سيدني – فارق الملك ليوناردو كاسلي الحياة بعد اعتلائه عرش مملكته (نهر هوت) طيلة 40 عاماً، بحسب ما تناقلته مواقع إلكترونية الاسبوع الماضي .
وعلى الرغم من وفاته، إلا أنه لم تقم له أية جنازة ملكية مهيبة كما تجري العادة، ولم تحتشد الجماهير على جانبي الشارع انطلاقاً من قصره الفاخر لوداعه، لسبب بسيط وهو أن كاسلي كان زعيماً لـ(منطقة نهر هوت) المحاطة من كل جوانبها بالأراضي الأسترالية، وهي مملكة غير معترف بها من قِبل أي دولة في العالم.
وكان الملك الراحل قد أعلن في شهر نيسان العام 1970 مزرعته ومزارع مجاورة تبلغ مساحتها 517 كيلومتراً مربعاً دولة مستقلة، ونصب نفسه ملكا عليها، وذلك احتجاجاً على اعتماد أستراليا قانوناً يحدد المساحة القصوى المسموح لمواطن واحد بتملكها من أراضي البلاد.
لم تكترث الحكومة الأسترالية لإعلان الملك ليوناردو انشقاقه عنها، ليستمر الحال على ما هو عليه حتى العام 1977، الذي شهد إعلان (نهر هوت) الحرب على كانبيرا. لكن شيئاً لم يتغير إذ تجاهلت استراليا هذا التحدي، ليعلن الملك نفسه منتصراً في الحرب التي لم تقع.
حاول ليوناردو كاسلي أن يتميز بمملكته عن الأراضي المحيطة بها، فأسس صحيفة وأصدر عملة محلية، ليتطور الأمر لاحقاً لإصدار جوازات سفر، كرمز للسيادة والاستقلالية، لكن من دون أن يهتم بذلك أحد سوى عدد من وسائل الإعلام المحلية التي كانت تلقي الضوء عليه من حين إلى آخر.
وتثير وفاة الملك ليوناردو عدداً من التساؤلات، إذ أنه لم يُعرف إن أوصى الملك المتمرد العاشق للحرية لأي من أتباعه بمواصلة الكفاح لنيل السيادة والاستقلال الحقيقيين، وما إذا كان هناك وريث يتولى سدة الحكم بعده يهتف له مواطنوه، إن وجدوا بالطبع، بالعبارة الشهيرة «مات الملك .. عاش الملك».
Leave a Reply