لانسنغ – حثّت وزارة الصحة والخدمات الاجتماعية في ميشيغن، سكان الولاية على تفادي لدغات البعوض قدر الإمكان، بعد رصد فيروس خطير ثانٍ بين أسراب البعوض في الولاية.
ووجدت السلطات في مقاطعة باي (شرق ميشيغن)، عينات بعوض مصابة بفيروس التهاب الدماغ الخيلي الشرقي EEE، وهو مرض نادر تقول «مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» CDC بأنه يمكن أن يكون مميتاً لثلث الأشخاص الذين يصابون به، فيما قد يعاني الناجون من مشاكل عصبية طويلة الأمد.
وكانت وزارة الصحة قد أصدرت خلال شهر حزيران (يونيو) الماضي تحذيراً مماثلاً بعد رصد أسراب بعوض مصابة بفيروس «جيمستاون كانيون» JCV –الأقل خطورة– في مقاطعة ساغينو بشرق ميشيغن أيضاً.
وفي حين أن معظم الناس الذين يصابون بفيروس JCV قد لا يشعرون بالمرض، فإن الأعراض لدى البعض يمكن أن تشمل الحمى والصداع والتعب، وفي حالات نادرة، يمكن أن يسبب الفيروس مرضاً شديداً في الدماغ أو النخاع الشوكي بما في ذلك التهاب الدماغ والتهاب السحايا.
أما التهاب الدماغ الخيلي الشرقي، المعروف أيضاً باسم «داء النوم» (يجب عدم الخلط بينه وبين داء المثقبيات الأفريقي)، فهو مرض فتّاك ناجم عن فيروس من عائلة الفيروسات الطخائية ذات المنشأ الحيواني التي تنتقل عبر البعوض. وقد تم اكتشاف الفيروس لأول مرة في ولاية ماساتشوستس الأميركية عام 1831، عندما نفق 75 حصاناً بشكل غامض.
وتشمل أعراض التهاب الدماغ الخيلي الشرقي، حمى مفاجئة وقشعريرة وآلام في الجسم والمفاصل يمكن أن تتطور إلى التهاب الدماغ الحاد، مما يؤدي إلى صداع وتوهان ونوبات وهزات وشلل، وصولاً إلى تلف الدماغ الدائم والغيبوبة والموت.
وعلى الرغم من عدم تشخيص أية إصابة بشرية أو حيوانية –حتى الآن– بأيٍّ من الفيروسين في ميشيغن، حذّرت وزارة الصحة –الإثنين الماضي– من أن لدغة واحدة من بعوضة مصابة يمكن أن تؤدي إلى نقل العدوى للإنسان، علماً بأن الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً أو تزيد عن 50 عاماً، هم أكثر عرضة للتدهور الصحي في حال إصابتهم بفيروس EEE.
وأكدت ناتاشا باغداسريان، الطبيبة التنفيذية في الوزارة، إن EEE هو واحد من أخطر الأمراض التي ينقلها البعوض في الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن إمكانية الوفاة تصل إلى نسبة 33 بالمئة من الإصابات.
وبحسب بيانات الوزارة، رُصدت آخر إصابة بفيروس EEE في ميشيغن عام 2021، فيما سجلت أربع إصابات عام 2020 وقد أسفرت اثنتان منها عن وفاة المصابين، فيما توفي ستة أشخاص بالفيروس من أصل عشر إصابات تم رصدها عام 2019. ولم تسجل أية إصابات بشرية بالفيروس عام 2022 الذي شهد نفوق ثلاثة خيول وطائر واحد على الأقل بالفيروس.
ولا توجد لقاحات أو أدوية للبشر للوقاية من فيروس EEE أو علاجه. ولكن يمكن التقليل من خطر إصابة البشر عن طريق استخدام طارد الحشرات، وارتداء قمصان وسراويل بأكمام طويلة، واتخاذ خطوات وقائية للسيطرة على البعوض في الداخل والخارج.
ونظراً لخطر الفيروس الشديد على الخيول –حيث يصل معدل الوفيات إلى نسبة 90 بالمئة من الإصابات– أوصت وزارة الزراعة والتنمية الريفية في ميشيغن أصحاب الخيول بحماية دوابهم من خلال تطعيمها ضد EEE والأمراض الأخرى التي ينقلها البعوض، ووضع الخيول والماشية الأخرى في حظيرة مزودة بمراوح أثناء ذروة نشاط البعوض، فضلاً عن استخدام طوارد الحشرات المخصصة للحيوانات.
في ما يلي، أبرز الخطوات التي يمكن اتباعها لتجنب الإصابة بالأمراض المنقولة بواسطة البعوض:
– استخدام طارد الحشرات الذي يحتوي على المادة الفعالة DEET أو غيرها من المنتجات المعتمدة من وكالة حماية البيئة على الجلد أو الملابس المكشوفة، مع الالتزام دائماً بإرشادات الشركة المصنعة.
– ارتداء ملابس فاتحة اللون ذات أكمام طويلة وسراويل طويلة عند التواجد في الهواء الطلق.
– التأكد من إغلاق النوافذ والأبواب من أجل تفادي دخول البعوض.
– تفريغ المياه الراكدة في الدلاء أو مسابح الأطفال أو الإطارات أو غيرها من الحاويات في محيط المنزل –بشكل دوري– لمنع تشكّل بيئة مناسبة لتكاثر البعوض.
Leave a Reply