تقليص التجمعات في الأماكن المغلقة وقيود جديدة على المطاعم
لانسنغ – مع الارتفاع الصاروخي في أعداد الإصابات بفيروس كورونا خلال الأسبوع الماضي، أعلنت وزارة الصحة في ميشيغن عن تشديد الإجراءات الوقائية للحد من انتشار الوباء عبر تقليص الحد الأقصى المسموح به للتجمعات فضلاً عن إلزام جميع المطاعم والحانات في الولاية بتسجيل أسماء وأرقام هواتف الزبائن لتتبع أية إصابات محتملة، وذلك ابتداء من يوم الاثنين المقبل.
وأصدرت دائرة الصحة قرارات الطوارئ الجديدة، يوم الخميس المنصرم، الذي شهد تسجيل رقم قياسي للإصابات اليومية بفيروس كورونا بواقع 3,675 حالة و41 وفاة، وهو أكبر عدد من الإصابات خلال يوم واحد، تشهده الولاية منذ بداية الوباء قبل سبعة أشهر
وشملت قرارات الطوارئ تقليص الحد الأقصى للتجمعات داخل الأماكن المغلقة (غير السكنية) من 500 شخص إلى 50، بما في ذلك، الأعراس والمآدب والحفلات.
كما حددت الوزارة العدد المسموح به حول طاولة واحدة في المطاعم والحانات، عند ستة أفراد كحد أقصى، إلى جانب إلزام جميع المؤسسات التجارية التي تقدم الطعام للزبائن بأخذ أسماء وأرقام هواتف جميع روادها وأوقات زياراتهم، لكي تتمكن السلطات من تتبع الإصابات المحتملة.
والقرار الجديد ينص كذلك على ضرورة تقديم الأسماء والأرقام الهاتفية للأفراد الذين يصابون بفيروس «كوفيد–19» إلى مسؤولي الصحة المحليين.
وفيما اعتبرت الرئيسة الطبية التنفيذية في ولاية ميشيغن، الدكتورة جونيه خلدون، أن اتجاهات فيروس «كوفيد–19» في ميشيغن باتت «مثيرة للقلق بشكل لا يصدق»، أوضح وزير الصحة، روبرت غوردون، أن عدد مرضى كورونا في مستشفيات الولاية ارتفع إلى 1,348 نزيلاً بحلول الأربعاء الماضي، لافتاً إلى أن هذا الرقم يشكل ثلاثة أضعاف حالات الاستشفاء قبل شهر واحد.
وقال غوردون إن قرار دائرة الصحة جاء استجابة «للأدلة العالمية» على النمو الهائل لإصابات كورونا، لافتاً إلى أن احتمالات العدوى بالفيروس المستجد داخل الأماكن المغلقة تزداد بمقدار 20 ضعفاً بالمقارنة مع الأماكن المفتوحة.
وأضاف أنه تم في الآونة الأخيرة رصد 12 بؤرة تفشٍّ للفيروس في المطاعم والحانات إضافة إلى أكثر من 34 بؤرة مرتبطة بمناسبات اجتماعية، مثل الرحلات العائلية وحفلات الزفاف والجنائز والنوادي الاجتماعية وصالات البولينغ.
غير أن قرار وزارة الصحة قوبل باعتراض شديد من قادة الهيئة التشريعية ذات الأغلبية الجمهورية، بسبب عدم استشارة مجلسي النواب والشيوخ بشأن الإجراءات الجديدة لمكافحة الوباء.
وانتقد زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، مايك شيركي القرار الجديد، بوصفه «دليلاً جديداً» على أن الحاكمة الديمقراطية غريتشن ويتمر، قررت مواصلة التصرف بشكل أحادي لحل معضلة الوباء.
وقال في تغريدة عبر «تويتر»: «في وقت سابق من هذا الأسبوع، حاولنا –أنا ورئيس مجلس النواب لي تشاتفيلد– التواصل مع الحاكمة ويتمر، وطلبنا منها العمل معاً لمعالجة الطفرة الأخيرة في إصابات كورونا، وبدلاً من قبول عرضنا، اختارت مرة أخرى أن تتحرك بمفردها».
من جانبها، أعربت «جمعية المطاعم والنُزُل في ميشيغن» عن مخاوفها بشأن المسؤوليات القانونية التي ستترتب على عاتق المطاعم والفنادق في جمع وإدارة السجلات التي تتضمن أسماء الزبائن وأرقام هواتفهم.
وأشار رئيس الجمعية، جاستن وينسلو، إلى أن انتشار الفيروس المستجد انخفض في المطاعم خلال الآونة الأخيرة، لافتاً إلى أن المؤسسات العاملة في قطاع الضيافة تجهد لتحسين مبيعاتها وتوفير بيئة أكثر أماناً، لكنه شكك في أن تساهم القيود الجديدة في تحسين الوضع.
وتشهد ميشيغن زيادة كبيرة في أعداد الإصابات بفيروس كورنا، حيث بلغ عدد الإصابات خلال الأسبوع الماضي 13,129 إصابة، وهو أكبر عدد يسجل خلال أسبوع واحد منذ بداية الوباء في آذار (مارس) الماضي.
وبلغت النسبة المئوية للاختبارات الإيجابية 5.4 بالمئة، خلال الأسبوع المنصرم، وهو أعلى معدل يتم تسجيله منذ أيار (مايو) الماضي، علماً بأن نسبة الاختبارات الإيجابية بلغت 3.3 بالمئة قبل ثلاثة أسابيع.
وفي بيان لها، وصفت الحاكمة ويتمر الوضع الحالي بأنه «مقلق للغاية»، مشيرة إلى أن الارتفاع الصاروخي بعدد الإصابات اليومية قد يكون ناتجاً عن حفلات عيد الهالوين ومباراة الفوتبول بين «جامعة ميشيغن ستايت» و«جامعة ميشيغن» خلال عطلة نهاية الأسبوع المنصرم.
وأكدت ويتمر على أن الولاية لا يجب أن تتراخى في التعامل مع الوباء، وقالت: «لن نتخلى عن حذرنا، بينما نرى الأرقام وهي ترتفع بشكل صاروخي» في إشارة إلى عدد الإصابات وحالات الاستشفاء و«لهذا يتعين علينا جميعاً مواصلة التعامل مع الأمر بجدية بالغة».
وحتى يوم الخميس الماضي، بلغ إجمالي إصابات كورونا في ميشيغن 171,220 حالة، بينها 7,298 وفاة، و115 ألف حالة شفاء، وفق أحدث بيانات وزارة الصحة.
Leave a Reply