دمشق لا تسمح بتفتيش ثلاثة مواقع «نووية»
فيينا – تواجه الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تنشغل حاليا في التحقيق في برنامج ايران النووي، مهمة شائكة جديدة تركز على التحقيق في مزاعم مثيرة للجدل بشأن مفاعل نووي سري في سوريا. واعلن مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الاثنين الماضي ان فريقا من المفتشين سيتوجه الى سوريا في وقت لاحق من هذا الشهر في اعقاب تقرير استخباراتي اميركي بان سوريا بنت منشأة نووية سرية لاغراض عسكرية تعرضت لقصف اسرائيلي في ايلول (سبتمبر) الماضي.
وذكر دبلوماسي غربي في فيينا انه من المبكر للغاية توقع كيف ستتبلور المسالة السورية. وصرح دبلوماسي طلب عدم الكشف عن هويته الثلاثاء «سنعرف المزيد بحلول ايلول حين سيكون المتفشون قد زاروا سوريا». وقال دبلوماسيون غربيون ان سوريا تماطل في هذه المسألة منذ اشهر، ولذلك فان اعلان موافقة دمشق على استقبال مفتشي الوكالة الدولية يعد تطورا مهما.
ولم تؤكد الوكالة ان كانت السلطات السورية ستسمح لمفتشيها بدخول موقع «الكبر» الذي تعرض للقصف في منطقة دير الزور النائية. الا ان دبلوماسيين مقربين من الوكالة قالوا انها جعلت الدخول الى الموقع شرطا مسبقا للزيارة.
غير ان صحيفة «واشنطن بوست» الاميركية نقلت عن دبلوماسي مقرب من الوكالة الذرية، ان المفتشين «سيتوجهون فقط إلى الموقع الذي استهدفه القصف الإسرائيلي»، مشيرا إلى ان هذه الزيارة ستكون الأولى وستتبعها زيارات أخرى، و«الزيارة الواحدة ستشمل جولة واحدة فقط».
وأكد دبلوماسيون غربيون ايضا ان دمشق رفضت طلب الوكالة بالتوجه إلى ثلاثة مواقع على الأقل تقول الاستخبارات المركزية الأميركية إنها ربما تكون مرتبطة ببرنامج نووي، وتشمل منشآت معالجة تعد أساسية لإنتاج المواد القابلة للانشطار.
وانتقد السفير السوري لدى واشنطن عماد مصطفى، إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش بسبب الادعاءات حول وجود مواقع نووية. وقال «لماذا يطلبون التوجه إلى مكان آخر؟ انها قصة لا تنتهي.. كلما طلبت إسرائيل أن يتوجه المفتشون إلى سوريا، فما عليها سوى ان تدعي ان هناك موقعا نوويا». وتابع «جميع المحللين يعلمون انه ليس موقعا نوويا.. ولن نسمح بان نكون عبيدا للرغبات المتغيرة للادارة الاميركية وإسرائيل.. وعندما يتم الكشف عن الحقيقة، سيلحق العار بهذه الإدارة».
وفي نيسان (ابريل) كشفت الولايات المتحدة عن معلومات استخباراتية تقول ان المبنى الذي قصفه الطيران الاسرائيلي هو مفاعل نووي غير معلن عنه كانت السلطات السورية تقترب من استكماله رغم انه غير مزود بالمواد النووية الضرورية.
ونفت سوريا تلك المزاعم ووصفتها بالسخيفة، كما انتقدت الصحافة السورية الرسمية واشنطن واسرائيل الثلاثاء الماضي.
ونددت صحيفة «الثورة» السورية الرسمية بـ«البلاغ الاميركي الاسرائيلي الكاذب» بشأن مفاعل نووي مفترض في سوريا وطلبت من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان تفتش المنشآت النووية في اسرائيل.
وتعتبر اسرائيل هي القوة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط، الا انها لا تؤكد او تنفي حيازتها ترسانة نووية ولم توقع على معاهدة الحد من الانتشار النووي.
وقال البرادعي ان الوكالة الدولية تتعامل مع المعلومات بجدية وتتوقع من سوريا «تعاونا تاما».
وخلال السنوات الخمس الماضية، تقوم الوكالة بتحقيق مكثف في تطلعات ايران النووية التي تؤكد الدول الغربية ان لها بعدا عسكريا رغم تطمينات طهران بان الهدف من برنامجها الحصول على الطاقة النووية.
Leave a Reply