عرب أميركيون يساهمون في التنمية والازدهار من خلال مناصبهم الحيوية في البلدية:
نك ماير – «صدى الوطن»
باتت وستلاند –خلال السنوات الأخيرة– تجتذب أعداداً متزايدة من العرب الأميركيين للعيش والعمل في المدينة التي صنّفت بين أفضل 50 مدينة أميركية صغيرة عام 2015، بحسب موقع «24/7 وول ستريت»، المتخصص بالأخبار الاقتصادية والمالية.
اليوم تواصل المدينة التي يقدر عدد سكانها بحوالي 82 ألف نسمة، مسيرة التنمية الاقتصادية، بقيادة رئيس البلدية بيل وايلد الذي تولى قيادة المدينة عام 2007 وتجاوز بها أزمة الرهن العقاري في الوقت الذي واجهت فيه العديد من المدن القريبة خطر الإفلاس، أما وستلاند فكانت تشق طريقها بثبات لتصبح اليوم من الضواحي الجاذبة بفضل الطفرة التجارية والعمرانية والاستقرار المالي للمدينة المجاورة لديربورن هايتس.
بالطبع، للعرب الأميركيين دور في نهضة وستلاند، سكناً وتجارةً وعمراناً، كما في إدارة المدينة، حيث بات لهم حضور لافت في البلدية من خلال تولي مناصب حساسة.
مدير دائرة التخطيط ببلدية وستلاند، محمد أيوب، عزا ازدهار المدينة ونموها إلى مرونة وايلد في الإدارة، مشيراً إلى الصلاحيات الواسعة التي منحه إياها في منصبه.
وقال: «يمنحني رئيس البلدية، الحرية والمرونة في فعل الأشياء بالطريقة التي أراها (مناسبة) لتحقيق مصلحة وستلاند».
أيوب، الحاصل على شهادة الماجستير في التخطيط الحضري من جامعة «وين ستايت»، أكد أنه انجذب للعمل في مدينة وستلاند بسبب السمعة الإيجابية لرئيس البلدية، خلال خوضه انتخابات الكونغرس عام 2018. وكان وايلد قد ترشح حينها لانتخابات مجلس النواب الأميركي في 2018 لتمثيل مقعد «الدائرة 13» في ميشيغن، الذي شغر باستقالة عميد الكونغرس السابق جون كونيورز.
وحول استقطاب وستلاند لأصحاب الأعمال من الجالية العربية، أشار أيوب إلى أن العديد من أصحاب الأعمال العرب الأميركيين موجودون في وستلاند، التي وصفها بأنها انعكاس للمجتمع المتنوع في مقاطعة وين.
وقال إنه من خلال موقعه، حافظ على علاقة طيبة مع أصحاب الأعمال، مؤكداً أنه يواظب –منذ توليه منصبه– على «تهدئة أعصابهم» و«تخفيف مخاوفهم» عندما يستفسرون عن متطلبات بدء مشاريع جديدة في المدينة.
هذا النهج –بحسب أيوب– أثمر عن إنشاء العديد من المشاريع التجارية الجديدة التي ساهمت في دفع المدينة إلى الأمام، وقال: «أُخبرهم بأن وستلاند، ستقف إلى جانبهم في جميع المراحل، وأنها سوف تدعمهم من خلال الموافقات والرخص والتصاريح المطلوبة».
وأشار إلى أنه استشار اثنين من زملائه العرب الأميركيين العاملين في البلدية، قبل انتقاله للعمل في وستلاند، وهما مدير دائرة الأشغال العامة رمزي الغريب، ونائبه حسن صعب، لافتاً إلى أنه أدرك على الفور بأن الوظيفة مناسبة له.
يعيش الغريب في المنطقة منذ 30 عاماً، وكان قد بدأ حياته المهنية كمساعد مهندس في مدينة وين المحاذية لوستلاند جنوباً، ثم أصبح مديراً لدائرة «الأشغال العامة» في بلديتها، خلال عهد رئيس البلدية السابق، آل (العبد) هيدوس، الذي انتخب كأول رئيس بلدية مسلم في الولايات المتحدة، عام 2001.
الغريب، الذي عينه وايلد لاحقاً، مديراً لـ«دائرة الأشغال العامة» ببلدية وستلاند، أكد –أيضاً– على أن وايلد يمنح مسؤولي البلدية مطلق الحرية في إدارة المهام المنوطة بهم، وقال: «إن رئيس البلدية، وايلد، يمنحنا الحرية.. لتقديم أفضل ما لدينا، وأقصى طاقتنا، لخدمة دافعي الضرائب في مدينتنا». وأضاف: «إن أفضل ما في البلدية الموظفون، والإدارة المنفحتة والعمل الجماعي».
وأشار إلى أن وايلد طلب منه، عند تسلم منصبه الجديد، وضع خطة خمسية لتحسين البنية التحتية المتقادمة في المدينة، لافتاً إلى أنه تم خلال السنوات السابقة تنفيذ جميع المشاريع الكبرى في مجالات الطرق والجسور والمياه ونظام الصرف الصحي. وأضاف: «هنالك ما لا يقل عن عشرة مشاريع قيد التنفيذ»، مؤكداً: «لقد أصبحت وستلاند رائدة في هذا المجال، خلال الأعوام القليلة الماضية».
كما أشار إلى أنه ونائبه صعب مجتمعين، لديهما أكثر من 60 عاماً من الخبرة في مجال «الأشغال العامة»، وأنهما متحمسان لتوظيف خبرتهما بشكل جيد في مدينة تستمر بالنمو، بعدة طرق مختلفة، بما في ذلك تنوعها.
صعب، من ناحيته، عزا انجذابه للعمل في وستلاند إلى كون «الإدارة تمثل تنوع المدينة»، بحسب تعبيره، مضيفاً: «أعتقد أن وستلاند تمتلك البيئة المناسبة للناس، لكي يستثمروا ويعيشوا ويستمتعوا بأوقاتهم».
وفي السياق ذاته، أكدت نائبة مدير «برنامج مساعدة الشباب» بالبلدية، ليلى صبح، على أن «الأجواء في وستلاند منفتحة» و«الناس هنا رائعون»، مضيفة: «أعمل مع عائلات وأفراد مختلفين، الجميع هنا منفتحون للغاية».
وخلال اللقاء الذي أجرته «صدى الوطن» مع المسؤولين الأربعة في المبنى الجديد لبلدية وستلاند، بالقرب من مجمع «وستلاند مول» التجاري، أعرب الجميع عن إيمانهم بأن مدينتهم مدينة واعدة، بسبب امتلاكها لوسائل الراحة والبنية التحتية والمدارس والمبادرات الصديقة للبيئة، إضافة إلى العديد من المشاريع الأخرى التي تساعد المدينة على النمو بشكل يومي.
وقال الغريب: نحب «نعم»، أكثر مما نحب «لا».. نحن لسنا ديربورن، في إشارة إلى ترحيب وستلاند بالسكان الراغبين في بناء منازل جديدة أو تحديث وتوسيع منازل قائمة، وبالمستثمرين وأصحاب الأعمال الراغبين بافتتاح مشاريع تجارية في المدينة، مؤكداً: «نبحث عن الحلول لأصحاب الأعمال، لا نضع الحواجز، ونحاول ألا نجعل الأمر صعباً على الناس حتى يغادروا».
وأضاف: «هنا بإمكانك –حقاً– تحقيق أقصى طموحاتك وإمكانياتك، إن البيئة هنا حيوية للغاية».
تجدر الإشارة إلى أنه لم يتم الترويج بشكل جيد لمدينة وستلاند بتصنيفها واحدة من أفضل 50 مدينة أميركية صغيرة في الولايات المتحدة، لكن من الواضح لجميع الداخلين إلى مبنى البلدية الجديد، ومن خلال الحديث مع بعض المسؤولين الذين يقودون التغيير، بأن المدينة هي فعلاً، كذلك.
Leave a Reply