خليل إسماعيل رمَّال
فـي الوقت الذي أسقط ٤٦٥ نائباً فـي مجلس الشعب المصري عضوية النائب المطبِّع مع العدو الإسرائيلي توفـيق عكاشة الذي استضاف السفـير الإسرائيلي فـي بيته، بعد أنْ نال نصيبه العادل من فردتي حذاء النائب الناصري البطل كمال أحمد، نرى فـي «نتشة» الوطن اللبناني استضاف النائب أحمد فتفت فرقة بأكملها من جيش الصهاينة الغُزاة فـي ثكنة مرجعيون فأكرمهم وقدَّم لهم الشاي الفاخر فلم يقل له أحد «ما أحلى الكحل فـي عينيك»، فـي هذا الوقت بالذات أصدر مجلس التعاون الخليجي الوهَّابي الداعشي الحليف للصهيونية ووزراء الداخلية العرب الدمى الخانعين قراراً بتصنيف حزب الله منظمة إرهابية!!
لكن بالنسبة إلى المقاومة، التي أركعَتْ إسرائيل وحققت معها الردع الإستراتيجي، لن يؤثر هذا الإعلان الخياني الحقير على حذاء مقاوم فـيها يحرس الثغور واقفاً بين صقيع الثلوج ونار التكفـيريين مدافعاً عن الأرض والعرض، ولن تتمكن مجموعة من العجَزَة المعاقين المصابين بالزهايمر أنْ يغيٌِروا شيئاً فقراراتهم وقرارت جبَّانة الجامعة العربية معهم كلها هراء بهراء ولن «تغبِّر» على أنبل ظاهرة عرفها العصر القديم والحديث. المقاومة أهم من مجلس تعاون آل سعود ومرتزقتهم وأهم من مسخ وطن فـيه وحوش سياسة كواسر على شاكلة وليد جنبلاط الغدار الطاعن بالظهر الذي كانت مشكلته فقط فـي القرار التكفـيري الوهَّابي ان التصنيف الإرهابي لا يتحمله لبنان لذلك نصيحته كانت اعتماد الطريقة الأوروبية السخيفة بتصنيف الجناح العسكري إرهابياً. إنه زمنٌ بخس لأن جنبلاط وغريمه اللدود جعجع يجب أنْ يُصنَّفا أول إرهابيين مع راعيهما الوهَّابي الظلامي المجرم الذي يعلن الحرب على المقاومة اليوم بعد أنْ باع قضية فلسطين وكانت كل دعواته هي للسلام مع الصهاينة على حساب الشعب الفلسطيني. لكن النظام الوهَّابي المارق لن يتحمل تبعات قراره وهو الذي كانت ترتعد فرائصه من رئيس تنظيم إرهابي فلسطيني صغير منحرف مثل أبو نضال، كان يستخدمه الطاغيان القذافـي وصدام فزاعةً لترويع آل سعود فكانوا يسكتوه بالمال والرشاوى. انها معركة الحق ضد باطل آل سعود والمؤسف أنَّ وزراء باقي الدول العربية، ما عدا الجزائر والعراق (الحمدالله وقفت بغداد هذه المرَّة موقفاً مبدئياً عكس تصويتها السابق الممالق لآل سعود خلال مؤتمر وزراء الخارجية العرب الذي أدان إيران بسبب حرق السفارة السعودية)، تصرفوا كصبيان وغلمان للعائلة الظلامية. إنَّ تداعيات هذا القرار الحربي هي الآتي:
١- الفشل سيكون من نصيب آل سعود رغم تجييشهم الأمني فـي لبنان وخلق حالة عسكرية شاذة لأشرف ريفـي فـي طرابلس تزامناً مع كشف باخرة تنقل أسلحة للشمال مثل -لطف الله-٢- ومع تقارير تفـيد عن إتصالات تجريها الاستخبارات السعودية العثمانية بقادة المحاور فـي طرابلس وإحصاء أنقرة لأعداد التركمان فـي لبنان للتهيؤ لساعة الصفر وادخال قوات التحالف الداعشي لسوريا ولبنان لمحاربة المقاومة. لكن فات هؤلاء فشل التجربة السابقة للشركات الأمنية الحريرية التي لم تصمد ساعات أمام قدرة المقاومة فـي تأديبة ٧ أيار المجيدة. كما أنَّ أي عمل عسكري من دون تدخُّل بري تركي-سعودي سيفشل وهو غير متوفر بسبب عدم التغطية الأميركية له ولو حصل فسيكون محرقة للغزاة فهم ليسوا أقوى من إسرائيل.
٢- كيف ستتعامل السعودية مع حكومتها السلامية الفاشلة التي فـيها وزيران من المقاومة وهل ستعتبرها راعية للارهاب؟ وهل تترك حكومة محسوبة عليها تسقط فـيحل الفراغ فـي البلد تماماً وهو ليس فـي صالح خدمها؟ وما سيكون مصير أذيالها من الوقوع فـي أتون الصراع الطائفـي أو الأهلي وهل هم أهل للتحدي؟ ربَّما هذا ما هال نهاد المشنوق ومعلمه المُحرَج فتحفَّظ على التصنيف الخليجي الإرهابي للمقاومة، ليس حباً بها ولكن رأفةً بفريقه الذي خسر وسيخسر الكثير من نفوذه وحتى وجوده فـي معركة كسر عظم، رغم عنتريات وتشفّي فتفت وأبو تنورة وشكوى النائبين الحريريين القادري والجرَّاح للنيابة العامة ضد جريدة «الأخبار» الوطنية نيابةً عن أسيادهما فـي الرياض بجرم «إثارة النعرات الطائفـية وتعكير صلات لبنان بالسعودية»، المملكة الحضارية الراقية فـي تعاطيها الانساني والفكري وصاحبة أهم الدساتير فـي العالم التي تعتبر المرأة التي تقود سيارة، مجرمة تستحق القصاص.
٣- لا تملك المقاومة بنوكاً ولا رساميل ولا استثمارات فـي الخارج وبالتالي لن تتأثر بالقرار الرجعي الساقط، كما لن تتاثر بالمعلومات التي باعها «بركيل السودان» للسعودية (كان أعضاء «قرنة شهوان»، وهم من المتباكين اليوم على الرئيس رفـيق الحريري، يسمونه بركيلاً تهكماً واحتقاراً)،
٤- إن جهود تل أبيب والرياض ستنصب لاحقاً على محاولة إغتيال السيِّد حسن نصرالله وقادة المقاومة وعندها ستُفتَح أبواب جهنم عليهما ولكن هذا مُستبعد فاسرائيل بكل قدراتها الاستخباراتية وأقمارها الاصطناعية ومساعدة استخبارات عربية ساقطة لم تمس شعرةً من رأسه! لكن هذا لن يمنع من محاولات تفجير داخل المناطق الحاضنة للمقاومة وجريمة تفجير بئر العبد قديماً والسيارات المفخخة حديثاً من قبل عائلة الاٍرهاب الوهَّابي لا تزال ماثلة للأذهان مما يتطلب الحذر الأمني الشديد من الوقوع فـي ردات الفعل.
لقد برز الشرك الداعشي بوجهيه كله، أمام الحق كله، وبالإذن من السيِّد حسن فإنَّ أفضل ما فـي بياض لبنان قمصانه السود الناصعة!
Leave a Reply