هل تسمح لي يا إلهي أن أتكلم إليك بدون وساطة أحد، وبدون الحاجة إلى فتوى فقيه، وبدون تقليد لأي من رجال الدين، الأحياء منهم أو الأموات؟
يا رب، يا من خلقت الخلق وأنت المستغني عنهم. وطلبتهم قبل أن يطلبوك، حيث كانت الأكوان عدما. وكان الخلق قطرات من مياه وذرات من تراب، وبكلمة منك يا الله تحول العدم إلى وجود، وهذا أكبر برهان على عظيم محبتك وإحسانك لذلك العدم.
محبتك وإحسانك هما سر الأسرار الذي يستوجب من البشر أن يتعلموا فعل المحبة وقول الشكر.
يا رب، يا الله، إني أبثك حزني وأشكو همي إليك. عندما كنا صغارا لم يعلمونا كيف نحبك، علمونا كيف منك نخاف. أخبرونا.. قالوا: من يخاف الله لا يكذب ولا يسرق ولا يشهد الزور ولا يزني. علمونا.. أن نصلي وأن نصوم خوفاً من نارك..
يا إلهي.. حبك في قلبي نهر بلا حدود ولا ضفاف..
يا رب، لأني أحبك، وليس لأني أخاف منك، أشكرك لأنك سمحت لي وقبلت مني أن أحبك ولا أخافك. ولأني أحبك أحاول ألا أعصيك، واذا عصيتك، وأنا الإنسان الضعيف الذليل، ففي يقيني أنك إله محب وحنون، وأن رحمتك واسعة وعفوك عظيم. تسمح لي بالسعي الى ضيائك المديد لأتفيأ في ظلك الظليل وعفوك الموعود.
يا الله، اسمح لي بخشوع أن أناديك يا ربي، وأن أشكرك لأنك سمحت لي أن أتكلم أليك وأتقرب منك، وأن تشملني رحمتك. الحمد لك لأنك طهرت صدري من برودة الخوف وملأته بدفء الحب.
أختم كلماتي إليك، يا الله، بدعاء رسولك وحبيبك محمد: “يا الله.. يا ربي.. إني أسألك حبك، وحب من يحبك، وعملاً يقربني إلى حبك”.
Leave a Reply