مريم شهاب
يحدث الآن في ديربورن، وبمناسبة أيام عاشوراء، أن ترى رتلاً من سيارات «الهامر»، التي تشبه الدبابة، يسير بسرعة دون مراعاة لإشارات الوقوف، فيما ترفرف فوقه رايات عملاقة خُطّت عليها شعارات: لبيك يا حسين… يا لثارات الحسين… لبيكِ يا زينب…
***
أحد الرجال الذي أنفق سنين حياته في العلم والتعليم، ركن سيارته أمام بيته. وإذ بسائق أرعن، يمرّ مسرعاً ويحطم المرآة الجانبية للسيارة. توقف السائق وعاد ليعتذر من صاحبها الذي لم يكن قد برح المكان: عفواً لم أكن أقصد، هذا رقم تلفوني، فقط أخبرني كم كلفة تركيب مرآة جديدة وسأدفع لك.
فقال صاحب السيارة: إن كسر المرآة مشكلة وتهورك في شارع سكني يعج بالأولاد والأهالي مشكلة أكبر. وسأله ساخراً: ما الداعي لهذه لسرعة؟ هل زوجتك مثلاً في غرفة الولادة؟ أم حماتك اتصلت بك لتحضر لها كزبرة وثوم لطبخة الفاصوليا؟ أم أن صديقك وزوجته يتشاجران وأنت ذاهب للإصلاح بينهما؟…
ماذا تظنون كان جواب السائق؟
قال الشاب بجدية مطلقة: لا أبداً… أنا مستعجل لأداء فريضة الصلاة في وقتها!
***
قال لي أحدهم وكأنه يريد أن يوقظني من غفلتي ومن سباتي العميق عن كل ما يحدث في العالم المجنون: نحن في آخر الزمان والساعة آتية لا ريب فيها، وراح يعدّد لي علامات الساعة بينما كنت أنظر في ساعتي: الكذب فشا على قنوات التواصل الاجتماعي، وأغلقت المساجد وعلق الحج، وانتشر الفسق والمجون في البلدان الإسلامية، وشهق البنيان وتكلم الجماد… إلخ.
فسألته: ما الجديد؟
***
أما في بيروت، فتاة صغيرة كانت تعبر جسراً مع والدها، فخاف الأب على ابنته من السقوط، وقال لها: ابنتي امسكي بيدي جيداً حتى لا تقعي.
أجابت الطفلة دون تردد: لا يا أبي، امسك أنت بيدي، فمن الممكن أن تفلت يدي فأسقط، أما إذا أمسكت أنت بيدي فلن تدعها تفلت منك أبداً. فيما بعد وجدوا يد أبٍ تمسك بقوة يد صغيرة مبتورة. قوة الانفجار لم تفرقهما.
***
في بيروت أيضاً كتبت إحداهن: توفيت طفلة جيراننا الصغيرة وكانت صديقة لطفلتنا وقد ذهبت معي إلى هناك للتعزية. فيما بعد سألتها: ماذا قلتِ لأم صديقتك المتوفاة؟ فأجابت: جلست في حضنها وبكيت معها.
***
يروى أن رجلاً سأل إبليس: من أحب الناس إليك؟ قال: عابدٌ بخيل. ثم سأله من أبغض الناس إليك؟ فأجاب: فاسقُ سخي. قال: كيف ذلك؟ أجاب إبليس: لأني أرجو ألاّ يقبل الله عبادته لبخله، ولا آمن أن يطلع الله على العبد الفاسق فيرى بعض سخائه فينجيه ويرحمه.
Leave a Reply