وفاء أحمد السيد بين مقر البنتاغون فـي واشنطن والسفارة الأميركية فـي عمّان
ديربورن -خاص «صدى الوطن»
لا يفتقر الجيش الأميركي إلى خبرات التدريب العسكري في ميادين القتال، ولا تعوزه الخبرة التكنولوجية التي تسيّر أحدث المعدات الحربية تطوراً في العالم.غير أن هذا الجيش الذي ينتشر بأساطيله ومئات آلاف جنوده في منطقة الخليج العربي وبعض البلدان الإسلامية الأخرى كان بأمس الحاجة إلى نوع آخر من التدريب لا يقل أهمية عن التمرس بأساليب القتال في بيئات مناخية مختلفة، هو التدرب على التأقلم مع المناخ الثقافي لشعوب المنطقة التي نادت الإدارة الأميركية بنقل مشروع الديموقراطية إلى ربوعها وفشلت فيه حتى الآن بسبب القصور عن فهم تلك البيئة الثقافية وأي «غُرس ديمقراطي» يصلح للعيش فيها.لهذا السبب أيقنت القيادتان العسكرية والسياسية اللتان تأخذان بنصائح مؤسسات البحث الإستراتيجي أن لا مفرّ من تأهيل الجنود والضباط في مجال معرفة ثقافة شعوب المنطقة ومحاولة الإستفادة منها وتوظيفها في المشروع الذي تعمل على تنفيذه في تلك المنطقة. لذا كان لابد من اللجوء إلى الإمكانات والطاقات العربية الأميركية للإستفادة من خلفياتها الثقافية في نشر الوعي بثقافة الشعوب العربية في صفوف المحاربين.اللبنانية وفاء أحمد السيد واحدة من الطاقات التي يعتمد عليها الجيش الأميركي في التدريب الثقافي لجنوده وضباطه بين واشنطن العاصمة والملحقية العسكرية في السفارة الزميركية بالعاصمة الأردنية عمان. وهذه الوظيفة المرموقة التي حصلت عليها وفاء إبنة المهاجر اللبناني من بنت جبيل إلى ديربورن أحمد السيد في سبعينات القرن الماضي توجت رحلة من النجاح المدرسي منذ الصفوف الدراسية الإبتدائية فالمتوسطة والثانوية في مدارس ديربورن العامة، وصولاً إلى التخرج من جامعة ميشيغن في المدينة نفسها بإجازة في العلوم السياسية ودائماً بدرجات شرف.يقول والدها أحمد السيد إن وفاء لم تنل ولا مرة معدلاً يقل عن 3.8 كحدّ أدنى وأظهرت تفوّقها عبر مراحل الدراسة بأكملها مرفقة بطاعة والديها والحفاظ على التقاليد اللبنانية العربية.خلال دراستها الجامعية نشطت وفاء السيد في العمل السياسي في صفوف الحزب الديمقراطي في ولاية ميشيغن وواكبت الحملات الإنتخابية لهذا الحزب في أوساط الجالية العربية في منطقة ديترويت لتنتقل بعد تخرجها بإجازة في العلوم السياسية إلى العاصمة واشنطن كمتدربة في مكاتب الحزب وناشطة في جمع التبرعات لصالحه. أما «الإنتكاسة» الوحيدة التي صادفتها فكانت خسارة الديمقراطيين للإنتخابات في العام 2004 ثم للإنتخابات التشريعية فقفلت عائدة إلى المدينة التي ترعرت فيها، ديربورن ومنها استعدت لرحلة نجاح جديدة، لكن هذه المرة مع واحدة من أهم الوزرات الأميركية هي وزارة الدفاع.اختيرت وفاء من بين أكثر من ثلاثماية متقدم ومتقدمة إلى وظيفة «مدير تدريب» في وزارة الدفاع على المستوى الأميركي وإختارتها الوزارة للإشراف على أحد أقسام التدريب الثقافي في الجيش الأميركي نظراً لتميزها في الجمع بين الثقافتين الأميركية والعربية وللرصيد الذي تمثله في هذا الحقل. مكثت وفاء السيد حوالي السنة ونصف السنة في مقر البانتاغون فيالعاصمة الأميركية ثم اختيرت للعمل في الملحقية العسكرية للسفارة الأميركية بعمان في المملكة الأردنية حيث مضى على وجودها في الأردن حوالي أربعة أشهر.في إتصالنا معها إلى مقر عملها في العاصمة الأردنية أجابت وفاء التي تحمل صفة «مديرة تدريب» في وزارة الدفاع عن بعض أسئلتنا بلهجة عربية أردنية فاللهجة اللبنانية الجنوبية للفتاة البنت جبيلية المولد (1983) كانت فريسة سهلة للهجة أهل البادية والأشهر الأربعة صقلت جل حروف اللغة العربية الهشة لإبنة ديربورن العربية الأميركية.وبخليط منها ومن إنكليزية محترفة عبرت وفاء عن سعادتها بتجربة الإقامة في إحدى العواصم العربية للإشراف على تدريب الجنود والضباط من كل الرتب وتفاعلهم مع بيئة عربية مختلفة الثقافة والعادات.أخبرتنا وفاء أنها عندما تعود إلى الولايات المتحدة قريباً سوف تتابع دراساتها العليا لنيل شهادة الماجستير ثم الدكتوراه في العلوم السياسية بمنحة من وزارة الدفاع الأميركية.
وفاء احمد السيد |
Leave a Reply