عقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الأربعاء الماضي، مؤتمراً صحفياً مشتركاً مع الملك الأردني عبدالله الثاني في ختام محادثات أجراها الزعيمان في البيت الأبيض حول دفع عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل والأزمة السورية والحرب على «داعش».
وجاء الاجتماع بين ترامب والعاهل الأردني بعد ساعات على انتشار صور مؤثرة لضحايا هجوم كيميائي في بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب التي يسيطر عليها المسلحون المناوئون لحكومة دمشق.
وقال ترامب خلال المؤتمر الصحفي إنه تأثر كثيراً بالهجوم الكيميائي، واعتبر أنه «تجاوز كل الخطوط وليس فقط الخطوط الحُمر»، واصفاً ما حدث للأطفال الأبرياء بأنه «إهانة على جبين الإنسانية».
وأضاف ترامب خلال المؤتمر الصحافي أن الهجوم الأخير يضعه أمام مسؤولية، وتابع «عندما تقتل الرضع بغاز مميت للغاية فهذا مستوى جديد في الحرب».
وصرح الرئيس الأميركي أن التقارير التي تحدثت عن الهجوم الكيماوي غيرت وجهات نظره بشأن سوريا وبشار الأسد.
وأضاف «أستطيع أن أقول لكم أن الهجوم على الأطفال أمس كان له تأثير كبير علي، وأقول أن هذا الحدث، قد غير موقفي تجاه سوريا والأسد كثيراً» دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
ورداً على سؤال حول إمكانية التدخل عسكرياً في سوريا، قال ترامب إنه يؤمن بضرورة عدم مناقشة أي خطط عسكرية أمام الإعلام، منتقداً طريقة الإدارة السابقة «التي كانت تعلن عما ستتخذه من إجراءات عسكرية».
وجدد ترامب عزمه على التخلص من «داعش»، مشدداً على أنه سيعمل على محو التنظيم الإرهابي ومكافحة جذور أيديولوجيته المتطرفة في العالم.
ولفت الرئيس إلى تسجيل تقدم كبير في الحرب ضد «داعش»، وإلى خطط تجري صياغتها لهزيمته. وأوضح «سنهزم داعش ونحمي الحضارة».
وتعهد ترامب أيضاً بالعمل على التوصل لاتفاق سلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، مؤكداً عزمه على تحقيق هذا الإنجاز.
وحول العلاقات مع الأردن، قال ترامب الذي أشاد بالملك الأردني ووصفة بـ«المقاتل» إن «العلاقات التاريخية والصداقة الوثيقة بين البلدين تمتد لأكثر من 75 عاماً شهد خلالها الشرق الأوسط الكثير من الأزمات والقلاقل»، و«ظل الأردن خلالها مدافعا عن قيم الحضارة ومصدرا للاستقرار».
وأشاد ترامب بالدور الفريد الذي يلعبه الأردن لاستضافة اللاجئين، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستقدم المزيد من المساعدات الإنسانية لدعم جهوده في هذا الملف، من أجل عودة اللاجئين إلى بلادهم في نهاية المطاف.
وأعرب العاهل الأردني عن تقديره «للمقاربة الشاملة» التي يتبعها ترامب لمواجهة كل تحديات المنطقة، داعياً إلى مقاسمة المجتمع الدولي الأعباء التي تتحملها الولايات المتحدة لمواجهة التحديات العالمية.
وعن النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، أكد أن التزام الرئيس ترامب بحل هذا الصراع هو «إشارة مشجعة للسلام»، مجدداً تأييده لمبادرة السلام العربية التي طرحتها السعودية وتبنتها جامعة الدول العربية في عام 2002 وأعادت طرحها في قمة الأردن الأخيرة، معتبراً أنها المسار نحو التوصل إلى اتفاق الوضع النهائي.
Leave a Reply