لانسنغ – في بداية نيسان (أبريل) الجاري، الذي أعلنته إدارة الرئيس جو بايدن شهراً وطنياً للتراث العربي الأميركي، بادرت حاكمة ولاية ميشيغن، غريتشن ويتمر، إلى إصدار إعلانين منفصلين للاحتفال بالمناسبة، حيث أفردت إعلاناً خاصاً للاحتفال بـ«الشهر الكلداني الأميركي» بالتزامن مع «شهر التراث العربي الأميركي».
وقالت ويتمر في بيان لها إن «العرب والكلدان الأميركيين جزء مهم من تاريخ ومستقبل ولاية ميشيغن المتنوع». وأضافت: «لقد قدم كلا المجتمعين مساهمات لا تُحصى لتعزيز ثقافة واقتصاد ميشيغن، مما دفع ولايتنا إلى الأمام».
وتابعت: «خلال شهر أبريل نحتفل بكل من العرب والكلدانيين ودورهم في المجتمع الأميركي، ونعيد إلزام أنفسنا بموقفنا كمنارة للفرص، حيث يمكن لأي شخص هنا أن يصنع مستقبله. وأنا أدعو جميع سكان ميشيغن للمشاركة معنا خلال هذا الشهر لمعرفة المزيد عن مجتمعاتنا العربية والكلدانية الأميركية الاستثنائية».
ومن المعروف أن ولاية ميشيغن هي موطن لواحدة من أكبر الجاليات العربية الأميركية في الولايات المتحدة، كما تضم أكبر تجمع للكلدان في البلاد.
ويهدف الاحتفال بشهر التراث العربي الأميركي خلال شهر أبريل الجاري، إلى إبراز المساهمات القيمة التي قدمها الأميركيون القادمون من الشرق الأوسط في كل جانب من جوانب الحياة داخل المجتمع الأميركي، كالطب والقانون والأعمال والتعليم والتكنولوجيا والحكومة والخدمة العسكرية والثقافة وغيرها.
وفقاً لما أورده موقع History.com، فقد تم الاحتفال بشكل غير رسمي بشهر التراث العربي الأميركي الوطني لأول مرة خلال شهر أبريل عام 2017 في مبادرة من عدد من المؤسسات العربية الأميركية للإضاءة على الثقافة الغنية والمتنوعة وإسهامات الأميركيين العرب في الولايات المتحدة، والذين يقدّر عددهم بنحو 3.7 مليون مواطن من أصول عربية، من 22 دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وحتى الآن، اتخذ البيت الأبيض ووزارة الخارجية والكونغرس الأميركي بالإضافة إلى السلطات المحلية في نحو 40 ولاية –من ضمنها عشرات المدن والمقاطعات الرئيسية– خطوات للاعتراف بشهر أبريل كشهر للاحتفال بالتراث العربي الأميركي.
شهر التراث العربي
وقالت ويتمر في إعلان أصدره مكتب الحاكمية بمناسبة «شهر التراث العربي الأميركي»: «قدم الأميركيون العرب، على مدى أكثر من قرن، مساهمات قيمة في كل جانب من جوانب الحياة بالمجتمع الأميركي، بما في ذلك الطب والقانون والأعمال والتعليم والتكنولوجيا والحكومة والخدمة العسكرية والثقافة».
وأضاف البيان «منذ الهجرة إلى أميركا، شارك المنحدرون من أصل عربي ثقافتهم وتقاليدهم الغنية مع جيرانهم وأصدقائهم، بينما كانوا يعملون أيضاً كمواطنين نموذجيين وموظفين عامين».
وتابع بأن «العرب الأميركيين يحملون قيماً أسرية مرنة، وأخلاقيات عمل قوية، وتفانياً في التعليم، وتنوعاً في العقيدة والمعتقد، فقد ساهموا في تعزيز التنوع في بلدنا. وأثرى العرب الأميركيون مجتمعنا من خلال تجسيد روح المبادرة التي تجعل أمتنا حرة ومزدهرة».
وأردف البيان قائلاً إن «تاريخ العرب الأميركيين في الولايات المتحدة غالباً ما يشوبه سوء فهم وتعصب وكراهية؛ وحيث أن القضايا العربية الأميركية، مثل طمس الحقوق المدنية والقوالب النمطية والتنمر، يجب محاربتها من خلال التثقيف والتوعية، فيجب علينا أن نجتمع كأميركيين لبناء مجتمع سلمي ومزدهر ومتنوع، حيث يتم التعامل مع كل فرد على قدم المساواة».
وختمت الحاكمة الإعلان بالقول: إننا ننضم إلى «مؤسسة عرب أميركا» للاحتفال بالمجتمع العربي الأميركي، معلنة شهر أبريل 2023 شهراً للتراث العربي الأميركي في ميشيغن.
وللاطلاع على النشاطات والفعاليات التي ستقام في ميشيغن وعموم الولايات المتحدة احتفالاً بشهر التراث العربي الأميركي يمكن زيارة موقع «مؤسسة عرب أميركا» على الرابط التالي: arabamericafoundation.org.
الشهر الكلداني الأميركي
وفي إعلان منفصل بمناسبة شهر التراث الكلداني الأميركي، عرفت ويتمر «الكلدان الآشوريين السريان»، بأنهم «شعب سامي يتكلم الآرامية»، وأنهم «السكان الأصليون لبلاد ما بين النهرين الذين عاشوا في الشرق الأوسط منذ العصور القديمة، بما في ذلك ما يعرف اليوم بالعراق وسوريا وتركيا وإيران».
ولفت البيان إلى أن أعداد الكلدان الآشوريين السريان في الولايات المتحدة يقرب من نصف مليون شخص، بما في ذلك حوالي 160 ألفاً في ولاية ميشيغن التي تعتبر أكبر تجمع لهم في البلاد.
وفي ما بدا تبريراً للاحتفال بالشهر الكلداني الأميركي في أبريل، جاء في الإعلان أن رأس السنة الآشورية/البابلية، وهو احتفال بالربيع والبعث والتجديد، غالباً ما يصادف في أوائل شهر أبريل، كما أن يوم 24 أبريل يصادف ذكرى مجازر سيفو أو الإبادة الجماعية عام 1915 «التي راح ضحيتها مليون من الكلدانيين الآشوريين والسريان والأرمن واليونانيين».
ووفقاً للبيان أيضاً، «تحتفل الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، المنحدرة من كنيسة المشرق، بيوم جميع الشهداء والمعترفين خلال شهر أبريل، وتذكر كهنة الكنيسة المخلصين والراهبات والعلمانيين».
وختمت ويتمر الإعلان بالقول إن «المجتمع الكلداني الآشوري السرياني يثري النسيج الثقافي والازدهار في ميشيغن من خلال نجاحهم في الفنون والأعمال والقانون والسياسة والتعليم والطب والعمارة والهندسة» معلنة شهر أبريل 2023 «شهراً للكلدان الأميركيين».
بيانات
انضمت لجنة شؤون الأميركيين الشرق أوسطيين في ميشيغن، إلى الحاكمة ويتمر والرئيس بايدن في الاحتفال بشهر التراث العربي الأميركي في أبريل، وقالت في بيان إن «العرب الأميركيين يشكلون جزءاً لا يتجزأ من ولاية ميشيغن منذ هجرتهم إلى الولايات المتحدة حوالي عام 1880».
وأضافت اللجنة الاستشارية التابعة لمكتب الحاكم، أن ميشيغن هي موطن لأكبر تجمع للعرب في البلاد، مع تركزهم في جنوب شرقي الولاية. وحثت اللجنة الجميع «على الاحتفاء بمساهمات العرب الأميركيين المهمة في الأوساط الأكاديمية والأعمال التجارية والطب والقانون والتكنولوجيا والحكومة والعلوم والعدالة الاجتماعية»، داعية سكان الولاية إلى تجربة «الثقافة العربية الأميركية الثرية بالذهاب إلى مطعم عربي محلي أو زيارة المتحف العربي الأميركي الوطني» ونشر التوعية حول المفاهيم الخاطئة والمشوهة عن العرب بسبب التعصب الأعمى والعنصرية.
من جانبه، قال عضو مجلس نواب ميشيغن، النائب عن مدينة ديربورن، العباس فرحات: «إن المساهمات القيمة للمجتمع العربي الأميركي في تنعكس في كل مجال من مجالات الحياة، في مستشفياتنا وفصولنا الدراسية وأعمالنا التجارية ومراكز الشرطة والمعارض الفنية ومختبرات الأبحاث، وغير ذلك».
وأضاف: «دعونا نحتفل بهذه المساهمات خلال هذا الشهر، ونشيد بالمهارات الفريدة التي نقدمها لمجتمعاتنا، لنعرف كيف نستفيد جميعاً من مساهمات الأميركيين المتنوعين».
Leave a Reply