ميشيغن تقود البلاد في الإصابات وحالات الاستشفاء .. والنسخ المتحورة
ديترويت
رغم تسجيل مستويات قياسية من الإصابات الجديدة بفيروس «كوفيد–19» خلال الفترة الماضية، لم تستبعد حاكمة ميشيغن، غريتشن ويتمر، رفع ما تبقى من قيود مفروضة على الأعمال التجارية في الولاية بحلول الصيف المقبل، بشرط تسارع وتيرة تطعيم السكان خلال الأسابيع القليلة القادمة، لكنها أبدت قلقها المتزايد من سرعة تفشي الوباء في المدارس، مشيرة إلى أنها قد تفرض مزيداً من القيود على الرياضات المدرسية بوصفها السبب الرئيسي وراء ارتفاع أرقام كورونا في الولاية.
وخلال الأسبوع المنصرم، واصلت ميشيغن قيادة البلاد في حالات الإصابة الجديدة مقارنة بعدد السكان، ليرتفع إجمالي إصابات «كوفيد–19» في الولاية إلى 723,297 حالة بحلول الخميس 8 نيسان (أبريل) الجاري، فيما ارتفع عدد الوفيات إلى 16,400 شخصاً منذ اكتشاف الفيروس لأول مرة في آذار (مارس) 2020.
وبحسب وزارة الصحة في ميشيغن، سجلت الزيادة الأكبر في الإصابات –خلال الآونة الأخيرة– بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عاماً.
وسُجّلت معظم الإصابات الجديدة في المدارس وبين الطلاب الرياضيين رغم بروتوكولات الأمان المتبعة، مثل ارتداء الكمامات والحد من أعداد المتفرجين للمباريات المدرسية. كما أصدرت وزارة الصحة أمر طوارئ ينص على إخضاع جميع الطلاب الرياضيين (بين 13 و19 عاماً) لاختبارات كورونا قبل كل مباراة أو حصة تدريبية ابتداء من يوم الجمعة الماضي. وينطبق الأمر أيضاً على النوادي الرياضية الخاصة.
وقالت ويتمر: «إننا نشهد استمرار انتشار الفيروس من خلال رياضات المراهقين، وبصراحة، هذا أمر نشعر بقلق بالغ تجاهه» مشيرة إلى أنها لا تستبعد فرض مزيد من القيود الوقائية في إطار مساعي إدارتها للسيطرة على الوباء.
لكن في المقابل، دعت مديرة «مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» (سي دي سي)، روشيل والينسكي، إلى فعل المزيد لاحتواء «كوفيد–19» في ميشيغن، مقترحة إعادة حظر تناول الطعام داخل الأماكن المغلقة في المطاعم لفترة مؤقتة، أو فرض المزيد من القيود الوقائية على الرياضات المدرسية.
وقالت والينسكي، الأربعاء الماضي، إن فرق «سي دي سي» تعمل على الأرض في ميشيغن من أجل تقييم بؤر الوباء وإجراء المزيد من اختبارات كورونا للمشاركين في الرياضات المدرسية، فضلاً عن مراقبة انتشار النسخة البريطانية من الفيروس، لاسيما في سجون الولاية حيث تم رصد أكثر من 470 إصابة بالفيروس المتحور B.1.1.7 بين السجناء.
ويشار إلى أن وزارة الصحة في ميشيغن سجلت خلال الأسبوع المنصرم، حوالي 1,500 إصابة بالفيروس المتحور البريطاني، وسبعة إصابات بالفيروس الأفريقي الجنوبي، وإصابة واحدة على الأقل بالنسخة البرازيلية.
وشهد الأسبوع الماضي أيضاً، الزيادة الأسبوعية السادسة على التوالي للإصابات والوفيات اليومية في ميشيغن كما ارتفعت حالات الاستشفاء، إلى 3,295 بالغاً، بزيادة قدرها 288 بالمئة مقارنة بمطلع آذار (مارس) المنصرم عندما كان 850 مصاباً يتلقون العلاج في مستشفيات الولاية.
وكشفت جامعة «جونز هوبكنز» أن ما يقرب من 44 بالمئة من جميع حالات الإصابة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة المبلغ عنها في الأسبوع الأول من أبريل الجاري سجلت في خمس ولايات، هي نيويورك وميشيغن وفلوريدا وبنسلفانيا ونيوجيرزي.
وأشارت وكالة «أسوشييتد برس» إلى أن هذه الولايات الخمس فقط تمثل 22 بالمئة من سكان الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن ميشيغن سجلت أعلى معدل للإصابات الجديدة في الأسبوعين الماضيين.
وذكرت أن متوسط الحالات الجديدة في ميشيغن خلال أسبوع وصل إلى 6,719 يومياً، وهو أكثر من ضعف ما كان عليه قبل أسبوعين.
ودفعت تلك الأرقام، كبير الجراحين في مستشفيات «جامعة ميشيغن، د. جاستين ديميك ، إلى دق ناقوس الخطر، بعدما اضطرت المجموعة الطبية إلى تعليق العمليات الجراحية في ظل الازدياد الهائل في أعداد مرضى كورونا.
وقال ديميك عبر «تويتر»: «الولاية كلها في خطر، والمطاعم والحانات مفتوحة والناس في كل مكان من دون قيود جديدة» مطالباً السلطات بفعل شيء للحد من تفشي الوباء الذي يهدد نظام المستشفيات.
قيود الأعمال التجارية
ورغم تنوع النسخ المتحورة وتصدر ميشيغن لبقية الولايات الأميركية في معدل الإصابات الجديدة وحالات الاستشفاء الحرجة مقارنة بعدد السكان خلال الفترة الحالية، قالت ويتمر في مقابلة مع شبكة «سي أن أن»، الثلاثاء الماضي، إن ميشيغن على الأرجح ستحذو حذو ولاية كاليفورنيا في فتح الأعمال التجارية بالكامل بحلول أواسط حزيران (يونيو) القادم، في حال تسارع حملة التطعيم، مع الإبقاء على بعض القيود الوقائية للسيطرة على الوباء في المدارس والنوادي الرياضية.
وجاءت تصريحات ويتمر تعليقاً على بيان حاكم كاليفورنيا، غافين نيوسوم، الذي أكد أنه «مع توزيع أكثر من 20 مليون جرعة من اللقاح في الولاية، فإن الوقت قد حان لبدء النظر في إعادة فتح الاقتصاد بشكل كامل».
وأضاف: «يمكننا الآن البدء في التخطيط لحياتنا بعد الوباء، سنحتاج لليقظة ومواصلة الممارسات الناجحة مثل ارتداء الأقنعة والحصول على اللقاح، غير أن الضوء في نهاية النفق لم يكن أكثر إشراقاً من اليوم». لكن نيوسوم ربط إنهاء إجراءات الإغلاق نهائياً باستمرار وتيرة التطعيمات ضد الفيروس وانخفاض حالات دخول المستشفيات.
بدورها، قالت ويتمر إن رفع القيود في ميشيغن سيعتمد أيضاً على مدى سرعة تحقيق هدف الولاية المتمثل بتطعيم 70 بالمئة من السكان البالغين فوق سن 16 عاماً.
وأضافت: «أعتقد أنه من المحتمل جداً أن يكون هناك طريق للتخلي عن الكثير من الأوامر التي توجب علينا إصدارها حفاظاً على سلامة الناس، لكن ذلك يتوقف على سرعة تلقيح 70 بالمئة من الأشخاص المؤهلين للتطعيم»، مؤكدة أن «هذا هو مفتاح العودة إلى الحياة الطبيعية».
وفتحت ولاية ميشيغن أهلية التطعيم لجميع البالغين فوق سن 16 عاماً، ابتداء من يوم الاثنين الماضي، وذلك بعد أسابيع من توفير اللقاح لشرائح محدودة من السكان، بحسب الفئة العمرية والمهنة والتاريخ الطبي.
وتلقت ويتمر الجرعة الأولى من لقاح «كوفيد–19» في مركز التطعيم الفدرالي في استاد «فورد فيلد» بوسط ديترويت، برفقة ابنتها الكبرى، صباح الثلاثاء الماضي.
وكانت الحاكمة الديمقراطية قد تعهدت مؤخراً بزيادة طاقة التلقيح في ميشيغن من 50 ألف شخص يومياً إلى 100 ألف، وذلك لتطعيم أكبر عدد من السكان في أسرع وقت ممكن.
وبحلول الخميس المنصرم، بلغ عدد اللقاحات التي تم حقنها بأذرع سكان ميشيغن ما يقرب من خمسة ملايين جرعة، فيما تجاوزت نسبة السكان البالغين الذين تلقوا اللقاح كاملاً 24 بالمئة.
Leave a Reply