نص مُنكسر:
الى بيتك تمشي الحدائق
كي تسلم عليك في يومك الخجول
تزورك العصافير والبلابل والحمائم
وبمناقيرها اوراق الزيتون
تغني لك الحب في يومك المتأخر
تزورك السواقي والنواعير
تزورك إناث الملائكة الطيبات
يدبكن خجولات
يزورك الفلاحون يدبكون الجوبية
ويعزفون على المطابج الحان الويهلية
بيوم المرأة الهارب عن زماننا نحن الرجال
عمرك عمر الجَمال السرمدي خالد لايتبدد
حلمك حلم الوجود
لايحدُّ
عيناك تستشرفان
زمنا عراقيا بوسعهما
بفألهما وتنديان
زرت زمننا أيتها السيدة
في ليلة كامدة
ونسيت عبيرك في وطن
من حنان
فهو يعبق صبح مساء
برائحة الاقحوان
ثمة انت
في خضرة الوديان وبياض القمم
في زرقة الاهوار وصفرة الصحاري
في المزرعة انت وفي المصنع
في الزنزانات والمقابر الجماعية
في الجامعات مضروبة بالهراوى دون شفيع
في الازقة مذبوحة انت وعلى صدرك طفل رضيع
يلقنوننا ان الشرائع السماوية تنتصف لك
ونلقنهم ان الشهوات التورابورية تقتص منك
فمن اين لي ان يطاوعني البحر
كي يزورك وانت تطبخين وتنظفين وتشقين
والتنابلة من عدنان وقحطان
مشغولون عنك بك
والجهابذة يكورون الرؤوس النسائية المقطوعة منبرا
يعتلونه حتى يهتفوا بحياتك
ويلك من دراويش السراديب البابلية
وزنازين الرمم السومرية
وهم يفصلون العذاب على مقاس جسد انثوي
باشتهاء الوباء
ويغنون للعورة مقصورة في النساء
همو عورات الصباء
نساؤهمو والإماء
لهم كتب معصفرة بالرياء
وعيونهم الحمر
عوار عيونهمو
سجحات البذي
فيابنت أهلي ونخلهمو
لاتراعي اذا قلت
اياك ان تأمني الرجل البدوي
حين يغني
شريعة حمورابي
لاتغني معه
شريعته خادعة
شريعته شرعة من خوازيق ناتئة
قاطعة
ففي كل سطر
يخبيء ساطوره الناصعة
يخبيء خازوق للزوجة الفارك
اليافعة
وللعبد حين يأبق عن بردعة
شريعته محض خازوق
فيابنت ليل العراق
اربئي بنفسك
كي لا تغني مؤرخنا الإمَّعَه
وللحزب الاموي حذار تغني
فقد خبرت ميسون الكلابية
قصورهمو فحولهمو والدماء
والملابس الحريرية مموهةً بالذهب
ترتديها النساء
ليمتعن ليل الخليفة أنى يشاء
والنساء سواسية والإماء
بين محظية في الشباب
ومرضعة في قباب الرغاب
ومسيون زوج معاوية
منذورة للعذاب
تهدهد طفلا لها من وراء الحجاب
فيصغي اليها امير بلا مؤمنين
تنشج اشعارها للاياب :
ولبس عباءة وتقر عيني
احب الي من لبس الشفوف
وبيت تخفق الارواح فيه
أحب اليَّ من قصر منيف
وصب من بني قومي نحيف
احبُّ الي من علج عنيف
العباببسة الوارثون أبالسة
حينما يحكمون باسم الإله
ابتدأ حكمهم بامراة
وانتهى حلمهم بامرأة
الم ترنا كلنا
حين نبكي الحسين
وكلنا قتلنا الحسين
كلنا نهتف لسيدة النخل والرافدين
ولكننا نقطِّعُ عنها حبال الوتين
فإن جاء يومك سيدتي
وتدافع للحفل كوكبة المحتفين
فلا تسالي عن خباء دفين
فانت العشية مشغولة عنهمو
بالامير الأمين
جر شعبا الى حتفه
في زمان مهين
انت الصبيحة مشغولة
بنواميسهم
بشياطينهم
بارتداد السنين
انت الظهيرة مسبية بالطفولة
ضيعها الناسكون بقبضة طين
حفاة عراة
جياع ضياع
مدينتنا رحبة للضباع
وبهاليلها تنطر الواقعة
سيدتي يريدون صغيراتك
الكواعب
عند مخادعهم
مغتلمات عرابا
فأي عراق صار بعد سرابا
يراهز غرينه فيلق من عماء
وقافلة الأدعياء
فقولي لربك يجعلهمو مثل عهن
منفوش تطاير هَنّا وهنا
سيدتي
لنبدأ من موعد اللازورد
فتخضر فيك البراري
وتحلو مياه البحار
وتمشي الحدائق تمشي البيارق
لبيتك سيدتي في ارتفاع النهار.
عبد الاله الصائغ
مشيغن المحروسة
11 آذار 2008
Leave a Reply