اختتم الرئيس باراك أوباما السبت الماضي جولة في أميركا الوسطى شملت المكسيك وكوستاريكا، بالتركيز على الجانب الاقتصادي معدداً الفوائد التي يمكن أن تعود على هذه المنطقة من تنمية تجارتها مع الولايات المتحدة، واصفاً ذلك بأنه «فرصة مدهشة» لبلاده أيضاً. وخلال زيارته للمكسيك قال أوباما أثناء إن الولايات المتحدة قد تتمكن من المساعدة في تلبية جزء من الطلب المتنامي على الطاقة في المنطقة من خلال تصدير الغاز الطبيعي المُسال وهي خطوة تلقى معارضة من بعض الشركات وأنصار حماية البيئة في الولايات المتحدة.
![]() |
أوباما مستقبلاً رئيسة كوريا الجنوبية بارك غوين-هاي في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض بالعاصمة واشنطن. (رويترز) |
وفي منتدي للتنمية والإقتصاد جمعه مع قادة دول المنطقة في كوستاريكا أثار أوباما إمكانية بيع غاز طبيعي للمنطقة بفضل زيادة الإمدادات في الولايات المتحدة وذلك للمساهمة في خفض تكلفة الطاقة في المنطقة. .
وتعتقد شركات أميركية منتجة للغاز أن الإمدادات أكثر من كافية غير أن بعض الأعمال والأنشطة التجارية يعارض تصدير كميات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال خشية أن ترتفع أسعار الطاقة في الولايات المتحدة ارتفاعا كبيرا.
وقال أوباما السبت في كلمته الإذاعية الأسبوعية لمواطنيه إن «أميركا اللاتينية تمثل فرصة مدهشة للولايات المتحدة وخصوصا فيما يتعلق بأولويتي الأهم كرئيس: خلق فرص عمل ووظائف للطبقات المتوسطة». ومنذ توليه الرئاسة عام 2009، وضع أوباما معظم رحلاته الخارجية وخاصة إلى آسيا وأميركا الجنوبية تحت شعار البحث عن «مخزون للنمو» من خلال الصادرات. وقال أوباما في كلمته التي سجلها في مكسيكو «من أفضل الطرق لتنمية اقتصادنا هي زيادة المبيعات والخدمات الأميركية الصنع في باقي أنحاء العالم. وهذا يشمل جيراننا في الجنوب». وشدد أوباما على أن أكثر من 40 بالمئة من الصادرات الأميركية تذهب إلى القارة الأميركية وأن «هذه الصادرات تنمو بشكل أسرع من صادراتنا لباقي دول العالم. وهذا هو السبب في زيارتي لأميركا اللاتينية أي العمل مع قادتها على تعميق علاقاتنا الاقتصادية وتوسيع روابطنا التجارية».
إصلاح قانون الهجرة
وتحدث أيضا أوباما، قبل عودته إلى واشنطن مساء السبت الماضي، عن قانون إصلاح الهجرة الذي يدعو إليه بقوة، حيث يناقش مجلس الشيوخ حاليا مشروع قانون يهدف إلى إخراج نحو 11 مليون شخص يعيشون سرا في الولايات المتحدة من «حياة الظلام» وإلى تحديث نظام الهجرة. وطالب خصوم أوباما الجمهوريون كشرط مسبق بتعزيز الأمن على الحدود. وفي حديث تلفزيوني لمحطة «تيليموندو» أعرب الرئيس الأميركي عن اقتناعه بأن مثل هذا القانون يمكن أيضا أن يتخطى عقبة مجلس النواب حيث يعترض عدد من الجمهوريين، الذين يشكلون الأغلبية في هذا المجلس، على أي تشريع يبدو بمثابة «عفو» عن المهاجرين غير الشرعيين.
يلتقي ديفيد كاميرون الاثنين المقبل
أعلن مسؤولون اميركيون الأربعاء الماضي أن الرئيس باراك أوباما سيلتقي رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الاثنين المقبل كي يبحث معه الوضع في سوريا وقمة مجموعة الثماني التي ستعقد الشهر المقبل في إيرلندا. وجاء في بيان للبيت الابيض أن «زيارة رئيس الوزراء تشير الى العلاقات الخاصة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وهي علاقة حاسمة من اجل امننا وازدهارنا». واضاف البيان انه بالاضافة الى سوريا ومجموعة الثماني فان الزعيمين سوف يبحثان ملف التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين. وسوف يبحثان أيضا الاجراءات الكفيلة بمحاربة الارهاب. وكان كاميرون قد زار البيت الأبيض في آذار (مارس) 2012.
ينجز تشكيل فريقه الإقتصادي
أعلن الرئيس باراك اوباما ترشيح مايك فورمان لمنصب الممثل التجاري الاميركي وبيني بريتزكر لمنصب وزير التجارة وهما آخر منصبين شاغرين في فريقه الاقتصادي. وقال اوباما في معرض ترشيحهما في البيت الابيض قبيل توجهه الى المكسيك أنهما كعضوين أساسيين في فريقه سيعملان لتعزيز الطلب على السلع والعمالة الأميركية. وحث اوباما مجلس الشيوخ على التصديق سريعا على تعيينهما.
وفورمان، المرشح لمنصب الممثل التجاري للولايات المتحدة، غير معروف لدى الرأي العام الأميركي لكنه له ثقله في الاوساط الدبلوماسية عن دوره ككبير مستشاري الرئيس للشؤون الاقتصادية الدولية وهو منصب يشغله منذ تولى أوباما السلطة في 2009 . أما بريتزكر، المرشحة لمنصب وزير التجارة، فهي سيدة اعمال من ورثة سلسلة فنادق «حياة» وكانت مسؤولة عن تمويل حملة أوباما الرئاسية في 2008 . وقد حلت في المركز 271 في قائمة مجلة «فوربس» لأكثر الأميركيين ثراء والمرتبة الثامنة في قائمة مجلة شيكاغو لاكثر الشخصيات نفوذا في المدينة.
تراشق مع رئيس فنزويلا الجديد
تبادل الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس الفنزويلي الجديد نيكولاس مادورو الانتقادات عبر التصريحات الصحفية والتصريحات المضادة، وذلك بعد أن رفضت الولايات المتحدة الاعتراف بانتخاب مادورو بأغلبية بسيطة، واتهام هذا الأخير لأميركا بدعم معارضيه والتخطيط لاغتياله.
وقال أوباما في مقابلة تلفزيونية سجلت السبت الماضي أثناء زيارة لكوستاريكا إن إشارة الحكومة الفنزويلية إلى مواطن أميركي اعتقل هناك على أنه جاسوس «سخيفة»، في إشارة إلى تيموثي هاليت تريسي التي قالت كراكاس إنها اعتقلته، بتهمة تمويل مظاهرات طلابية معارضة بهدف زعزعة النظام الفنزويلي. وقال أوباما لمحطة «تيليموندو» «سنتعامل مع هذا الموقف مثل كل المواقف التي يكون لدينا فيها مواطن أميركي يواجه نوعا من المشكلات القانونية في بلد أجنبي». وتأتي قضية تريسي بعد تهم وجهها مادورو الذي انتخب رئيسا لفنزويلا في نيسان (أبريل) بفارق بسيط، لمسؤولين أميركيين سابقين بوضع خطط لاغتياله. ورد أوباما بالقول «إن ما نريده لفنزويلا هو فنزويليون قادرون على اختيار قيادتهم في انتخابات حرة ونزيهة في عملية ديمقراطية موثوق بها، لم نحاول التدخل بأي شكل فيما يحدث هناك..». وكانت الولايات المتحدة قد أثارت غضب مادورو الشهر الماضي عندما امتنعت عن الاعتراف بفوزه بفارق بسيط على مرشح المعارضة إنريكي كابريليس.
Leave a Reply