يليق الحب بالشابة الفلسطينية عهد التميمي التي توارت أخبارها في خضم المعرض المتنقل للخيبات والفشل والصراعات العربية العربية. لم تجد الشابة الجميلة ما تواجه به الجندي الإسرائيلي المدجج بالسلاح.. سوى كفها تصفعه به. تلك الصفعة كانت –موجهة أيضاً– لكل تخاذل عربي وصمت عربي. تلك الصفعة يجب أن تكون على وجه محمود عباس وصائب عريقات والزمرة الشاربة من الدم الفلسطيني والغارقة في البذخ والملذات، مثل الكثير من الزعماء العرب.. إذ لعلّ وعسى ينتبهون إلى شعب يقاوم الموت بالحياة كل يوم.
صفعة عهد التميمي للجندي الإسرائيلي، والتي بسببها دخلت السجن، هي تحية إلى كل الأرواح التي نزفت دماً طاهراً وضحت من أجل فلسطين والتي جعلها زعماء السلطة الفلسطينية مياهاً عذبة، يستساغ شربها في قاعات المفاوضات لسلامٍ لا ولن تمنحه إسرائيل لمجموعة زعماء جهلة وفاسدين وفاسقين ومن ورائهم علماء دين راسخون في فتاوى الجنس والتخلف. كفَّروا عهد التميمي وأخرجوها من المِلَّة لأنها غير محجبة. شعرها الجميل هو صفعة لهؤلاء الجهلة من رجال الدين الذين لا يكفِّرون من يبيع أرضه وعرضه ويخون دينه بمهادنة اللصوص، ويمد يده لغاصب بيته والمعتدي على شرفه.
عهد التميمي في يوم الحب، أنت وردة الحب الصافي، وكل الشرفاء معكِ ولشعرك الجميل أجمل وردة حب.
الحلم
عندما أعلن مارتن لوثر كينغ، الرجل الذي حرَّر أميركا من ذنوب الاستعباد، لم يكن يدري كيف سيغيّر ملامح أميركا البيضاء وكيف يتداخل المجتمع الأسود مع الأبيض، وهل لن تعود جامعات ومدارس وفنادق تمنع الزنوج من دخولها.
عندما بدأت «ليا وارد سيرز» تحلم بأن تصبح محامية، كان الحلم صعباً على أميركية سوداء. لكنها عقب تخرجها حلمت بأن تصبح قاضية، وكان ذلك مستحيلاً في ولاية جورجيا، وعندما أصبحت قاضية حلمت بأن تصبح أول رئيسة قضاة في تاريخ أميركا السمراء.
تجولت السيدة، رئيسة أو كبيرة القضاة في الولايات المتحدة الأميركية، محاضرة عن تجربتها في هذا العالم، وقالت إنها بعد تخرجها من كلية الحقوق، وكانت في الثالثة والعشرين من العمر، ذهبت إلى حفلٍ في أحد نوادي ألاباما بصفتها محامية الشركة التي كانت تعمل بها. وقبل الغداء دخلت حمام السيدات لكي تغسل يديها، وبينما هي خارجة، دخلت إمرأة بيضاء ورمت لها قبعتها ظناً منها أنها العاملة. تقول القاضية أن من نشأ في جورجيا تلك الأيام، كان يتعلم كيف يواجه الإهانات كأنها لم تحدث. وبعد أن أصبحت قاضية في محكمة جورجيا العليا، وخلال حضورها حفلاً رسمياً، اقتربت منها أمرأة بيضاء وقالت لها بلهجة تأنيب: «في المرة التالية عندما تحضرين كوباً من الماء ضعي ثلجاً أكثر».
مؤخراً قبل عامين، كانت السيدة سيرز تمشي مع أولادها في إحدى المنتزهات السياحية، عندما توقفت سيارة صرخت سائقتها البيضاء: يا بنت أين الحمامات هنا؟ وفي هذه المرة شعرت بالإهانة أمام أولادها، وتساءلت: «لماذا أنا؟ هل ثيابي رثة إلى هذه الدرجة، هل مظهري هو السبب، أم إنه دائماً اللون.. حتى في هذه الأيام؟».
لم يكن الحلم ليتحقق من دون رجال سود مثل مارتن لوثر كينغ ونيلسون مانديلا، ورجال بيض مثل أبراهام لينكولن وجون كينيدي والكاتب وواتر ليمان، الذي قال للأميركيين: قبل أن تظهروا البلاغة في الأمم المتحدة حول حقوق الإنسان، انظروا حولكم، تأملوا فيما تمارسون!!
Leave a Reply