ديربورن – علي حرب
قامت مجموعة من اليمنيين الأميركيين بالتجمهر أمام مكتبة هنري فورد فـي ديربورن يوم السبت الماضي ٢٥ نيسان (أبريل)، للتظاهر ضد القوات الحوثية اليمنية والموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، التي سيطرت على معظم مناطق اليمن.
متظاهرون أمام مكتبة ديربورن العامة يرفعون شعارات تندد بالحوثيين وعلي عبدالله صالح |
وكانت القوات الحوثية واللجان الثورية والجيش اليمني سيطرت على العاصمة صنعاء فـي شهر أيلول (سبتمبر) الماضي وظلت تتقدم فـي مختلف المحافظات، وشنت هجوماً على مدينة عدن الجنوبية، حيث انتقل اليها الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي. وبدأت السعودية هجومها الذي أطلقت عليه اسم «عاصفة الحزم» فـي ٢٦ آذار (مارس) لوقف تقدمهم، من دون نتيجة.
وقال منظمو الاحتجاج فـي بيان ان التظاهرة هي «لدعم الحكومة اليمنية المشروعة، لا التدخل السعودي».
«نحن نود أن نشير بوضوح أن هذه التظاهرة لا تعني الموافقة على ما يسمى «عاصفة الحزم» بل نحمل قوات التحالف المسؤولية عن مقتل المدنيين»، كما جاء فـي البيان، مضيفاً «وفـي الوقت نفسه، فإن المسؤولية الأكبر تقع على الميليشيا الحوثية والقوات الموالية لصالح على سفك الدماء المستمر فـي بلادنا».
لكن برغم البيان التوضيحي هتف المتظاهرون، «شكراً لك سلمان» معبرين عن امتنانهم لملك السعودية، كما حمل اثنان على الأقل من المتظاهرين الأعلام السعودية خلال الاحتجاج. ولكن فـي البيان ذاته، نأى المنظمون بأنفسهم عن المتظاهرين الذين حملوا الأعلام السعودية.
وذكر البيان «ان أي شخص رفع أعلاماً أخرى غير العلمين اليمني والأميركي لا يمثل سوى وجهة نظره». ودعا البيان إلى زيادة المساعدات الإنسانية إلى اليمن، معرباً عن «الدعم الكامل للمقاومة الشعبية التي تقاتل عصابات صالح وميليشيا الحوثي».
وقد اثيرت الشكوك بأن المظاهرات المناهضة للحوثيين من قبل المغتربين اليمنيين جرى تنظيمها بتمويل من السفارات السعودية. لكن منظمي المظاهرة فـي ديربورن اوضحوا ان الاحتجاج لا علاقة له أبداً بالسفارة السعودية أو اليمنية بواشنطن. وقال أحد المحتجين آدم الحربي «ان تنظيم المظاهرة تم من قبل مجموعة من الناشطين الشباب غير الحزبيين، وان رسالتنا إلى الشعب اليمني هي أننا نقف معكم ضد الانقلاب الحوثي».
وقبل أسبوعين، قامت مجموعة من اليمنيين الأميركيين أيضاً أمام المكتبة العامة ذاتها بالتظاهر منددة بالهجوم الذي تقوده المملكة العربية السعودية على اليمن.
وقال الحربي «ان التظاهرة المناهضة للحوثيين لا تعارض فـي حد ذاتها المظاهرة السابقة التي أقيمت احتجاجاً على التدخل السعودي ونحن لسنا مع أو ضد التدخل».
ورفع المتظاهرون لافتات تندد بصالح، مطلقين عليه لقب «عفاش». واحدة من اليافطات كتب عليها «الحوثيون = الإرهاب» كما عُرضت صور لضحايا مزعومين من المسلحين. وعلى ملصق آخر كتب «اليمن عربية لا فارسية»، فـي إشارة إلى الدعم الإيراني المزعوم لقوات الحوثيين.
وتحدث فـي التظاهرة أحمد حسين بنمه الذي انتقد الحوثيين بشكل لاذع، وفـي حين يُعرف الحوثيون أيضاً باسم «أنصار الله» قال عنهم «انهم أصبحوا أنصار الشيطان».
وأضاف «اننا نؤيد كل قرارات الشرعية الدولية لضرب مراكز الإرهاب، وخصوصا مؤسس الإرهاب فـي شبه الجزيرة العربية، علي عبد الله صالح».
وأردف «أن صالح تمكَّن من التسلل لقيادة الحوثيين لتحويلها ضد الشعب. انه يستغل كل واحد منهم لامتصاص دماء الشعب اليمني».
والقت لطيفة علي خطاباً تحث فـيه الحوثيين على وقف «جرائمهم ضد اليمنيين» معبرة عن الألم بسبب الأزمة الدامية فـي بلدها. وقال إبراهيم، وهو أحد المتظاهرين اختار عدم نشر اسمه الكامل مكتفـياً فقط بالاسم الأول، انه يؤيد التدخل السعودي «باعتباره شراً لا بد منه لانقاذ البلاد من براثن صالح والحوثيين المتعطشين للسلطة». وقال ان معظم اليمنيين على الارض يدعمون المملكة العربية السعودية ضد النظام السابق، واستطرد «هذا هو الحل الوحيد لإنقاذ البلاد من الحرب الأهلية. ونحن لا نريد أن نصبح سوريا أو عراقاً آخر».
وقال المتظاهر أحمد سعيد «إن الحل للأزمة يكون بالحوار بعد انسحاب الحوثيين من المناطق التي استولوا عليها. قلوبنا تنفطر ألماً عندما نرى بلدنا ينهار هكذا». وأضاف «نأمل أن يخرج الشعب اليمني منتصراً».
Leave a Reply