بلال شرارة
نعم يكفي، لا بد من قانون جديد للانتخابات، نحن نتطلع الى بعض الديمقراطيات بحسد، نتطلع الى أن الشعب التونسي حقق خلال السنوات الماضية انجازات كثيرة دستورياً، وانتخب وفقا للدستور واسقط مجلسه النيابي مؤخراً، الحكومة بالضربة النيابية.
في انحاء متفرقة من الوطن العربي، بدل الديموقراطية المفتوحة بلاد مفتوحة على حروب لا تنتهي ولا أحد يريد الاعتراف بالآخر إلا ميتا! وفي بعض الانحاء العربية لا حياة.. سياسية!
سيحدث ذات يوم عندنا في لبنان (حارة كل من إيدو إلو)، 17 اقتراحاً ومشروع قانون انتخابات والقائم (قانون الستين) قانون عمره 67 عاماً، أي أنه قانون مفروض على ثمانية اجيال ولدت ونمت وترعرعت منذ 80 عاماً، واللجان النيابية لا تتفق على قانون جديد ولن تتفق.
أنا أقترح حلاً من تحت. أقترح على صاحب طاولة الحوار دولة الرئيس نبيه بري مشروع استفتاء شعبي على قانون انتخابات تشريعية، استمارة فيها جميع المشاريع المقدمة للمجلس، والمختصر مشروع قانون نسبي وآخر أكثري ومشروع بالوسط ومشروع دوائر صغيرة وكبيرة ودائرة على قياسي: الوادي.
بالنسبة لي انا أحب استفتائي: أنا بصراحة لا أريد قانوناً، نحن في الوادي لا نريد نظاماً، نريد ماء لنسقي عطش الأرض والشجر والزرع والعصافير والدجاجات والحمامات والارانب والكلاب.. وأنا.
نحن كلنا نشرب.. نحن سننتخب الماء (وجعلنا من الماء كل شيء حي) المسألة أن احداً لا يريد أن يفهم ماذا يعني نظام برلماني ديمقراطي، أن احداً لا يريد نظاماً، كل الناس تريد سَيباناً، فلتاناً، أن تدوس على حقوق بعضها.
أنا لا أريد نظاماً! لأن النظام عندنا ثقافة مما سيجعل الجميع على غير «مصلحة» لدى جهاتهم، يعرفون ماذا يعني النظام، والناس هي (ربما) لا تريد أن تتشارك والقوى السياسية، البرلمانية لا تريد لنا أن نتشارك، لا تريد لنا أن نتشارك في انتاج حياة الدولة والمجتمع، وتنسى القوى التى تمسك بالسلطة، أو تتناسى، أن الحرمان من أبسط الحقوق السياسية والمشاركة في صنع وبناء الدولة هو الامر الذي جر لبنان الى حرب أهلية لسبعة عشر عاماً، ثم اجتاحت اسرائيل بلدنا عام 1982 واكملت علينا.
واليوم كل شيء مهيأ لتكرار نفس السيناريو، نحن مشتبكون بالسياسة، متوترون سياسياً وطائفياً ومذهبياً وجهوياً، وإسرائيل مستعدة للإنقضاض على بلدنا واستكمال وضع يدها على ثرواتنا الطبيعيه في البحر بعد عجزها البري الذي بات بديلها عنه، تشجيع أن نخرب بيتنا بيدنا ونغتال نهر الليطاني.. نحن لا نتعلم.
هل ترانا نريد درساً أبلغ من الديمقراطية الأميركية التي يجري استعراضها على محطات التلفزة تبدأ بإنتخاب الرئيس في عملية حزبية عبر الولايات ثم عملية وطنية شاملة، تشارك فيها سمعياً وبصرياً كل الكرة الارضية توصلا لانتخاب رئيس القرية الكونية، ونحن في لبنان لا نأخذ دروساً ونترك بلدنا بلا رأس للدولة وبلا قانون للانتخابات وبلا قانون للأحزاب و…
يراد لنا ان نعتقد أن الفدرالية هي الحل، كل مجموعة بشرية او طائفية تختار نظامها، مجلسها، ادارتها، ويكون لنا جيش واحد (وليس بالضرورة أخطار موحدة) جيش للقيام بمهمة الأمن وليس الدفاع بعد قليل من الوقت، نكون قد أهدرنا الوقت تماماً، فيما المطلوب أن نقرر شيئاً، أنا مقتنع أولاً وعلى طريق إقرار قانون للانتخاب انه لا بد من أن نتفق على خفض سن الاقتراع، وعلى الكوتا النسائية، ثم بعد ذلك لا بد من قانون فيه كل شيء، مختلط ونسبي و…
Leave a Reply