تناقضت الحفاوة البالغة التي حظي بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في السعودية يومي السبت والأحد الماضيين، مع الاستقبال البرتوكولي البارد لسلفه الرئيس السابق باراك أوباما الذي زار السعودية في نيسان (أبريل) 2016.
وكان في استقبال ترامب وزوجته ميلانيا عند باب الطائرة الملك سلمان بن عبد العزيز الذي سار معه وعدد من المسؤولين السعوديين على السجادة الحمراء.
وبعد توقيعه عقوداً واتفاقات غير مسبوقة يوم السبت الماضي، شارك ترامب في اليوم التالي بقمة دعا اليها الملك سلمان نحو خمسين من زعماء دول عربية وإسلامية حيث ألقى الرئيس الأميركي خطاباً توفيقياً بين «الديانات الإبراهيمية الثلاث».
ووقعت الولايات المتحدة والسعودية خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي اتفاقات بأكثر من 380 مليار دولار من بينها عقود تسليح بـ110 ميارات دولار وذلك في اليوم الأول لزيارة ترامب للسعودية.
وعقد ترامب لقاء قمة مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بحضور كبار مسؤولي البلدين، كما أجرى لقاءات ثنائية مع مسؤولين سعوديين.
وتحدثت وكالة الانباء السعودية الرسمية عن توقيع 34 عقداً في مجالات عدة بينها الدفاع والنفط والنقل الجوي.
وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مؤتمر صحافي مشترك عقده في الرياض مع نظيره الاميركي ريكس تيلرسون إن القيمة الاجمالية للاتفاقات تبلغ «أكثر من 380 مليار دولار».
وأضاف «نتوقع أن تؤدي هذه الاستثمارات على مدى السنوات العشر المقبلة إلى خلق مئات الاف الوظائف في الولايات المتحدة والسعودية».
ووصف المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر في تغريدة على حسابه على موقع تويتر صفقة الأسلحة (١١٠ مليارات دولار) بأنها «الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة».
كما وقعت مجموعة بلاكستون الأميركية العملاقة في مجال إدارة الأصول وصندوق الاستثمارات العامة السعودي السبت الماضي مذكرة تفاهم لإطلاق آلية استثمار جديدة بقيمة 40 مليار دولار لتمويل مشاريع تحديث البنية التحتية في الولايات المتحدة. وقال تيلرسون من جهته إن الصفقة «تدعم امن المملكة والخليج في مواجهة التاثير الإيراني السيء والتهديدات الإيرانية على طول الحدود السعودية».
وفي خطابه أمام قمة الرياض، خفف الرئيس الأميركي من لهجته تجاه الإسلام مسقطاً مصطلح «الإرهاب الإسلامي الراديكالي».
وهاجم ترامب خلال خطابه النظام الإيراني بشدة، داعياً «كل الدول التي تملك ضميراً، إلى العمل على عزل إيران».
واتهم ترامب النظام الإيراني بتأجيج الصراعات الطائفية، كما أنه «نظام يعادي الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، ويتدخل في سوريا. وأكد ترامب أن بشار الأسد تمكن بفضل مساندة إيران من ارتكاب جرائم فظيعة». وواصل مهاجمته لإيران قائلاً «إيران تمول وتسلح وتدرب الميليشيات التي تنشر الدمار والفوضى».
كما أكد أن محاربة الإرهاب معركة بين الخير والشر وليست حرباً بين الأديان أو المذاهب المختلفة أو بين الحضارات». وتابع «أنها معركة بين المجرمين البرابرة الذين يسعون إلى القضاء على الحياة، والناس الأتقياء من كل الأديان الذين يسعون إلى حمايتها». وأشار الرئيس الأميركي إلى أن إراقة الدماء والإرهاب يقفان عائقا أمام إمكانات ومستقبل المنطقة الغنية بتاريخها وشعوبها، على حد وصفه.
Leave a Reply