واشنطن، لندن – استمر موقع «ويكيليكس» الأسبوع الماضي بنشر آلاف المراسلات الخاصة بحملة المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون، رغم قطع خدمة الإنترنت عن مؤسس الموقع، جوليان أسانج، اللاجئ في سفارة الإكوادور بلندن منذ عام 2012.
رئيس حملة كلينتون، جون بوديستا |
ومع استمرار الفضائح نفت الولايات المتحدة رسمياً الثلاثاء الماضي أن تكون طلبت من الإكوادور قطع الإنترنت عن أسانج.
وكان ويكيليكس أعلن الاثنين الماضي أن الإكوادور قطعت الإنترنت عن أسانج، معتبرا هذه الخطوة، رداً على نشر الموقع وثائق مسربة عن حملة كلينتون والتي كشفت عن مواقفها المعادية تجاه الكاثوليك والمتدينين وأنصار بيرني ساندرز الذين وصفتهم بـ«سكان البيسمنت» وآراء سلبية بعديد من الشخصيات الديمقراطية.
ونفى المتحدث باسم وزارة الخارجية جون كيربي في بيان مقتضب أن تكون واشنطن لعبت أي دور في الأمر.
وأضاف كيربي «مع أن مآخذنا على «ويكيليكس» ليست حديثة لكن أي إيحاء بأن وزير الخارجية جون كيري أو وزارة الخارجية لعبا دورا في قطع الإنترنت عن ويكيليكس عار عن الصحة».
وختم بالقول «ما ورد بأن كيري تحادث مع مسؤولين إكوادوريين حول هذه المسألة غير صحيح إطلاقاً».
وكانت حكومة الإكوادور أعلنت الثلاثاء الماضي قطع الإنترنت عن أسانج اللاجئ في سفارتها في لندن لأنه نشر تسريبات من شأنها التأثير على الانتخابات الأميركية. وقالت وزارة الخارجية الإكوادورية في بيان إن «حكومة الإكوادور تحترم مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. هي لا تتدخل في عمليات انتخابية خارجية ولا تفضل مرشحاً بعينه».
ونشر موقع «ويكيليكس» السبت الماضي ثلاثة خطب مدفوعة الأجر قامت بها هيلاري كلينتون لدى مصرف غولدمان ساكس، تلاها نشر وثائق إضافية الاثنين الماضي. ولم يشكك فريق حملة المرشحة في صحة هذه الخطب التي تشكل جزءاً من كمية كبيرة من الوثائق التي سربها الموقع بعد اختراق بريد رئيس حملتها جون بوديستا.
لكن فريق كلينتون اتهم الحكومة الروسية بالوقوف وراء الاختراق، وهو رأي الادارة الأميركية أيضاً. واتهم الفريق موقع ويكيليكس بمساعدة خصمها الجمهوري دونالد ترامب.
ويقيم الاسترالي جوليان أسانج (45 عاماً) منذ أكثر من أربع سنوات في سفارة الإكوادور في لندن لتفادي اعتقاله وتسليمه إلى السويد حيث صدرت بحقه مذكرة توقيف في إطار تحقيق بشأن اتهامات بالاغتصاب.
ويخشى أسانج في حال اعتقاله أن تسلمه السويد بعدها إلى الولايات المتحدة حيث يمكن أن يحاكم في قضية الوثائق السرية التي سربها موقع ويكيليكس عن الدبلوماسية الأميركية في العالم.
وفي سياق «ويكيليكسي» آخر، نفت وزارة الخارجية الأميركية الاثنين الماضي حصول أي تبادل منافع بينها وبين الشرطة الفدرالية (أف بي آي)، بعدما كشفت وثاق رسمية بأن مسؤولا في الوزارة ضغط في 2015 على الجهاز الأمني لخفض تصنيف رسالة سرية لهيلاري كلينتون. وكانت الخارجية الأميركية آنذاك تراجع عشرات آلاف الرسائل المأخوذة من البريد الخاص لكلينتون بهدف نشرها على موقع حكومي. وأثناء هذه العملية تم تصنيف رسائل باعتبارها خاصة أو سرية وبالتالي إزالتها، وهذه العملية محرجة لكلينتون لأنه لم يكن من المفترض أن تتبادل معلومات سرية على شبكة غير حكومية.
واستغل المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب نشر هذه الملاحظات للتنديد بتواطؤ بين الإدارة والمرشحة الديمقراطية. وقال مايكل فلين الجنرال المتقاعد والمستشار المقرب من ترامب «إن هذه الوثائق تشكل أدلة دامغة على أن كلينتون تواطأت مع «أف بي آي» ووزارة العدل ووزارة الخارجية لإخفاء أنشطة إجرامية في أعلى مستوى».
وقال مدير حملة كلينتون روبي موك من جانبه إن المفاوضات حول مستوى تصنيف الرسائل قبل نشرها تعتبر أمراً مألوفاً.
سلام وهمي
وقد أظهرت رسائلُ إلكترونية نشرَها موقعُ «ويكيليكس»، بعضاً مما تُؤمن به المرشحة الديمقراطية وقد يُشكلُّ عنصراً في سياستها الخارجية إذا ما فازت في الانتخابات.
وتتعلق معظمُ التسريبات التي نُشرت عن مواقف كلينتون، بالفترة التي خدمت فيها وزيرةً للخارجية. وتوضحُ الرسائل أن كلينتون تؤمن بأنه لم يكن بوسع إسرائيل إلحاقُ ضررٍ جدّي بالمشروع النووي الإيراني من دون معونةٍ أميركية جدية. كما أن كلينتون آمنت بأن عملية سلام شكلية بين إسرائيل والفلسطينيين أفضلُ من الجمود السياسي القائم.
وفي مراسلات بريدية لكلينتون تسربت إلى «ويكيليكس»، تحدثت المرشحة الديمقراطية عن أن إجراءً سلمياً شكلياً بين إسرائيل والفلسطينيين أفضلُ من لا شيء.
وقالت كلينتون لرجال «غولدمان ساكس» في خطاب ألقته قبل حوالي ثلاث سنوات إن «إسرائيل وحدها لا يمكن أن تلحق ضرراً كبيراً بالمشروع النووي الإيراني». وهذا ما يتبين الآن بعدما نشر موقع «ويكيليكس» فحوى خطاب كلينتون كما ورد في البريد الإلكتروني لرئيس طاقمها جون بودستا.
وقالت كلينتون لرجال «غولدمان ساكس» إن لها علاقات جيدة مع البورصة الأميركية للأوراق المالية وقتما كانت سيناتورة عن نيويورك. وأضافت أن انفتاح هذا القطاع بدأ من اللحظة الأولى التي كان يمكن فيها منع الغضب الشعبي الكبير على القطاع المالي. وقالت: «ماذا حدث، كيف حدث وكيف يمكننا أن نمنع تكرار ذلك؟ أنتم تساعدوننا في فهم ذلك، وهيا نتأكد أننا نفعل ذلك على وجه سليم». وكان ساندرز قد طالب كلينتون أثناء حملة الانتخابات لكسب ترشيح الحزب الديموقراطي بأن تكشفَ النقاب عن فحوى خطاباتها أمام رجال وول ستريت، التي تربحُ منها سنوياً مئات آلاف الدولارات.
Leave a Reply