وقع الرئيس الأميركي باراك أوباما مرة جديدة في “فخ الميكروفون المفتوح”، فقبل أربعة أشهر كانت سقطته الأولى، حيث كان شريكه هذه المرة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي حين اعتقد الرئيس الأميركي أن لا أحد يسمعه سوى نظيره الفرنسي، وراح الرجلان يصفان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالكذّاب والمخادع.
آخر فصول “الميكروفون المفتوح” كانت الأسبوع الماضي في قمة سيول للأمن النووي، وهذه المرّة كان كلام أوباما خلال حديثه مع نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف بمثابة “فضيحة” للرئيس الذي يسعى لإعادة انتخابه والتي باشر الجمهوريون في استغلالها فوراً في حملاتهم الانتخابية.
الكلام المسرّب عبر الميكروفون المفتوح أظهر أوباما يستعطف ويتوسّل لميدفيديف، وفي كلامه قال بالحرف “إنها آخر انتخابات لي، وبعد انتخابي سيكون لدي المزيد من المرونة.. يمكننا حل جميع المواضيع وبخاصة موضوع الدفاع الصاروخي، لكن من المهم أن يِمنحني الوقت”!
من هو الشخص الذي يطلب أوباما منه الوقت؟. ميدفيديف بيّن هذا الشخص عندما قال “سأنقل هذا الطلب لفلاديمير بوتين”.
واستغل الجمهوريون “الفضيحة” في إثارة عاصفة جديدة بمواجهة أوباما مع اقتراب موعد الانتخابات. وشن أعضاء الحزب الجمهوري هجوماً قاسياً على أوباما، واتهموه بتقديم تعهدات سرية إلى رؤساء العالم دون معرفة الشعب.
من جانبه، دعا المرشح الرئاسي الجمهوري، ميت رومني، أوباما إلى مصارحة الشعب الأميركي “بما يعتزم القيام به حيال برنامج الدفاع الصاروخي الخاص بالولايات المتحدة، والمحافظة على تفوقها العسكري والتزامها بأمن إسرائيل وتعهدها التام بالعمل على منع إيران من الحصول على سلاح نووي”.
من جانبه، سعى أوباما لتبرير موقفه، ومازح الصحفيين في كوريا الجنوبية قبل التطرق إلى الموضوع قائلاً: “هل كل أجهزة المايكروفونات مفتوحة”. وعاد أوباما ليضيف “ما أريد قوله مفهوم من الجميع، فمسألة السيطرة على التسلح في العالم معقدة للغاية وفيها جوانب فنية، والطريقة الوحيدة لحل هذا الملف هي عبر التشاور وبناء قواعد صلبة”.
وأضاف أوباما أن موقفه هذا يتعلق بـ”مسألة بسيطة” سبق له أن كررها لعدة مرات في خطابات علنية، مضيفاً أن الولايات المتحدة وروسيا تحاولان منذ عشرة أشهر حل القضايا التقنية لتجاوز “نقاط الاحتكاك” بين الجانبين. وتابع الرئيس الأميركي بالقول: “أريد أن أحد من حجم الترسانة النووية، والطريقة الوحيدة لذلك هي عبر بناء الثقة والتعاون”، مشدداً على أن قراراته في هذا السياق تأتي بالتشاور مع البنتاغون والكونغرس، في مسعى منه للرد على الإشارات حول وجود جوانب سرية في مفاوضاته.
Leave a Reply