أصبح الرئيس الاميركي باراك أوباما الاثنين الماضي أول رئيس أميركي يزور لاوس أثناء توليه منصبه، حيث وصل الى فينتيان للمشاركة في قمة لزعماء منظمة جنوب شرقي آسيا (آسيان) لتأكيد تحالفات واشنطن في هذه المنطقة قبل أن يغادر عائداً الى واشنطن صباح الخميس المنصرم.
أوباما أثناء زيارته الى معبد بوذي تاريخي في لاوس الأربعاء الماضي. (رويترز) |
وأكد أوباما في خطاب ألقاه في لاوس الثلاثاء الماضي أن حملته لـ«إعادة توازن» السياسة الخارجية لبلاده من أجل أن تركز بشكل أكبر على آسيا، ليست «بدعة عابرة» لرئاسته وإنما هي قرار استراتيجي له أبعاد اقتصادية وعسكرية، موجهاً سهام انتقاداته غير المباشرة الى الصين و«أطماعها» في المنطقة.
وقال أوباما في كلمة على هامش قمة «آسيان» بمدينة فينتيان عاصمة لاوس «عملت على إعادة توازن سياستنا الخارجية للتأكد من أن تصبح أميركا طرفاً رئيسياً في المنطقة» مؤكداً أن بلاده ستحرص على أن يكون للاوس والبلدان الصغيرة في العالم فرصتها أمام الدول العملاقة في إشارة الى جارتها الصين.
وتضم منظمة «آسيان» عشر دول معظمها محاذية للصين وهي إندونيسيا، كمبوديا، لاوس، ماليزيا، ميانمار، الفيليبين، سنغافورة، تايلاند، فيتنام وبروناي إضافة الى دولتين مراقبتين (بابوا غينيا وتيمور الشرقية).
وأضاف أوباما في خطابه أمام القمة أن «أي إخفاق في اتفاقية الشراكة عبر الهادئ سيشكك في قيادة أميركا، وأعتقد أنها مهمة للمنطقة بأسرها ومهمة للولايات المتحدة».
وفي إشارة واضحة إلى الصين، قال الرئيس الأميركي «يجب على الدول الكبرى عدم إملاء أوامر على الدول الصغرى»، محذراً حكومة كوريا الشمالية من أن تجارب الأسلحة التي تعتبر استفزازية ستعمق من عزلة هذا البلد، ومتعهداً للدول الصغيرة بالحماية العسكرية الأمنية إضافة الى الشراكة الاقتصادية التي وصفها بـ«الاستراتيجية».
واجتمع الرئيس خلال مشاركته في آسيان مع رئيسة كوريا الجنوبية غوين هيه بارك، قائلاً «سأؤكد لها تحالفنا الثابت والإصرار على بقاء المجموعة الدولية متحدة حتى تفهم كوريا الشمالية أن استفزازاتها ستؤدي فقط إلى تعميق عزلتها». وتعهد أوباما الثلاثاء بدفع 90 مليون دولار إضافية للمساعدة في إزالة ملايين القنابل التي لم تنفجر في لاوس، والتي تعود إلى حرب فيتنام وأسفرت عن مقتل أكثر من عشرين ألف شخص في لاوس منذ سبعينيات القرن الماضي.
وقال أوباما «نتيجة للصراع فر كثيرون من ديارهم أو طردوا منها، ولم تعترف أميركا آنذاك بدورها، وأعتقد أن الولايات المتحدة عليها التزام أخلاقي بمساعدة لاوس».
وتعتبر زيارة أوباما الى لاوس رحلته الاخيرة الى شرق آسيا خلال رئاسته التي استمرت ثماني سنوات وسعى خلال نصفها الثاني الى إعادة تركيز موارد أميركا العسكرية والسياسية والاقتصادية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لمواجهة الصين.
وتاتي زيارة أوباما بعد عقود من اطلاق الولايات المتحدة حملة قصف واسعة وسرية في لاوس استمرت من 1964 حتى 1973. وأسقطت على البلاد أكثر من مليوني قنبلة، لم تنفجر 30 بالمئة منها ولا تزال تتسبب في اصابات، حتى اليوم.
وبعد الانتهاء من فعاليات القمة قام أوباما يوم الأربعاء الماضي بنشاطات سياحية حيث زار مدينة لوانغ برابانغ، عاصمة لاوس القديمة، وكذلك معبداً تاريخياً كما التقى طلابا جامعيين في البلد الشيوعي الذي يفرض قيوداً شديدة ويعتنق أغلبية السكان فيه الديانة البوذية.
Leave a Reply