سامر حجازي – «صدى الوطن»
أعلنت وزارة العدل الأميركية، الأسبوع الماضي، عن رفع دعوى فدرالية ضد بلدة بيتسفـيلد، بعد رفضها إقامة مدرسة إسلامية على أرض فضاء.
وكان «مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية» (كير)-فرع ميشيغن حرك الدعوى ضد البلدية التي تقع الى الجنوب من مدينة آناربر بمقاطعة واشطنو، حيث تقع «أكاديمية ميشيغن الإسلامية» التي كانت تنوي الانتقال الى بيتسفـيلد لإقامة حرم مدرسي كبير يتسع لطلاب المدرسة من صفوف الحضانة ولغاية الصف ١٢ ثانوي، ويتضمن كافـيتيريا ومختبرات علمية وصالة رياضية ومسرحاً ومكتبة إضافة الى مرافق تربوية أخرى، ولكن المشروع تم إحباطه من قبل البلدية.
وجاء فـي الدعوى الفدرالية بأن البلدية إنتهكت الحقوق الدستورية للأكاديمية الخاصة بالحرية الدينية وإقامة دور العبادة عندما رفضت إعادة تصنيف قطعة الأرض (زونينغ) فـي آب (أغسطس) ٢٠١١ لاستيعاب مشروع المدرسة.
وقالت الدعوى الفدرالية إن المسؤولين فـي البلدية سبق لهم وأن طمأنوا القائمين على الأكاديمية بأنه لا مشكلة فـي إعادة التخطيط وإقامة المدرسة، ولكن الحضور الجماهيري الرافض خلال جلسة هيئة التخطيط أدى الى رفض الفكرة ما أدى الى التراجع عن قرار السماح ببناء المدرسة، بذريعة أنها كبيرة وستؤثر سلباً على المنطقة السكنية الهادئة من حيث تعطيل حركة المرور وتتسبب بالضوضاء والإزعاج للسكان.
وقد تدخلت دائرة الحقوق المدنية فـي وزارة العدل الأميركية وتضامن معها مكتب الإدعاء الأميركي فـي جنوب شرق ميشيغن فـي رفع الدعوى وكلاهما يدعيان بوجود تناقضات فـي قرار هيئة التخطيط، كون بيتسفـيلد سبق لها إعادة التخطيط لمنح تراخيص لبناء مدارس دينية مثل «أكاديمية واشطنو المسيحية»، و«كنيسة إبسلانتي الميثودية» وكلاهما فـي مثل حجم مشروع الأكاديمية الإسلامية. واتهمت الدعوى، البلدية بانتهاك «قانون الإستخدام الديني للأرض والمؤسسات الاعتبارية لعام 2000».
وقالت المدعي العام الفدرالي لشرق ميشيغن، باربرا ماكويد، «نحن رفعنا هذه الدعوى لحماية حق جميع الأميركيين فـي ممارسة شعائرهم الدينية والحصول على التربية والتعليم الديني الذي يختارونه»، وأضافت ماكويد فـي بيان صحفـي «القانون يحظر على الحكومة فرض لوائح لإستخدام الأراضي التي من شأنها فرض قيود على الممارسة الدينية ما لم تكن هناك أسباب وجيهة ومقنعة من جانب الحكومة».
وبهذا تنضم بيتسفـيلد لقائمة متنامية من المدن فـي ميشيغن، التي رفضت السماح بإقامة مؤسسات إسلامية على أرضها، حيث رفضت بلدية ستيرلنغ هايتس فـي أيلول (سبتمبر) الماضي مشروع بناء مسجد فـي أعقاب موجة من ردود الفعل المتعصبة ضد الإسلام.
وقالت المحامية فـي «كير-ميشيغن» لينا المصري لـ«صدى الوطن» إن المنظمة تناولت قائمة كبيرة من المدن التي عارضت بناء المؤسسات الإسلامية من مساجد ومدارس ومقابر وهذه المدن تشمل مدن وورن وفارمنغتون هيلز وستيرلنغ هايتس، وأضافت «لقد شهدنا حركة معارضة على المستوى الوطني يتم تنسيقها بشكل جيد للغاية من خلال تنظيم وتعبئة السكان فـي المنطقة ضد الإسلام»، سواء ضد انشاء مدرسة أو مركز إجتماعي أو مسجد أو مقبرة, «كلها تواجه مناهضة قوية بإستخدام نفس الحجج: التخطيط المدني، الضوضاء، الازدحام المروري.
وكان «كير» قد استشار خبير مرور قام بفحص المنطقة فـي محيط مشروع المدرسة الإسلامية المقترح فـي بيتسفـيلد وإستنتج أنه لن يكون هناك أي إزعاجات مرورية فـي حال بناء المدرسة مثلما لن تكون هناك أي ضوضاء حتى لأقرب المساكن الى المدرسة.
وقالت المصري إن «كير» بصدد رفع دعوى مماثلة ضد ستيرلنغ هايتس. وقالت إن المسؤولين فـي المدينة يمارسون منذ سنوات طويلة التمييز ضد المؤسسات الإسلامية، ولم يكن الرفض للمركز الإسلامي المقترح فـي أيلول الماضي، الأول من نوعه، ففـي العام ٢٠١١ نظم المسؤولون والسكان فـي المدينة مسيرة حاشدة ضد إقامة مقبرة إسلامية كما تم جمع أكثر من 1000 توقيع لإجهاض خطة إقامة مركز إسلامي «للجمعية الإسلامية الأميركية للتنوع» «لكننا انتصرنا فـي نهاية المطاف وأقيم المركز» بحسب المصري.
Leave a Reply