أقام الرئيس الأميركي باراك أوباما الأسبوع الماضي في البيت الأبيض مأدبة إفطار بمناسبة شهر رمضان في عادة متبعة منذ العام ١٩٩٠.
وضمت مائدة إفطار البيت الأبيض فعاليات ومسؤولين مسلمين في أميركا ووحدها دعوة السفير الإسرائيلي بالولايات المتحدة مايكل أورين سكوت، خرجت عن قواعد اختيار الضيوف، الذين كانوا إما سفراء دول إسلامية لدي الولايات المتحدة، أو مسؤولين مسلمين في واشنطن أو أعضاء بالكونغرس الأميركي أو شخصيات مسلمة أميركية.
وتعتبر دعوة أوباما لحوالي 100 شخصية مسلمة في الولايات المتحدة على إفطار شهر رمضان المعظم، أحد وسائل تودد واشنطن للعالم الإسلامي.
وقال أوباما في كلمته للمدعوين: “بغض النظر عن من نحن؟ أو كيف نصلي؟ إلا أننا جميعا أبناء محبة الله”، واستطرد أوباما أمام النائب كيث إليسون أول نائب مسلم .بالكونغرس الأميركي، وغيره من المسؤولين: “المسلمون في الولايات المتحدة لديهم نفس الحق في ممارسة شعائرهم الدينية مثل أي شخص آخر في هذا البلد”.
من جانبه اعترف أوباما خلال الإفطار بأن المسلمين في العالم قوة لا يستهان بها، كما أن الولايات المتحدة الأميركية تضم ملايين من المسلمين المنتشرين في ولاياتها المختلفة، والذين لا يمكن إنكار دورهم في التصدي لهجمات “١١ أيلول”.
وقال أوباما “هنا في البيت الأبيض، لدينا تقليد استضافة مآدب الإفطار. مثلما نستضيف حفلات عيد الميلاد المجيد، واحتفالات عشية عيد الفصح اليهودي، واحتفالات الديوالي الهندوسية أيضا. هذه أحداث مهمة. إنها تبين دور الدين في حياة الشعب الأميركي وتذكرنا بالحقيقة الأساسية وهي أننا جميعا عباد الله وأننا جميعا نستمد القوة والإحساس بالهدف من معتقداتنا”. وأضاف “لكن هذا لا يعني أن الدين لا يدور حوله الخلاف والجدل. ففي الآونة الأخيرة تركز الاهتمام على بناء المساجد في مجتمعات معينة- خاصة في نيويورك. وينبغي علينا جميعاً أن ندرك ونحترم الحساسيات المتعلقة بالتطور العمراني في منطقة مانهاتن السفلى. إن هجمات “١١ أيلول” كانت حدثاً أليماً للغاية لأمتنا. ولا يسعنا أن نتصور مدى الألم والمعاناة اللذين ألما بأولئك الذين فقدوا أحباءهم. إذن، أنا أتفهم المشاعر التي يثيرها هذا الموضوع. إن هذا الموقع هو بالفعل أرض مبجلة”.
وتابع “اسمحوا لي بأن أكون واضحاً: إنني كمواطن، وكرئيس أومن بأن للمسلمين نفس الحق في ممارسة عقيدتهم الدينية وبناء دور عبادتهم كأي شخص آخر في هذا البلد”.
وقال “إن قضية “القاعدة” ليست الإسلام، إنها تشويه فاضح وجسيم للإسلام. وهؤلاء ليسوا زعماء دينيين، إنهم إرهابيون يغتالون الرجال والنساء والأطفال الأبرياء. والواقع أن القاعدة قتلت من المسلمين أكثر مما قتلت من أتباع أي دين آخر، وقائمة الضحايا تتضمن مسلمين أبرياء قُتلوا يوم ١١ أيلول”.
وعن شهر رمضان قال أوباما “الليلة نتذكر أن رمضان احتفاء بدين عرف عنه التنوع العظيم. وأن رمضان تذكرة بأن الإسلام يظل على الدوام جزءاً من أميركا… واليوم، تتعزز أمتنا وتزداد قوة على يد الملايين من الأميركيين المسلمين. فهم يبدعون في كل مناحي الحياة. إن الجاليات الأميركية المسلمة، بما في ذلك المساجد المنتشرة في جميع الولايات الخمسين، تقدم خدمات لجيرانها. ويعمل الأميركيون المسلمون على حماية مجتمعاتنا بالانخراط في قوات الشرطة وفي فرق الإطفاء وفي عناصر النجدة. وقد جاهر رجال الدين المسلمون بمناهضتهم للإرهاب والتطرف، مؤكدين مجدداً على أن تعاليم الإسلام تنص على أنه يجب على الإنسان الحفاظ على النفس البشرية، وليس إزهاقها. إن أبناء الجالية المسلمة الأميركيين يخدمون بكل شرف في صفوف قواتنا المسلحة. وسيتم في حفل الإفطار الرمضاني الذي سيقام في الأسبوع المقبل بمقر وزارة الدفاع تكريم الجنود الثلاثة الذين ضحوا بحياتهم في العراق والآن ترقد جثامينهم في مثواها الأخير مع سائر الأبطال في مقبرة آرلينغتون القومية
Leave a Reply