في ختام زيارة استمرت يومين للقدس المحتلة، استغل الرئيس الأميركي دونالد ترامب كلمته الرئيسية في الأراضي المقدسة يوم الثلاثاء الماضي لإعادة تأكيد التزامه بتحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين لكنه لم يقدم أي تفاصيل جديدة بشأن كيفية تحقيق هذا الهدف الذي ظل عصياً على زعماء أميركيين على مدى عقود.
والتقى ترامب خلال زيارته لإسرائيل والأراضي الفلسطينية الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في القدس المحتلة، ثم توجه لقصر الرئاسة الفلسطينية في بيت لحم، للقاء عباس قبل عودته إلى القدس.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو، الإثنين الماضي، أكد ترامب، الذي وصل إلى إسرائيل، آتياً من الرياض مباشرة، أن «هناك فرصة نادرة لتحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين».
وفي ختام الزيارة التي استمرت 28 ساعة أشاد ترامب برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس قائلاً إن كليهما على استعداد للسلام. لكنه تفادى أي ذكر لدولة فلسطينية ولم يتطرق إلى وعده أثناء الحملة الانتخابية بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب للقدس وهو أمر يتوق إليه نتنياهو.
وقال ترامب في كلمة بـ«متحف إسرائيل» في القدس «عقدت اجتماعاً هذا الصباح مع الرئيس عباس وأستطيع إبلاغكم بأن الفلسطينيين مستعدون للتوصل للسلام».
وأضاف قائلاً «خلال اجتماعي مع صديقي المقرب بنيامين (نتنياهو) أستطيع إبلاغكم أيضاً أنه يريد تحقيق السلام.. لكن تحقيق السلام لن يكون سهلاً. جميعنا نعرف ذلك. الجانبان سيواجهان قرارات صعبة لكن بالعزم والتنازلات والإيمان بأن تحقيق السلام أمر ممكن، سيكون بوسع الإسرائيليين والفلسطينيين إبرام اتفاق».
ورغم حديث ترامب كثيراً منذ توليه الرئاسة عن رغبته في تحقيق ما وصفه بـ«صفقة السلام» فإنه لم يستعرض أي استراتيجية لإدارته في سبيل تحقيق ذلك، مؤكداً أنه سيكتفي بلعب دور الوسيط.
وانهارت آخر محادثات بين الجانبين وكانت بقيادة وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري في نيسان 2014 عقب نحو عام من مناقشات عديمة الجدوى إلى حد كبير.
وجاءت كلمة ترامب في أعقاب زيارته لنصب ياد فاشيم لضحايا المحرقة حيث وضع هو وزوجته ميلانيا إكليلا من الزهور قبل أن يتحدث ترامب عن الفظائع التي ارتكبها النظام النازي بحق اليهود. وقال ترامب «صلات الشعب اليهودي بهذه الأرض المقدسة قديمة وأبدية.. ترجع إلى آلاف السنين».
كما أكد أيضاً على صلات المسيحيين والمسلمين بالأرض. وخلال اجتماعاته مع نتنياهو يوم الاثنين الماضي ركز ترامب على التهديد الإيراني لكنه تحدث أيضاً عن فرص السلام في المنطقة وكيف تغير السعودية ودول عربية أخرى موقفها مما يفتح على الأرجح نافذة أمام اتفاق إقليمي.
وأحد الاقتراحات الإقليمية المطروحة منذ فترة هي مبادرة السلام العربية التي أعلن عنها في 2002 وتم طرحها عدة مرات بعد ذلك.
وعبر نتنياهو عن تأييده الحذر لأجزاء من المبادرة لكن هناك تحفظات إسرائيلية كثيرة بما في ذلك «حق العودة» وانسحاب إسرائيل من مرتفعات الجولان التي استولت عليها من سوريا في حرب 1967.
وقال ترامب إن الشعور المشترك بالقلق من إيران يقرب بين إسرائيل ودول عربية كثيرة وطالب بأن توقف طهران فوراً الدعم العسكري والمالي «للإرهابيين والميليشيات».
وقام ترامب بجولة في كنيسة القيامة في مدينة القدس القديمة وأصبح أول رئيس أميركي يزور الحائط الغربي أثناء وجوده في المنصب، رافضاً مرافقة أي مسؤول إسرائيلي له.
Leave a Reply