الماضية في الحد من الإنقسام الطائفي بينما عبر آخرون عن ذهولهم مما يحدث ووصفوه بالمؤامرة.
وقال حيدر حداد، أحد المشاركين في الإعتصام إن «ما يحصل اليوم غير متوقع للشعب العراقي وحكومته» «إنه يشكل صدمة لاسيما ما نشاهده من مناظر شنيعة لجرائم داعش المرتكبة بحق أهلنا في الموصل».
نشرت لجنة الصليب الأحمر الدولية عن أنها خلال الأسبوعين الماضيين وزعت حصصاً غذائية تكفي أكثر من ٣١ ألف شخص مشرد من الموصل لمدة شهر، وهناك كميات مشابهة قيد التوزيع في مناطق أخرى من البلاد.
وقالت سيدة عراقية مشاركة في الإعتصام «إنها تؤمن بقوة أن العراق لن يقسّم، يحاولون تقسيمنا لكن ذلك لن يحدث، سبق للعراق أن خرج من محن عديدة نحن أقوياء ويمكننا مواجهة هذه المرحلة الصعبة بوحدتنا».
Leave a Reply