ألقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس الماضي، خطاباً جماهيرياً في قلب العاصمة البولندية وارسو، قبل توجهه إلى مدينة هامبورغ الألمانية للمشاركة في قمة مجموعة العشرين التي تعقد في أجواء من التوتر.
وتعهد ترامب بدعم حلف شمال الاطلسي (ناتو)، في مستهل جولة أوروبية، كما انتقد الدور الروسي «المزعزع للاستقرار» عشية لقائه المرتقب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، محذراً من أن «مستقبل العالم الغربي معرض للخطر».
وقبل توجهه إلى ألمانيا، اغتنم ترامب خطابه أمام أكثر من عشرة آلاف بولوني للتحذير من أن غياب العزم الجماعي يمكن أن يؤدي إلى نهاية حلف الناتو.
وقال ترامب، في ساحة كراسينسكي حيث اندلعت انتفاضة وارسو ضد الاحتلال النازي: «كما تذكرنا التجربة البولندية، فإن الدفاع عن الغرب لا يقتصر فقط على الوسائل فحسب بل على قدرة الشعب على الانتصار». وتابع: «المسألة الأساسية في عصرنا تكمن في معرفة ما إذا كان لدى الغرب الرغبة في البقاء».
وسعياً منه إلى تبديد مخاوف الحلفاء حيال إلتزام الولايات المتحدة بحلف شمال الأطلسي، أكد ترامب تأييده ميثاق الدفاع المتبادل بين جميع الدول الأعضاء في «الناتو».
كما أوضح أن الولايات المتحدة الأميركية «أظهرت ليس فقط بالكلمات، إنما بالأفعال أنها تقف بقوة وراء المادة الخامسة» التي تنص بأن على كل عضو الدفاع عن جميع الأعضاء في حال الضرورة.
غير أن ترامب دعا إلى مزيد من الإنفاق الدفاعي على الجبهة الشرقية للأطلسي، مطالباً الدول الأعضاء بدفع مستحقاتها.
وبشأن محاربة الإرهاب، أكد ترامب أن بلاده تحارب الإرهاب وتمويله بكل قوة، مشيراً إلى قمة الرياض التي عقدت قبل شهر ومثلت منعطفاً في محاربة الإرهاب.
وقال ترامب في خطابه «تشاركنا مع 50 دولة مسلمة في مواجهة الإرهاب وتمويله من أجل حماية العالم». وأضاف: «نحارب بكل قوة ضد الإرهاب وسنفوز».
وفي انتقاد نادر إلى روسيا، هاجم الرئيس الأميركي سلوك روسيا «المزعزع للاستقرار»، مؤكداً أن الولايات المتحدة تعمل مع حلفائها للتصدي «لأعمال روسيا المزعزعة للاستقرار».
وكان ترامب قد أكد صباح الخميس الماضي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البولندي أندريه دودا، أن مدينتي الموصل والرقة ستتحرران قريباً، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تبحث عن «حل سلمي لا يعزز أجندة إيران ولا يسمح بعودة التنظيمات الإرهابية».
وبعد تأكيده على أن مدينتي الموصل والرقة ستتحرران من «القتلة السفاحين»، قال «حاربنا بقوة ضد داعش منذ أن أصبحت رئيساً». كذلك قال ترامب: «سنواجه تهديدات كوريا الشمالية بكل قوة» مؤكداً أن لا خطوط حمر في مسألة التعامل مع ملف بيونغيانغ.
وفي الشأن الأمني الأوروبي، طمأن ترامب حلفاء بلاده بأن «أميركا ملتزمة بالحفاظ على الأمن والاستقرار في شرق ووسط أوروبا».
وقال الرئيس الأميركي في المؤتمر الصحفي إن روسيا ربما تدخلت في انتخابات الرئاسة 2016 التي أوصلته إلى البيت الأبيض، إلا أنه قال أن دولاً أخرى ربما تدخلت أيضاً.
حيث قال «لقد قلت ببساطة شديدة. أعتقد أن روسيا ربما تكون تدخلت. وأعتقد أن دولا أخرى ربما تدخلت. لا أستطيع التحديد. ولكنني أعتقد أن الكثير من الناس تدخلوا»، مشيراً إلى أن سلفه باراك أوباما تجاهل التقارير الاستخبارية عن تدخل روسيا لاعتقاده بأن هيلاري كلينتون كانت في طريقها إلى فوز عريض.
ووصل ترامب مساء الأربعاء الماضي إلى العاصمة البولندية وارسو في مستهل جولة أوروبية تستمر أربعة أيام يشارك خلالها في قمة مجموعة الـ20 في مدينة هامبورغ الألمانية التي تعقد الجمعة والسبت (مع صدور هذا العدد)، وسط اجواء متوترة بسبب العديد من الازمات الديبلوماسية والخلافات العميقة بين واشنطن وأعضاء في المجموعة، وبسبب تظاهرات ضخمة أخذت منحى عنيفاً في المدينة التي تخضع لإجراءات أمنية مشددة.
ورافق ترامب خلال زيارته إلى بولندا كل من زوجته ميلانيا وكذلك ابنته إيفانكا إلى جانب زوجها جاريد كوشنر.
Leave a Reply