دبي – دشن حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم الاثنين الماضي، وسط احتفالات ضخمة، “برج خليفة” الذي بات أعلى بناء في العالم حيث يرتفع عن الأرض 828 مترا ويضم مائتي طابق، وبلغت كلفة إنشائه الذي استمر خمس سنوات تقريبا 1,5 مليار دولار.
وتم التدشين -بعد تأجيله مرتين- في حفل مبهر وسط استعراضات ضوئية ومائية وإطلاق للألعاب النارية، وفي ظل حضور شخصيات من مختلف أنحاء العالم.
وقد قام حاكم دبي بتغيير اسم الصرح المعماري الأعلى بالعالم إلى “برج خليفة” تيمنا باسم رئيس دولة الإمارات العربية خليفة بن زايد آل نهيان.
وقال محمد بن راشد أثناء تدشين الصرح -الذي يعلو بمئات الأمتار على “برج 101” بالعاصمة التايوانية تايبيه والذي لا يتعدى ارتفاعه 508 أمتار- إن الإمارات انتهت من أعلى بناء تشيده يد إنسان، وإنه سيحمل اسم إنسان عظيم. وقال “اليوم أدشن برج خليفة”.
واعتبر خبراء أن هذا المشروع الضخم سينشط السوق العقارية في دبي والتي تضررت بفعل الأزمة العالمية، ويعزز ثقة المستثمرين باقتصاد الإمارة الذي تعرض لحملة تشكيك بسبب ديون بعض الشركات الحكومية، وهي قضية طفت على السطح نهاية تشرين الثاني (نوفمبر).
وقالت إعمار العقارية العملاقة التي بنته إنها باعت 90 بالمئة من وحداته. ويقدر العائد الاستثماري للبرج بنحو 10 بالمئة سنويا. وفي وقت سابق الاثنين, قالت الشركة إنها ستركز نشاطها على الخارج وعلى قطاعات غير عقارية مثل الفندقة نظراً لتأثر السوق المحلية بأزمة عقارية.
وقال رئيس مجلس الإدارة محمد العبار للصحفيين على هامش حفل التدشين “لكم أن تسألوا لماذا نبني كل هذا؟ إنه لتحقيق مستوى معيشة مرتفع، ورسم البسمة على وجوه الناس. وأعتقد أن علينا مواصلة ذلك”. وأضاف “الأزمات تأتي وتذهب. مر العالم بعامين عصيبين. ينبغي أن نتحلى بالأمل والتفاؤل”.
صرح ضخم
وقال العبار إن برج خليفة مكون من مائتي طابق -تضم 1044 شقة سكنية- منها نحو 165 مخصصة للسكن، وإن افتتاحه تم بعد 1325 يوما منذ بدء أعمال الحفر عام 2004.
ويحتوي البرج على 330 ألف متر مكعب من الخرسانة، و39 ألف طن متري من الفولاذ المقسى، و103 آلاف متر مربع من الزجاج و15,500 متر مربع من الصلب الذي لا يصدأ.
ويبلغ إجمالي المساحة المبنية 526,760 مترا مربعا مقسمة إلى 171,870 مترا مربعا للوحدات السكنية و27,870 مترا مربعا للمكاتب. وسيحوي البرج أعلى منصة للمشاهدة وأعلى حوض سباحة وأعلى مصعد وأعلى مطعم وأعلى نافورة في العالم.
وهناك تسعمائة وحدة سكنية متاحة فضلا عن فندق أرماني الذي سيفتتح، ويغطي المبنى 24348 لوحا عازلا لمواجهة حرارة الصيف بالإمارات. وفي ذروة بناء البرج, كان يعمل فيه نحو 12 ألف عامل.
وتقول الشركة المنفذة للمشروع إنه يمكن رؤية برج خليفة من مسافة 95 كيلومترا، بشرفاته العديدة التي صممت على شكل هندسي حلزوني وكأنه زهرة كريستال بطراز مستمد جله من العمارة الإسلامية. ويستغرق الوصول للقمة حوالي دقيقتين باستخدام أسرع مصاعد بالعالم تبلغ سرعتها أربعين كيلومترا بالساعة، ويعمل بالبرج 57 مصعدا، وبه موقف للسيارات تحت الأرض لخدمة السكان والزائرين يتسع لـ3 آلاف سيارة.
Leave a Reply