لانسنغ
تستعد حكومة ميشيغن بالتعاون مع السلطات الفدرالية ووكالات إعادة توطين اللاجئين في الولاية للبدء باستقبال نحو 1,300 لاجئ أفغاني، ابتداء من الأسبوع المقبل.
وباشر «مكتب ميشيغن العالمي» التابع لوزارة العمل والفرص الاقتصادية في الولاية استعداداته بالتنسيق مع وزارة الخارجية الأميركية، والوكالات الخمس المحلية لإعادة توطين اللاجئين، بالإضافة إلى وزارة الصحة والخدمات الإنسانية في ميشيغن، لاستيعاب اللاجئين الأفغان الذين فروا من بلادهم عقب انسحاب الجيش الأميركي من أفغانستان بعد حرب استمرت عشرين عاماً.
وترافق الانسحاب العسكري الأميركي مع عمليات إجلاء فوضوية للمدنيين عبر مطار كابول استمرت لمدة أسبوعين وأسفرت عن إجلاء أكثر من 124 ألف شخص، من المواطنين الأميركيين والأفغان ورعايا دول أخرى.
وقالت المتحدثة باسم «مكتب ميشيغن العالمي»، أريكا كويلي، إن اللاجئين الأفغان يمكن أن يبدأوا بالوصول إلى ميشيغن «في أي وقت»، لافتة إلى أن وزارة الخارجية الأميركية تقود جهود إعادة توطين الأفغان الهاربين من بلادهم.
وأشارت كويلي إلى أن وكالات إعادة التوطين في ميشيغن حددت –بالتشاور مع «مكتب ميشيغن العالمي»– القدرة الاستيعابية لولاية ميشيغن بـ1,300 لاجئ، وقالت: «نحن ننتظر موافقة وزارة الخارجية الأميركية على الخطط الموضوعة».
وتم –الشهر الماضي– توجيه وكالات إعادة توطين اللاجئين في ميشيغن، لبدء الاستعدادات لاستيعاب عدد أولي من اللاجئين الأفغان.
ووكالات إعادة توطين اللاجئين في ميشيغن هي: «وكالة بيثاني المسيحية» و«سماريتاس» و«العائلة اليهودية في مقاطعة واشطنو» و«سان فنسنت الكاثوليكية»، بالإضافة إلى «لجنة الولايات المتحدة للاجئين والمهاجرين في ديربورن».
وإضافة إلى الـ1,300 لاجئ، الذين تم إجلاؤهم مؤخراً من أفغانستان، أبدت حكومة ولاية ميشيغن، بقيادة الحاكمة غريتشن ويتمر، عن رغبتها باستقبال ثلاثة آلاف لاجئ آخرين خلال السنة المالية 2022، التي تبدأ في الأول من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.
وبحلول 6 أيلول (سبتمبر) الجاري، وصل أكثر من 40 ألف شخص إلى الولايات المتحدة، قادمين من أفغانستان، معظمهم مواطنون أفغان «معرضون للخطر»، وفقاً لوزراة الخارجية الأميركية.
ومن المتوقع أن يزداد العدد باضطراد مع استمرار عمليات الفحص الأمني لعشرات آلاف الأفغان الراغبين باللجوء إلى الولايات المتحدة، ولازالوا ينتظرون الموافقة في مراكز إيواء مؤقتة في أوروبا وآسيا.
وكانت حاكمة ميشيغن، غريتشن ويتمر، قد أعلنت في خضم عمليات الإجلاء من مطار كابول، عن ترحيبها بقدوم اللاجئين الأفغان للعيش والاستقرار في ولاية البحيرات العظمى.
وقالت ويتمر «لدينا تاريخ غني من التعددية الثقافية – من الهولنديين الذين استقروا في الغرب، إلى الفنلنديين الذين عملوا في الشمال، إلى الشرق أوسطيين الذين جعلوا ديربورن مركزاً مزدهراً للثقافة العربية، وآخرين لا حصر لهم يجعلوننا ما نحن عليه اليوم». وأضافت «لقد جاء الناس من جميع أنحاء العالم إلى ميشيغن على مدى قرون من أجل وظائف ذات رواتب جيدة، وتعليم عالي الجودة لأطفالهم، والحق في العيش وحرية العبادة».
من جانبها، أوضحت كيلي دوبنر، المسؤولة في منظمة «سماريتاس» التي تعدّ من أكبر المنظمات الاجتماعية غير الربحية في ميشيغن، إن الوكالة تجري استعداداتها لإعادة توطين أكثر من 350 أفغانياً ابتداء من الأسبوع القادم، متوقعة أن يستغرق الأمر عدة شهور لتوطينهم جميعاً.
وسوف تتولى الحكومة الفدرالية عبر «المكتب الفدرالي للسكان واللاجئين والهجرة»، التابع لوزراة الخارجية الأميركية، تمويل نفقات استقبال وإسكان اللاجئين الجدد لمدة 90 يوماً بعد وصولهم إلى الولايات المتحدة، بينما سيتكفل «مكتب ميشيغن العالمي» بتمويل النفقات، بعد الأشهر الثلاثة الأولى.
وفي هذا السياق، دعت إدارة الرئيس جو بايدن، الكونغرس إلى تخصيص تمويل طارئ لتوطين آلاف اللاجئين الأفغان الفارين من بلادهم بعد استيلاء حركة طالبان على السلطة.
بدوره، لفت القس وليام داناهر، عضو مجلس إدارة منظمة «سماريتاس»، إلى أن اللاجئين الأفغان القادمين إلى ميشيغن يتميزون عن غيرهم من المجموعات اللاجئة بأنهم يجيدون التحدث باللغة الإنكليزية.
ووصف داناهر اللاجئين الأفغان الجدد بأنهم «جميعاً على دراية بالثقافة الأميركية»، منوهاً بأن الكثيرين منهم تلقوا «تدريباً أو تعليماً من شأنه أن يجعل انتقالهم (إلى أميركا) أكثر سلاسة، على خلاف المجموعات الأخرى من اللاجئين».
وزارة الخارجية
وتقول وزراة الخارجية الأميركية إنها تعمل على مدار الساعة لضمان قدرة المدنيين الأفغان المعرضين للخطر وغيرهم على الوصول إلى وجهاتهم النهائية بأمان وكفاءة.
ويعمل متخصصون في الاستخبارات وإنفاذ القانون ومكافحة الإرهاب من وزارة الأمن الداخلي ووزارة الدفاع ومكتب التحقيقات الفدرالي والمركز الوطني لمكافحة الإرهاب وشركاء آخرين من مجتمع الاستخبارات على مدار الساعة لتسريع معاملات الأفغان والتدقيقات قبل السماح لهم بدخول الولايات المتحدة. ويتضمن ذلك مراجعات لكل من البيانات البيوغرافية والبيومترية.
من جهة أخرى، أكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، بأن جميع اللاجئين الأفغان الذين سيجري توطينهم في الولايات المتحدة خضعوا لفحوصات أمنية صارمة من قبل مسؤولي مكافحة الإرهاب في مراكز العبور الأجنبية، في الشرق الأوسط وأوروبا.
وأوضح أنه بمجرد الانتهاء من عمليات الفحص والموافقة عليها، يتم نقلهم جواً إلى مطار «دولز الدولي» في فيرجينيا، حيث سيتم إرسالهم إلى قواعد عسكرية محددة لإيوائهم بشكل مؤقت، قبل إعادة توطينهم في المجتمعات الأميركية، بسائر أنحاء البلاد.
وأشار برايس إلى أن وزارة الخارجية الأميركية «تفعل كل ما بوسعها» لتسريع عمليات الفحص الأمني، لأولئك الذين مازالوا يخضعون لإجراءات التدقيق. وقال: «لقد كنا في وضع يسمح لنا بضمان أن لدينا تسهيلات كافية للأفراد الذين ليسوا –بعد– في وضع يسمح لهم بالقدوم إلى أميركا أثناء خضوعهم لعملية الفحص هذه»، مضيفاً: «في كثير من الحالات، نقوم بنقل الأشخاص من نقطة عبور في الشرق الأوسط إلى نقطة عبور في أوروبا إلى الولايات المتحدة في غضون أيام، وفي بعض الحالات قد تستغرق عملية الفحص وقتاً أطول».
Leave a Reply