تواصل منطقة كريستوود التعليمية في مدينة ديربورن هايتس، القيام بأعمال الترميم والتطوير لكافة مبانيها ومرافقها المدرسية، استعداداً للظهور بحلتها الجديدة مع انطلاق العام الدراسي القادم في صيف ٢٠١٨.
وتجري ورش الإصلاح المتنوعة في المدارس العامة بالتزامن مع سير العملية التربوية خلال السنة الدراسية الحالية، وذلك بتمويل من دافعي الضرائب الذين أقروا في أيار (مايو) ٢٠١٦ إصدار سندات دين بقيمة ٣٥ مليون دولار لتحديث المباني المدرسية وتوفير الحماية الأمنية لها، إضافة إلى تزويدها بأحدث وسائل التكنولوجيا.
وقالت لورين فانفالكنبرغ –المشرف العام على منطقة كريستوود التعليمية– إن عمليات التجديد الكبرى، تهدف إلى «إصلاح جميع المباني المتهالكة، وتهيئة الصفوف الدراسية للمستقبل، وتحسين نوعية التعليم».
وتضم منطقة كريستوود التعليمية التي تغطي الأحياء الوسطى والشمالية من ديربورن هايتس، خمس مدارس هي: ثانوية «كريستوود»، متوسطة «ريفرسايد»، ومدارس «هايفيو» و«هيلكرست» و«كينلوك» الابتدائية.
وقد شهدت منطقة كريستوود التعليمية خلال العقد الأخير تحولات ديموغرافية هائلة حتى بات الطلاب العرب الأميركيون يشكلون الأغلبية الساحقة من طلاب مدارسها الخمس.
وعلى الرغم من ارتفاع مستواها الأكاديمي، إلا أن مدارس كريستوود العامة لم تشهد عمليات إصلاح أو تحديث رئيسية منذ الستينات، مما أدى إلى تردي أحوال المباني المدرسية وتخلف الإدارة والصفوف عن ركب التكنولوجيا الحديثة، حيث عانت المدارس من تسربات الأسقف القديمة، والكراسي المعطوبة والطاولات المكسورة، والتكنولوجيا المتخلفة وغيرها من المشاكل التي أعاقت الطلاب والإدارة، ودفعت إلى الاعتماد على حلول «ترقيعية» مؤقتة لوقف التدهور.
غير أن الأداء الأكاديمي المتميز، وإيمان أغلبية الناخبين في المنطقة بأهمية التعليم العام، ساهما في أيار ٢٠١٦ بإقرار خطة الإصلاحات الشاملة –بدعم من الجالية العربية في ديربورن هايتس– حيث تمت الموافقة على زيادة الضرائب العقارية لمدة عشر سنوات.
وسيتم إنفاق مبلغ الـ٣٥ مليون دولار وفق الآتي: 25 مليون دولار لترميم المباني المدرسية وحمايتها أمنياً، و5.4 ملايين دولار لأعمال التوسيع، و4.1 مليون دولار لتحسين التكنولوجيا، ونصف مليون دولار لشراء أدوات ولوازم دراسية جديدة.
سير الورشة
في الاجتماع الأخير لفريق كريستوود الاستشاري، الذي تشكَّل لمعالجة المشاكل التي واجهت المنطقة التعليمية، قدمت فانفالكنبرغ عرضاً شاملاً لسير ورشة الإصلاحات القائمة في المدارس الخمس، مشيرة إلى إن توفير مساحة أكبر لتلبية العدد المتزايد للطلاب، يشكل الأولوية القصوى للمسؤولين الذين يلتقون بالمهندسين والمعماريين أسبوعياً.
وأضافت أن معدل الالتحاق بمدارس كريستوود العامة يتزايد تدريجياً كل عام، ويقدر حالياً بحوالي 4000 طالب.
فكما مدارس ديربورن العامة –حيث الكثافة العربية أيضاً–، تعاني منطقة كريستوود التعليمية من ازدحام طلابي يفوق قدرتها الاستيعابية، لاسيما وأنها لم تكن معدة لاستقبال هذا العدد الكبير من الطلاب عند إنشائها قبل أكثر من نصف قرن، حيث أن أحجام الأسر العربية الكبيرة نسبياً، أثقلت المدارس بأعداد غير متوقعة من الطلاب خلال السنوات الماضية.
وكشفت فانفالكنبرغ أنه حتى الآن، تم تحويل أربعة صفوف دراسية إلى ستة صفوف في ابتدائية «هيلكرست»، فيما يجري العمل على خطط توسيعية أخرى لتفادي أزمة الاكتظاظ، من ضمنها بناء صفوف جديدة في «ثانوية كريستوود».
وإلى جانب ذلك، تشكل سلامة الطلاب والحماية الأمنية للمدارس العامة، هدفاً أساسياً لخطة التحديث الشاملة. فمدارس كريستوود تفتقر حالياً إلى البنية التحتية الأمنية المناسبة، ما يعرض الأطفال والموظفين لأخطار محتملة من الدخلاء.
إذ يتم حالياً استخدام جرس يتيح رؤية الضيوف من خلال كاميرا ذات جودة منخفضة قبل أن يُسمح لهم بالدخول، و«هو نظام قديم وغير آمن».
وبحسب الخطة الإصلاحية ستخضع المدارس الخمس لـ«نفضة تكنولوجية» شاملة بدءاً بتركيب أقفال جديدة وأنظمة اتصال حديثة، علماً أنه لم يتم تحديث أنظمة الهاتف في المدارس منذ 15 عاماً.
وقالت فانفالكنبرغ «إن نظام الهاتف قديم جداً لدرجة أنه لم يعد قابلاً للتحديث».
وبموجب التغييرات أيضاً، سوف يتم الاستغناء عن الأقفال التي تحتاج إلى مفاتيح عند جميع المداخل والأبواب الخارجية، والاستعاضة عنها بأقفال إلكترونية تعمل بواسطة البطاقات الممغنطة التي ستتم برمجتها لتحديد الأوقات والأماكن التي يُسمح للأفراد بدخولها.
غير أن فانفالكنبرغ كشفت عن أن المنطقة التعليمية تعاني من مشكلة في توظيف عناصر أمن مدرَّبين في المدرستين المتوسطة والثانوية. وقالت إن تسعة متعاقدين مستقلين، بتدريبات محدودة، يؤدون حالياً أدواراً وقائية خلال ساعات الدوام المدرسي، لافتة إلى أنه في مدرسة «ريفرسايد»، يتولى أحد الأهالي –وهو أيضاً مدرس بديل– مهمة تفقد أروقة المدرسة أثناء الدوام.
إصلاحات أخرى
تتضمن خطة الإصلاحات أيضاً، تجديداً كاملاً لواجهة «ثانوية كريستوود» المتوقع إنجازه بحلول الصيف القادم بما في ذلك تركيب نوافذ وأبواب جديدة.
كما سيتم تركيب مظلات (سرادق) جديدة في مدارس «كريستوود» و«ريفرسايد» و«كينلوك»، لاستبدال المظلات المتهالكة ومطابقة ألوانها.
وكذلك سيخضع المسرحان في «كريستوود» و«ريفرسايد» لتحديثات شاملة، حيث سيتم تركيب مقاعد وأرضيات وإضاءة وستائر جديدة. كما سيتم تثبيت وحدات تدفئة جديدة وسخانات مياه في «هيلكرست» الابتدائية.
أما الكافيتريات المدرسية، التي ظلت على حالها منذ الستينيات، فسيجري تحديثها وتوسيع مناطق الخدمة فيها.
ولفتت فانفالكنبرغ إلى أن ورشة إعادة بناء حوض السباحة في «ثانوية كريستوود» سوف تتأخر عن موعدها بسبب عدم وصول البلاط المستورد من إيطاليا في الوقت المحدد.
Leave a Reply